السبت 10 فبراير 2018
06:12 م
واحدة من أكثر الأمور جدلا في الوسط الرياضي في السنوات الأخيرة هي عقد المقارنة بين منصبي المدير الفني والمحلل الكروي، وهل يمكن ان يقوم شخص في الوقت ذاته بالمهمتين او يكون هناك تضارب بينهما.
بدون شك، ظهور البرامج الرياضية "التووك – شو" في أوائل الالفينيات الجديدة كان له اثرا كبيرا في تحول عدد ليس بقليل من لاعبي كرة القدم السابقين او المدربين مجال التحليل الكروي، الامر الذي كان يساعد في تحول بعضهم لمهنة المدير الفني او العكس عندما يترك أحدهم تدريب فريق ثم يتحول لمحلل فني لأحدي القنوات عقب التطور الشديد والسريع الذي حدث في المجال الإعلامي الرياضي.
من المنظور السطحي فقط، يمكن ملاحظة وجود صفات متشابهة بين المدير الفني والمحلل الكروي، لكن إذا تعمقنا قليلا سنجد ان الوظيفتين مختلفتين تماما عن بعضهما البعض الامر الذي يجعل الجمع بينهما في نفس الوقت ضربا من المستحيل.
فاذا حللنا كلمة "مدير فني"، سنجد انها تحتوي علي شقين الأول خاص بالإدارة والثاني خاص بالأمور الفنية، وبالتالي الكلمة تجعل مهام المنصب تنصب وتتركز في 4 نقاط اساسية:
1- إدارة الفريق والجهاز الفني المعاون بالكامل.
2- وضع سياسة العمل للجهاز الفني بالكامل مشتملة على البرامج التدريبية، والاحمال، وتنظيم مواعيد الراحة السلبية.
3- الاختيارات الفنية الكاملة لقائمة اللاعبين سواء بشكل عام او في البطولات او في المباريات.
4- الوقوف على نقاط قوة الفريق الفنية وتعزيزها، إضافة الي كشف نقاط الضعف ومعالجتها بشكل سري وغير معلن.
لكن بالانتقال الي مهام المحلل الفني، سنجد ان مهامه ستكون مختلفة بشكل واضح وستتركز في الاتي
1- القدرة على توصيل المعلومة للمشاهد او المستمع او القارئ.
2- القدرة على تحليل طرق اللعب ومراكز اللاعبين، وأساليب الدفاع والهجوم، وضرورة التفرقة بينهما، فطريقة اللعب امر، ولكن تكتيك اللعب امر اخر.
3- ضرورة الالمام ببعض الأمور المعلوماتية الرياضية مشتملة علي الجوانب البدنية والطبية.
وضعا هذه النقاط في الاعتبار، يمكن القول ان إمكانية الجمع بين الوظيفتين في نفس الوقت امر مستحيلا فعلا نظرا لتضارب المصالح الذي سيحدث، فالمدير الفني مثلا مطالب بعدم الكشف او الحديث باستفاضة عن نقاط القوة او الضعف في فريقه، والا سيتفيد منها خصومه فيما بعد.
اما المحلل الفني، فوجب عليه الحديث في هذه الأمور باستفاضة بالغة حتى يجعل متابعيه علي دراية اكبر بالمباريات والفرق المختلفة.
أيضا من النقاط الاختلافية الجوهرية بين المنصبين، ان المدير الفني مطالب دائما وابدا بتعزيز نقاط قوة فريقه او حل نقاط الضعف، وهو امر علي الجانب الاخر المحلل ليس مطالبا بالضرورة به، وان كان يمكنه التطرق اليها من حين الي اخر ولكن ليست من مسؤولياته الأساسية.
والمثال الأقرب للتشبيه في هذه النقطة سيكون الفارق بين الدكتور البشري ودكتور معامل التحاليل، فالدكتور البشري من مهامه معرفة أسباب المرض ووضع ادوية العلاج بناء على التحاليل التي يجريها المريض، لكن دكتور معامل التحاليل ليس مطالبا باي صورة كانت من وضع ادوية العلاج للمريض، فقط يمكنه قراءة ورقة التحليل والاشارة الي المشاكل الموجودة فيها ولكن إذا ما طلب منه المريض ان يقول له على وصفة علاجية ستكون الإجابة الشهيرة " استشير دكتورك الخاص".
للتواصل مع الكاتب عبر الفيسبوك .. برجاء الضغط هنا
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر .. برجاء الضغط هنا