جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: زلاتكو يفي بوعده ويسطر اسمه بجوار ميتشيلز وسيباس

داليتش

داليتش

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.

في قلب مدينة سراييفو عام 1992 تحت أجواء القصف وفي ظل انهيار الاتحاد اليوغسلافي ، قرر إيفان وقبل فترة بسيطة أن ينتقل إلي الجارة الجديدة ( كرواتيا ) مع ابنه والذي انتقل للعب مع فارزديان الكرواتي.

في الوقت الذي كان يمني فيه نفسه بأن يري منتخب بلاده في بطولة أوربا بالسويد قرر الاتحاد الأوربي أن تشارك الدنمارك بدلا من يوغسلافيا نظرا لما حدث من إجراءات سياسية داخل البلاد.

إيفان وهو يتصفح الجرائد المحلية والتي إنزوي فيها خبر استبعاد يوغسلافيا أمام أخبار الحرب التي مزقت أمة ( جوزيف تيتو) بعد انهيارات اقتصادية ومجتمعية وسياسية  في بلدان الشرق الأوربي من المجر وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفييتي من قبلهم وحتي النهاية المأساوية لشاوشيسكو في رومانيا.

إيفان بمرارة: لم يعد لدينا سوي كرة القدم.. وحتي تلك لن نحظى بفرصة الفوز ببطولة يوما ما بعدما تفككنا إلي دويلات صغيرة ، كيف سنحظى بلاعبين في مثل هذا المناخ الذي يشوبه الحرب والدمار؟

الابن : لا تحزن يا أبي ..سنصنع الحدث يوما ما

إيفان : الحدث ! هل سنحصل علي كأس أوربا ، لقد تم استبعادنا

الابن : لا كأس أوربا ولا كأس العالم ..سنصنع التاريخ مثلما صنعته المجر وهولندا

إيفان بدهشة: المجر وهولندا ؟

الابن : نعم  .. لقد أسموها معجزة بيرن بسبب أن ألمانيا فازت باللقب علي حساب المجر ، المانيا فازت بكأس العالم علي أرضها في ميونيخ ولازال العالم يتذكر يوهان كرويف ورينسوس ميتشيلز ، من يفوز باللقب يحتفي به التاريخ ومن يؤثر في كرة القدم يتذكره الجميع في التاريخ والحاضر والمستقبل

إيفان : لقد كبرت كثيرا يا بني ، ربما تحقق هذا الحلم لبلدنا يوما ما

الابن : القدرة علي تحقيق الأحلام تبدأ عندما تؤمن بذلك

إيفان لبائع الجرائد وابنه الشاب : كم ثمن الجريدة

بائع الجرائد : لا شيء ..لقد أعطانا ابنك الأمل
**
أكتوبر 2017 ..في قلب العاصمة الكرواتية ( زغرب ) زلاتكو مديرا فنيا لكرواتيا ، حديث صغير دار بين دافور سوكر رئيس الاتحاد وزلاتكو داليتش المدير الفني الجديد.

سوكر : أعلم أنه المهمة صعبة فنحن بحاجة إلي ملحق للوصول إلي البطولة ولكن عدني أننا سنتجاوز الدور الأول في كأس العالم
زلاتكو : سأعدك بما لا يمكن أن تتخيله ..سيخلدنا التاريخ

سوكر : لا تجعل غرورك يقودك يا داليتش فأنت تعلم أن جيلنا في 98 هو من خلده التاريخ ببرونزية البطولة في ذلك الوقت

زلاتكو : هذا ليس غرورا ولكنه الحلم ، نحن بلدة صغيرة ذو حلم كبير سنجعل الحلم ممكنا إذا آمنا بذلك

سوكر : حماستك رائعة ، ولكن ما هي خطتك ؟

زلاتكو بثقة شديدة : التقنية

سوكر بدهشة : ماذا تعني ؟

زلاتكو : الجميع يلهث وراء خطط اللعب وأساليبها ولكني سأتبع أفكار زيدان في الإهتمام بالتقنية أكثر من خطة اللعب نفسها ، ستري بنفسك عندما تكون حاضرا في منتصف شهر يوليو القادم
**
بروزوفيتش أعلم أنك لست الارتكاز الأساسي في إنتر ولكنك لن تدافع ستكون مساندا لراكتيش ومودريتش في خط الوسط ، أريد اندفاعك للتغطية عليهم في أرجاء الملعب وعند الهجوم ستلعب لاعبا كخط وسط بشكل طبيعي ، راكي وموريتش سيقومان بإستدراج المنافسين لنصف ملعبنا وسينطلق فارساليكو وسترينتش للهجوم.

ريبتش وبيريسيتش.. سنستخدم معكما فكرة يطبقها الفريق الوطني لكرة السلة ، مانذوكيتش سيلعب دوما دور الpivot  ثم يقوم بتمرير الكرة لكما بعدما تقوما باستدراج المنافس لوسط الملعب ثم الانطلاق مرة اخري.

مانذوكيتش ستقوم أيضا بمحاولة إبعاد المدافعين عن الأجنحة بالتحرك جهتم تارة واللعب كجناح تارة أخري ، الكرات لن تكون طويلة أو بالونية ، أنت تعرفون فرق المظلات التي كانت تنزل وقت الحروب ، كان من الصعب هزيمة ميليشيا أمام أخري سوي بفرق إنزال المظلات في قلب الغابات
حديث زلاتكو أصاب الجميع بالوجوم وذكرهم بويلات الحرب الذين عاشوها في صباهم ، وفي نفس الوقت استثار ذلك حماس لوكا مودريتش الذي بادر قائلا : سيد زلاتكو .. أنت لا تعلم كم سأكون سعيدا بإنزال الكرات في مناطق الخصوم بمنتهي الدقة والتي ستجعل منها فرصا حقيقية
راكتيش بحماس انتقل إليه من حديث لوكا : ستجدني أيضا أقوم بهذا الدور.

سترينتش : ربما لا تعلم ذلك سيد زلاتكو ولكني مع فارساليكو نهوي الركض في اتجاهات مختلفة كما لو كنا نطارد أرانب أو فئران.

بيريسيتش بشراسة : لقد مللت من دور جناح الخطوط مع سباليتي وأرغب في رؤية المرمي بشكل أكبر وأعتقد أن مانذوكيتش سيساعدنا في ذلك
زلاتكو : رائع.. خطتنا ثابتة في المونديال 4-2-3-1 كما هي العادة ولكننا سنظهر ب 4-1-4-1 عندما تكون الكرة في حوزة المنافس.. سنستخدم فكرة الضغط عند الكرة الثانية والتي يستخدمها يورجين كلوب ووقتها سيظهر الكثير من لاعبينا في إتجاهات مختلفة لغلق زوايا التمرير أو حتي ملاحقة مسار الكرة .

عند امتلاك الكرة سنلعب براكتيش كأنه ظهيرا ايسر يبدأ الهجمة ، بالطبع مودريتش سيتواجد حرا إما باستدراج لاعب الإرتكاز المراقب له في وسط ملعبنا وبالتالي ينطلق فارساليكو لنهاية الملعب ويدخل ريبتش لعمق الملعب.

لن تنسوا أن نجاحنا سيتوقف علي مدي إتقاننا للكرات القطرية السريعة والتي ستنقل الملعب كلية بلعبة واحدة لذلك سنستخدم دوما الloading & isolation  وبالتالي سنجد دوما ثغرة في الملعب إما علي طرف الملعب أو في قلبه.

**
في قلب العاصمة الكرواتية  زغرب وعند نفس بائع الجرائد منذ 26 عاما الجرائد المحلية تتحدث عن معجزة ذلك البلد الصغير في كأس العالم رغم عدم فوزه بالبطولة بل إن احتفاء العالم به أكثر من احتفائهم بفرنسا صاحبت اللقب.

لم تدون كرواتيا نفسها في سجلات أبطال العالم مثل المجر وهولندا ولكن حتما أن أدائها سيظل محفورا في ذهان الجميع تماما مثلما حدث من قبل مع لاعبين  لم يتوجوا باللقب ولكنهم كانوا في أعيننا أبطالا.

ابن بائع الجرائد : زلاتكو مر من هنا .. لقد قال ذلك لوالده عندما كان صغيرا

أحد المارة : ماذا قال زلاتكو ؟

ابن بائع الجرائد : القدرة علي تحقيق الأحلام تبدأ عندما تؤمن بذلك ، عاشت كرة القدم الجميلة

لمتابعة الكاتب عبر فيس بوك.. اضغط هنا

لمتابعة الكاتب عبر تويتر.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن