عقل المباراة.. بالفيديو: نهائي الأبطال.. كيف تضرب عقل دييجو سيميوني؟

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

إذا قمت بالتفكير في أفضل خمسة مدربين منذ الألفية الجديدة ستجد بينهما دون تردد دييجو سيميوني ..الأرجنتيني مدرب أتليتكو مدريد قام بإعجاز حقيقي علي مستوي النتائج وعلي مستوي التنظيم الدفاعي ( الذي قد يتم إختراقه ) أحيانا ولكنه في كل الأحوال فإن زيارة مرمي سيميوني أصعب بكثير أمام فكرة حصول أرسنال علي البريميرليج.

هل فكرت في إحراز هدفين في مباراة واحدة  أمام سيميوني دون ان تستقبل أهداف؟ هنا الكارثة لا يمكن أبدا أن تفكر في ضرب مرمي أتليتكو مدريد بهدفين فهو يجيد الحفاظ علي النتيجة وتحويل مجري المباراة تماما مثلما يريد .. سيميوني يأمل دائما في هدف واحد في المباراة سواء كانت داخل أو خارج أرضه.

داخل أرضه يعرف أن هدفه سيعني مزيد من الصعوبات علي الفريق المنافس إذا فشل في زيارة مرمي أتليتكو في كالديرون .. وخارج أرضه الهدف يحتسب بإثنين لذلك فهو بهدفين فعليا يصبح لديه ثلاثة أهداف وهنا نأتي للسؤال الأول ..هدفين في مرمي سيميوني أمرا غير جيد إذا منيت شباكك بهدف.

ما يحدث داخل أرض الملعب هو ترجمة فعلية لأفكار سيميوني المعتادة .طريقة لعبه واضحة ب 4-4-2 ..التنظيم الدفاعي ممتاز في العمق وأقل جودة علي الأطراف ..تلك كانت المرحلة الأولي مرحلة ضعف ال HALF SPACES  بين خوانفران وخيمينز .. وبين جودين وفيليبي لويس.

تلك المرحلة جعلت برشلونة يضرب أتليتكو سبعة مباريات من أصلي ثماني مباريات بسبب قدرة أفراد الفريق علي إستغلال تلك المساحة وكلما إتجه أتليتكو للعمق باغته برشلونة من طرف الملعب والعكس صحيح.

كيف تواجه سيميوني عقليا؟

• البداية أن يعرف لاعبوك ماهية المباراة ( لا بد للاعبيك أن يعتادوا علي اللمسات " تحت الحزام " علي الإلتحامات الجسدية المباشرة ) ..ليس سهلا أن تنال خطأ فمن يمتلك الكرة سيجد نفسه محاصرا دائما بلاعب وإثنين لذلك .. القاعدة الأولي ( لا تكن حريصا علي الكرة ).

• مرر الكرة بسرعة إلي أقصي أطراف الملعب ( تمريرة واحدة أو تمريرتين علي أقصي تقدير  ..إذا وجدت المكان مزدحما ) ..سرعة التنفيذ أهم من دقته ..المهم أن ترسل كرة بعيدة تماما عن مكان الإزدحام.

• لا تجعل حرصك علي تسجيل الهدف أكبر من حرصك علي إنهاء الهجمات ..قاعدة سيميوني الثانية التي يمكن إستخدامها ضده ..هل فكرت في كيفية حصول أتليتكو علي فرص تسجيل الأهداف رغم إمتلاكهم لجريزمان ( القصير ) وتوريس ( العائد بعد غياب ) ورغم ذلك تأتي الأهداف دائما من داخل منطقة الجزاء.

• لاعبي أتليتكو يقومون بالمرتدات وعندما يجدوا أن فرصة إستكمال الهجمة صعبة..فورا يلجأ اللاعب مالك الكرة لحماية الكرة بجسده منتظرا أن يرتطم به أحد ..ولكن ماذا لو إستمر ؟ ( الشيب باص ) هو الحل.

• فكرة سيميوني  في أن يقوم اللاعب بتمرير الكرة هوائيا بشكل أقرب لما يعرف في كرة القدم ب إسم ال ( شيب باص ) بذلك يصبح لدي اللاعب الأسرع الفرصة للوصول للكرة قبل رقيبه وهنا تبرز أهمية جريزمان  .. يمكن تطبيق تلك القاعدة دائما أمام أتليتكو في كالديرون بالعكس أن تترك الفرصة لأسرع لاعبي فريقك ليقوم بدور جريزمان أو في نهائي بطولة مثل دوري الأبطال.

• الدقيقة 70 .. عند وصول لاعبي أتليتكو للثلث الأخير من المباراة والنتيجة لا تزال سلبية للفريقين ستجد ضغط وقوة لاعبي الفريق أقل لذلك عليك ألا تضغط مبكرا علي أتليتكو وتترك حسم الأمور حتي الدقيقة 70 وقتها ربما تنال هدية غير متوقعة بطرد أحد لاعبي سيميوني أو إستمرار الفريق كما هو ب 11 لاعبا ولكن بقدرات بدنية أقل وهنا تأتي فكرة ( البديل السريع).

• علي أي فريق يواجه أتليتكو أن يعرف أن أهم لاعب في المباراة ( الذي لم يلعب بعد ) وأن التوقيت الأهم هو ( الثلث ساعة الأخير )

إرث سيميوني الفني:

• المشكلة الأولي التي ظهرت في دفاعات سيميوني كانت ال HALF SPACE بين قلب الدفاع وظهير الجنب ..هنا يختل التكتل وتظهر به بعض الثقوب خاصة لو كان الأمر متعلق بلاعب مثل رونالدو أو ميسي أو فريق يلعب بشكل هجومي ولديه سرعات إنتقالية هائلة في الهجوم.

• 4-4-2-0 البداية هي ترك قلبي دفاع المنافس والتركيز علي إرتكاز الوسط تلك هي مهمات جريزمان وتوريس .. طرف الملعب ليس مهما في تلك المرحلة المهم هو العمق ..الصورة الأولي توضح..



• مع  لجوء بعض الفرق لوضع ثلاثية ( ظهير الجنب ولاعب الوسط وجناح الهجوم ) ظهر الخلل في جبهات أتليتكو أمام ( ألفيس وراكتيش وميسي ) ( مارسيللو كروس رونالدو )  والحل كان في إعادة أحد إرتكازي الوسط هيرنانديز لعمق الدفاع فتتحول الطريقة من 4-4-2 إلي 5-4-1 .. وبالتالي يظل الفريق بدون فراغات  .. الصورة الثانية توضح..



• لكن هناك دائما أزمة تظهر عندما عند وصول الكرة لتلك المنطقة أن المنافس بات قريبا من المرمي وأن الخط الذي به خمسة مدافعين مع أربعة من لاعبي الوسط يكاد يكون خطا واحد ووقتها إذا نجح لاعب واحد في الإختراق سيصبح كل التنظيم بلا جدوي ..الصورة الثالثة توضح..



• يمكن قراءة ذلك بوضوح ..مارسيللو يتقدم مدعوما بكروس يواجها ( خوانفران و نيجويز ) رونالدو يتحرك أمام خيمنيز الذي يترك موقعه ووقتها يجب علي فيرنانديز إرتكاز الوسط أن يعود ليجاور جودين.

• مورديتش يظهر في عمق الملعب يتجه نحوه جابي ..وخلفه كوكي ليقوم بتغطية العمق . كاربخال ظهر عند وسط الملعب ويبقي بيل بعيدا تماما عن ذلك الصراع.

• مودريتش يمتلك الدقة والسرعة في إرسال الكرات بعيدة عن هذا الصراع المحتدم ووقتها يتحرك بيل لداخل منطقة الجزاء بشكل مائل ليتسلم الكرة خلف لويس .. أو يتحرك كاربخال لمركز الجناح الأيمن ويرسل عرضية داخل منطقة جزاء أتليتكو ..الفيديو التالي يوضح ذلك :



• هناك طريقة أسهل ..هل تعرف لماذا قلنا أن سيميوني حريص جدا علي أن ينهي الهجمة في المرمي أو خارج خطوط الملعب  عندما يمتلك الكرة ؟.. الإجابة واضحة التنظيم الدفاعي.

• قدرات سيميوني الممتازة في تنظيم اللاعبين أمام منطقة الجزاء تقل كثيرا وتكاد تتلاشي إذا حدث Breaking  the Counter Attack  بمعني أدق أن تقطع الكرة منك أثناء قيامك بتنظيم هجمة مرتدة .. هنا يقل عدد لاعبي أتليتكو المفروض تواجدهم في عملية الدفاع وإذا نظرنا بدقة سنج دأن لاعبا مثل فيليبي لويس يشارك في الهجوم بكثافة .. لذلك يجب عمل الأتي.

• يجب فورا علي أحد لاعبي الريال ( بنزيمة ) أو بيل أن يظل في تلك المنطقة خلف لويس حتي أثناء عملية الهجوم المرتد ..وعندما يتم قطع الكرة سيجد لاعبي الريال أو أي منافس أنفسهم في وضع ممتاز لشن  Re- counter Attack  ضد سيميوني.

• أخيرا الفوز قد يأتي عن طريق الدفاع أو الهجوم وفي كل الأحوال كي تفوز عليك أن تضع منافسك أمام سؤال وضعه هو لك ..ثق أنه لن يجيب لإنه إعتاد أن يكون هو السؤال وليس الإجابة.

للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك