عفوا.. لا يوجد مباريات اليوم

جميع المباريات

إعلان

"التهويل والتهوين" في عودة الحضري للأهلي

كريم سعيد

كريم سعيد

اجلس بجوار الزميل الصحفي محسن لملوم قبل احدى الفقرات التلفزيونية التي جمعتنا معا في قناة اون سبورت وكنا نتحدث بشكل عام وليس محدد عن الازمات التي تملأ الوسط الرياضي المصري وما اكثرها، لأجده يقول لي " اكتر قاعدة لسه فاكرها من أيام الثانوية العامة ومعلقة في دماغي هي .. لا تهويل ولا تهوين".

جملته جذبت تركيزي فانصت اكثر وهو يقول لي " التهويل وعكسه التهوين .. اكتر اسلوبين غلط بنعالج بيهم مشاكلنا، معظم مشاكل الكرة المصرية ممكن تتحل لو بعدنا عن التهويل والتهوين. عمرنا ما بنلجأ للوسطية واللي فيها الحل السحري لاي شيئ".

لم تكد تمر علي 24 ساعة من هذا الحوار، حتي وجدت كلمات صديقي العزيز تتحقق فعليا وعمليا امامي عقب مباراة مصر وغانا، وبالتحديد في ملف رغبة عصام الحضري في انهاء حياته الكروية بالنادي الأهلي.

وهذا الملف يعتاد البعض علي فتحه عقب أي مباراة دولية يقدم فيها الحضري مستوي جيد او لافت للنظر، باعتبار انه يكون "تمهيد" لفتح الحوار مجددا.

وأزمة ملف الحضري يمكن تلخيصه بالفعل في مسألتي "التهويل والتهوين"، وهما الاسلوبين اللذين اتبعهما مناهضي فكرة عودة الحضري للاهلي من جهة، والراغبين في عودة الحضري للأهلي من جهة أخرى.

فبدء بالراغبين في عودة الحارس مرة أخرى للاهلي، اجدهم على المستوى الشخصي قد "هونوا" بشكل كبير من الخطيئة التي ارتكبها الحارس في عام 2008 ولا داعي للخوض في تفاصيلها وهي معلومة للكثيرين.

والخطيئة ربما يكون الحضري قد اعتذر عنها أكثر من مرة منذ ذاك الزمن، لكن تبقي الخطيئة غير قابلة للمسح، ليس تشددا ضد الحضري ولكن للحفاظ علي قواعد ومبادئ واحد من اكبر الصروح الرياضية في مصر. 

وبالانتقال الى بعض من جماهير النادي الأهلي سنجدها اتجهت الى "التهويل" للدرجة التي اكاد اشعر انها تريد حرمان الحضري من لعب كرة القدم منذ اللحظة التي ارتكب فيها خطيئته وهذا امر غير مقبول وغير منطقي بكل تأكيد.

فصحيح ان الحضري أخطأ، ولكنه دفع الثمن غاليا ولا خلاف على نقطة عدم وجود فرصة له للعودة مجددا للنادي الذي صنع اسمه ومجده فيه، ولكن ليس من حق أحد ان يهاجم الحارس لمجرد الهجوم خصوصا عندما يكون حارسا للمنتخب القومي.

ربما قد اتفهم ذلك وقت وقوع الخطيئة خاصة وان مشاعر الجماهير تكون في اوجها وقمتها بداعي الموقف ذاته، ولكن بعد مرور 8 سنوات على الواقعة، اعتقد ان هناك إمكانية كبيرة لبعض العقلانية في التصرفات وتقدير الامور.

الحضري بدون شك هو واحد من اساطير حراسة المرمي ليس في مصر فقط، بل في افريقيا أيضا، وهذه حقيقة من الصعب انكارها لمجرد الكره او الغضب، وفي الوقت ذاته من الضروري التأكيد على ان ثمن الخطيئة أكبر بكثير من ثمن الخطأ، فليس كل فعل او تصرف ينتهي مرور الكرام بالاعتذار.

لمناقشة الكاتب في مقاله عبر:

فيسبوك .. من هنا

تويتر .. من هنا

 

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن