عفوا.. لا يوجد مباريات اليوم

جميع المباريات

إعلان

صلاح البرازيلي الزاهد

العدوي

وليد العدوي

لا تستطيع مهما أوتيت من معلومات ومتابعات أن تحيد الكتابة عن النجم المصري الأسطوري، محمد صلاح، جناح «ليفربول» وهداف الدوري الإنجليزي، فهو يفرض نفسه بقوة على كل من امتلك مساحة للرأي، وغالباً ما سيكون الرأي هذا في مسار واحد لا ثاني له، مسار الانبهار والفخر والإعجاب، لما يقدمه يومياً من صورة عبقرية تعجز عن وصفها الكلمات، لكنها تظهر في التصفيق والوقوف له احتراماً في كل مرة يلتقي فيها بجمهوره داخل «أنفيلد»، أثق أنه سيقدم كثيراً في المستقبل القريب، وسيكون العام الجديد - إن شاء الله - عام تتويجه ملكاً على عرش الكرة الأفريقية.

صلاح يستحق الوقوف عنده للتدقيق في محورين أساسيين، الأول: حالة التطور الفني التي يعيشها هذه الأيام، والثاني: حفاظه على أخلاقه في توقيت فارق، فالتركيز على تحركات قدمه وهو يراوغ منافسيه من المدافعين، يعيد لذاكرتك فوراً طريقة لعب عظماء الكرة البرازيلية بيلية وجرنشيا مع اختلاف التطور الذي تشهده الكرة الحديثة حالياً من سرعات ومهارات دقيقة لم تتوافر لدى السابقين، ليرد بذلك الساحر المصري على منتقديه في بداية ظهوره مع كل هدف يسجله، بأنه لا يجيد سوى معدل معين من السرعات على أطراف الملعب يستخدمه في ضرب دفاعات الخصوم، وهو ما لم يحدث في أهدافه الأخيرة مع «الريدز»، فنرى منه تنوعاً في الاختراقات من العمق، وقدرة على الاستخلاص والمراوغة وسط سيقان متعددة، مشهد لا نراه إلا من نظيره القصير البرغوث الأرجنتيني، ميسي في «برشلونة».

إذا كان المحور الأول يشاهده الجميع في المدرجات، وأمام شاشات التلفاز، فإن المحور الثاني يستحق منا التحليل والانتباه لأهميته الشديدة في هذا التوقيت الفارق في حياة أمتنا العربية، فجناح السعادة المصري، يظهر أخلاق الشاب العربي المنضبط في وقت تتعرض فيه المنطقة لاتهامات الإرهاب والتخلف، واعتقد أن صلاح يغير الصورة الذهنية لدى الأوربيين بما يقدمه من أخلاق رفيعة واحترام والتزام يعكس حضارة جدوده الفراعنة، فهو يتعامل كما لو كان زاهداً في الحياة، لدرجة تشعرك بأنه لا يدري مكانته، واحتلاله رقعة مميزة مع أكبر الأندية الأوروبية، فدائماً متواضع، الأمر الذي يعكس واحداً من أسرار نجاحاته بفضل حفاظه على هدوئه النفسي الذي يعد معجزة أمام حجم الأضواء والإنجازات التي يقدمها سواء مع منتخب بلاده أو أنديته الأوروبية المختلفة.

«مو» كما يحلو تسميته في أوروبا، بات مطالباً بأن يحمل أحلامنا على طريقة «بابا نويل» في منتصف العام 2018، عندما تشارك مصر في كأس العالم بروسيا، بعد غياب امتد إلى 28 عاماً متصلة، ليتحقق الحلم بأقدامه هو وحده، هكذا يستحق الوصف، وسط غيوم من المشاكل والتخبطات تحيط بأجندة الاستعداد للمونديال، فلم تتوافر حتى الآن خطة محكمة تضم عدداً من المباريات الودية الدولية المحترمة التي يمكن من خلالها الاطمئنان على الفريق الوطني، في وقت يتجاهل فيه الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب، مسابقة الدوري العام الممتاز الضعيفة أساساً هذا الموسم كونها الرافد الأول لتغذية صفوف المنتخبات الوطنية، فبدلاً من الجلوس لمشاهدة المباريات لعل وعسى أن يجد ضالته في وجوه جديدة بإمكانها تدعيم الصفوف وضخ الدماء، يتواجد في الإمارات لحضور مؤتمر رياضي.

الطريف أن اتحاد الكرة، بعد أن اعترف بأن كوبر تجاوز أيام إجازاته بكثير، في إشارة إلى غياب الرقابة عليه، بحث عن طريقة جديدة لتكريمه عبر عرض فكرة توليه مسؤولية تدريب المنتخبين الأولمبي والأول معاً، في وقت يضع فيه الجميع الأيادي على القلوب قبل انطلاق المونديال، مما قد يقدم عليه كوبر من مستوى وأداء دفاعي عقيم.

صحيح أن الوقت بات منعدماً لتغيير الأجهزة الفنية، ولم يعد هناك خيار ثانٍ لدى جميع المنتخبات المشاركة، لكن الأمر لا يحتمل مزيداً من الورطة بتعظيم دور الرجل أكثر خلال الفترة المقبلة، وتنصيبه مديراً فنيا للمنتخب الأولمبي، الذي يستعد لكأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاماً في مصر، ومنها إلى أولمبياد طوكيو 2020، الأمر الذي يعكس حالة من التخبط والارتباك، بل والصراع بين أعضاء الجبلاية، بشكل فصل الجميع عن رؤية ما يحدث على أرض الواقع، وما ينبغي فعله في هذا التوقيت من الاستعداد لحدث كبير.

اقتراح الجبلاية الأخير يضمن بقاء كوبر في مصر ربما حتى 2022 على الأقل مع المنتخب الأولمبي حال نجاحه في مهامه المرسومة إليه إن لم يضف عليها إنجازات أخرى مع المنتخب الأول بالتأهل أو الفوز الأفريقي أو التأهل إلى كأس العالم بعد المقبلة 2022، فكوبر أثبت عملياً أنه رجل إنجازات، لكنه غير مقبول على الصعيد الجماهيري، في ظل حالة عدم الرضا عنه باستمرار من الجماهير والنقاد بسبب أدائه الدفاعي الباهت الذي قد يضر بسمعة الكرة المصرية، حال ظهوره بهذا الشكل في المحفل الدولي.

كوبر أفاد الكرة المصرية في إعادتها إلى الساحة العالمية، بعد فشل مدربين محليين وأجانب كبار، لكن هناك سلبيات لا يمكن إغفالها، آخرها عدم وضعه حزمة مباريات ودية قوية، فلم يستقر مؤخراً إلا على مواجهة البرتغال كمباراة لها اعتبارها أمام إحدى القوى الكبرى في العالم، بخلاف ذلك تتوافر مباريات من نوعية اليونان وبلغاريا ومنتخبات أخرى غير جادة في الاتفاق، في حين أن بشيء من التنظيم والاتصالات الجيدة يمكن مواجهة منتخبات التصنيف الأول بحجم فرنسا وإسبانيا والأرجنتين.

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن