جميع المباريات

إعلان

جماهير الاهلي وفخ الحيادية 

خالد الاتربي

خالد الاتربي

الحيادية مفهوم جامع وشامل لقيم كثيرة مثل الصدق والتجرد والنزاهة والحرية في إبداء الرأي دون اعتبارات، واتخاذ المواقف دون ضغوط نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية .

فالحياد هو إعلان نفس الرأي، واتخاذ نفس الموقف حينما تتشابه الظروف، هذا هو المفهوم الذي يطبقه قطاع كبير من جماهير  النادي الاهلي، وكان أحد الأسباب الرئيسية في هجومهم على كل قرار يصدره مجلس إدارة النادي الجديد بقيادة محمود الخطيب.

اعتبر أنصار هذه النظرية، أن الحياد يحتم عليهم الهجوم على قرارات المجلس، مثلما كانوا يهاجمون مجلس محمود طاهر في معظم قراراتهم المثيرة للجدل في أوقات معينة.

الظاهر في الأمر أن مايحدث هو قمة النزاهة من الجماهير وانهم بهذا الشكل يسيرون على طريق الإنصاف والمساواة، واتباعهم اي طريق آخر سيكون من قبيل "التطبيل" بحسب وصفهم،  لكن هل الواقع يفترض أن هذا المنطق صحيح .. بالطبع لا.

ليس هدفي الحجر على المتبني لوجهة  النظر هذه، وانما تفنيد لها وإظهار بعض الجوانب التي قد تبدو منيرة  في ظاهرها مظلمة في باطنها، وقد تشكل فخا يسقط فيه الجماهير ويصدع  العلاقة بينهم وبين مجلس الخطيب مبكرا .. ومبكرا جدا وهو ما يريده بعض المستفيدين بالمناسبة .

ومن هنا لابد أن نطرح سؤالا هاما، هل تشابهت الظروف حتى تتوحد المواقف ؟.

نعم المجلس الحالي جاء بأغلبية ساحقة، مثلما جاء بها المجلس السابق، لكن تركيبة كل مجلس تختلف تماما عن الأخرى فخبرات الخطيب الكروية مثلا لاتوضع في الميزان مع المهندس محمود طاهر، اذن القرار  الكروي الذي يتخذه بيبو يختلف تمام عما يتخذه طاهر، وان كانا قد تشابها في ظاهرهما.

نفس الأمر ايضا ينطبق على باقي أعضاء المجلس، فخبرات العامري فاروق الإدارية مثلا لاتقارن بأي عنصر من عناصر المجلس السابق كما أن أسماء بحجم خالد مرتجي  وخالد الدرندلي وغيرهم نفس الأمر  ايضا، وبالتالي انتقاد قرارات امثال هؤلاء لتكرار مافعلته مع المجلس السابق مبرر يفقد سنده القوي، وانما ابحث له عن أسانيد أخرى.

أضف إلى ذلك ان المجلس السابق حصل على مزيد من الوقت في بداية توليه المسؤولية، ثم بدأت توجه إليه سهام النقد بعدما تسببت هذه القرارات في نتائج عكسية، فالحياد يقول ان تنتظر نفس الوقت وتعرف النتائج ثم تنتقد مثلما تشاء، وليس اعلان الحرب  فور اتخاذ القرار، الا إذا كنت ترغب في اي تكون صانعا للقرار مع المجلس الحالي، وهنا يفرض سؤالا اخر نفسه، هل ساندتم الخطيب ومجلسه ليحكم الاهلي ام لتحكموه انتم ؟.

لايساورني أدنى شك في توافر النية الحسنة لدى القطاع الجماهيري المتبني لوجهة النظر محل النقاش، الا انني لا استبعد واؤوكد وجود نية سيئة لدى بعض الذين جاءت على هواهم  نظرية الحياد في ظاهرها ، واستخدامها كمن يدس السم في العسل، مثل مرشح سابق ناقش هذه الفكرة وانتقد قرارات الخطيب، وكان من المفترض أن يتوارى عن المشهد كعادة أبناء الاهلي ، علاوة على الاقلام التي اعتادت التجريح في الخطيب ومجلسه ، لكن المثير  للشفقة أنهم معروفين للجميع ومازالت كلماتهم تجدى صداها لدى البعض .

الخطأ وارد طبعا من الخطيب ومجلسه ، فهم ليسوا ملائكة، لكن في النهاية لست قلقا على الاهلي معهم فقط امنحوهم الوقت مثل سابقيهم، وعلى المشكك أن يراجع موقفه جيدا، ويتأمل المشهد التاريخي لبيبو وسط احضان جماهير الاهلي في نهائي بطولة الطائرة للسيدات، ليظهر المشهد وكأنه عودة الاهلي لاحضان أبنائه، بعدما كان عرضة لأن يكون في قبضة ملاكه.

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن