جميع المباريات

إعلان

بالحكام.. "حجة البليد"

هادي المدني

هادي المدني

استدرجهم الفشل حتى اسكن روحهم في قصر من السراب يحيط بهم من كل مكان ويحاصرهم بجيوش لا قبل لهم بها متسلحة بالأوهام، وخرافات مدهشة، تفوق أساطير ألف ليلة وليلة التي طالما استمعنا إليها ولم نصدق أي منها، لكن كان الغريب دائما أنها تتمتع بحبكة شديدة التعقيد والاتقان وفقا لوجهة نظر الراوي.

هؤلاء الذين استسلموا لأسر المبررات قرروا أن يستمتعوا بحياتهم معا جميعا تحت الرمال كالنعام، عاجزين عن الانتاج أو الأبداع هم اخوان من يتحدثوا في كرة القدم دائما عن فوز أحد الأندية بمساعدة الحكم، وتحقيق البطولات واحدة تلو الأخرى بخطأ أحد عناصر اللعبة.

دائما المتهم بالحصول على البطولات بمساعدة الحكام هو النادي الأكثر نجاحا والأكثر حصدا للألقاب، ففي انجلترا جمع ليفربول ما جمعه من البطولات في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، وكان للخاسر مبرر عظيم يريح صدره وهو الحكام، ثم جاء مانشستر يونايتد في عهد أليكس فيرجسون الذي اتهم بتحقيق الفوز في اللحظات الأخيرة بمساعدة التحكيم.

في عام 2007 دخل جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي في تلاسن مع أليكس فيرجسون الذي كان مديرا فنيا لمانشستر يونايتد آنذاك بعدما اتهم المدرب البرتغالي التحكيم بالتحيز لصالح الشياطين الحمر، ومساعدة الفريق في الكثير من المباريات، قائلا "هناك قانون جديد في كرة القدم حاليا، فيونايتد لا يحتسب ضده ركلات جزاء، وتشيلسي لا يحصل على ركلات جزاء."

في 2015 كان مورينيو قد عاد من جديد لتدريب تشيلسي وطالب الحكام بحماية ايدين هازارد نجم الفريق من الطريقة الدفاعية الخشنة التي يستخدمها المدافعين معه وتؤدي إلى إصابته احيانا أو تحجيمه في أحيان أخرى بسبب خوفه من المدافعين، قائلا :"يجب ان يعامل مثل رونالدو وميسي."

في 2017 تولى مورينيو تدريب مانشستر يونايتد، وفي إحدى الكرات تعامل أندر هيريرا وسط ملعب الفريق بخشونة مع ايدين هازارد فطُرد فاتهم مورينيو الحكم باضطهاد ناديه :"السيد مايكل اوليفر مميز للغاية، لكن مانشستر يونايتد سيئ الحظ إلى حد ما معه، ففي 4 مباريات احتسب ضدنا 3 ركلات جزاء وبطاقة حمراء في مرحلة مبكرة من اللقاء لكني لا يمكن أن أغيّر شيء من هذا."

القياس على تصريحات مورينيو والتي أتت دائما عن التحكيم بعد الهزيمة، لم أذكره من أجل انتقاده هو بعينه لكن هذا الأمر ينطبق على الكثير من المسؤولين والكثير من الجماهير حول العالم، فنحن بحاجة لوقت طويل كي نقنع جماهير برشلونة وريال مدريد أن كل منهما لا يفوز بمساعدة التحكيم، فالأمر وصل مع بعضهم للتشكيك في الكرات الخاصة بقرعة دوري أبطال أوروبا ما بين الساخنة والباردة.

وفي إيطاليا صنع فيورنتينا لنفسه عداء تاريخيًا مع يوفنتوس بعدما تفوق فريق السيدة العجوز عليه في موسم 1981-1982 بفارق نقطة وحصل على لقب الدوري الإيطالي، واعتبر ان هذا التفوق أتى بفضل التحكيم، لكن في النهاية ظل يوفنتوس يفوز البطولات، وظل فيورنتينا عاجزًا عن تحقيق لقب الدوري خلال تلك السنوات، ليبقى بعيدا عن الفوز بالبطولة منذ 1969.

ذلك العداء غير المبرر الذي لا يحمل أي شيء من المنطق بات عقيدة راسخة في عقول وأذهان جماهير فيورنتينا فكلما شاهدوا المباراة الختامية في الدوري أمام كاتانزارو التي فاز فيها فريق السيدة العجوز بهدف من ركلة جزاء نتيجة منع المدافع للكرة باليد قبل دخولها المرمى أكدوا انها ركلة جزاء غير مستحقة والحكم ظلمهم وجامل يوفنتوس كي يفوز بالدوري.

إذا نظرنا إلى كافة الأندية التي يكال لها الاتهامات بشأن تحقيقهم للبطولات بمساعدة من الحكام ستجد أنها دائما وأبدا هي الأكثر تتويجا، كما هو الحال بالنسبة لمانشستر يونايتد في عهد فيرجسون، وريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا، ويوفنتوس في إيطاليا.

لكن أيضا هذه الأندية قد تستخدم نفس السلاح في حالات الانهيار الشامل التي تعاني منها في بعض الأوقات، وخير مثال على ذلك الاتهامات المتبادلة بين ريال مدريد وبرشلونة، وما يفعله مانشستر يونايتد تحت قيادة مورينيو في أغلب المباريات التي يتعرض بها للخسارة.

عندنا في مصر الكثير من الجماهير والأندية تتحدث عن الاضطهاد، يستطيع كل مشجع وكل مسؤول أن يذكر لك واقعة نال فيها فريقه الكثير من الظلم التحكيمي من الثمانينات والتسعينات، فالزمالك سيتحدث لك عن تسلل حسن شحاتة، ومباراة قدري عبد العظيم، بعض ما يقال صحيح 100%، وبعض ما يقال خطأ 100%، وبينهم الكثير من الوقائع يأخذ فيها ويرد.

حتى الأهلي الذي هيمن على كرة القدم منذ أن كتب عمر لطفي الحروف الأولى من اسمه عام 1907، حمل خسارته للتحكيم في كثير من الفترات أخرها موسم 2014-2015 الذي ظهر فيه الزمالك بشكل أقرب إلى المثالي، وكان أفضل من كافة المنافسين وعلى كافة الأصعدة فكان الأهلي يخسر أو يتعادل ويلقي باللوم على التحكيم، وكان يفوز فيظنه جهد شخصي بحت بدون أخطاء تحكيمية.

فدائما وأبدا سيظل تحميل التحكيم المسؤولية في الخسارة "حجة البليد".

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر من هنا

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن