جميع المباريات

إعلان

تقرير .. الكورة والالعاب الفردية واهداف الاولمبياد .. عِكس عكاس

عكس

الالعاب الفردية في مواجهة كرة القدم

تقرير- كريم سعيد:

ربما تجد متناقضات كثيرة، ليس في حياتنا كمصريين فقط ولكن في جميع انحاء العالم، ولكن عندما يتعلق الامر بتحديد اهداف في بطولة او مسابقة مثلا مثل الاولمبياد فيجب ان تكون واضحة ومحددة بفترة ليست بقصيرة على الاطلاق.

وعادة ما تكون هذه الاهداف محددة بناء على جدول زمني معين اضافة الي ميزانية خاصة من اجل تنفيذ هذا الجدول سواء عن طريق المعسكرات او المباريات الودية او ما خلافه.

ولكن ما يحدث في مصر وبالأخص فيما يتعلق بالمشاركة الاوليمبية والتي سأقسمها الي نصفين هي مشاركة كرة القدم في جهة، والالعاب الفردية في جهة اخرى، اعتر ما يحدث في مصر بمثابة "عِكس عكاس" واضح.

وما جعلني اصف الموقف بهذا الشكل هو الاختلاف بين المطالب والاهداف من كل طرف، فكرة القدم لا تكون عادة مطالبة بتحقيق اي ميدالية في الاولمبياد في الوقت الذي تستأثر فيه بالميزانية الاكبر في الاعداد، فيما تكون معظم الالعاب الفردية وربما في بعض الاحيان كلها مطالبة بتحقيق ميدالية او مركز متقدم للغاية في الوقت الذي لا تحصل فيه على 10/1 من ميزانية اعداد فريق الكرة.

وسأبدأ مع كرة القدم، والتي يشارك فيها دائما المنتخب الاوليمبي مدعما بثلاثة لاعبين من فوق سن الـ23، ودعوني اقولها بشكل واضح ومباشر، لا يوجد مسؤول في مصر او اعلامي او حتى مشجع يمكن ان يطالب الفريق قبل مشاركته في اي بطولة للأولمبياد بالحصول علي اي ميدالية من الثلاثة.

فنحن تعودنا ان وصولنا لنهائيات الاولمبياد في حد ذاته يعتبر انجازا غير مسبوقا وبالتالي تتوقف الطموحات عند هذا، واذا تمكن الفريق مثلا من الصعود الى دور الثمانية فيكون هذا انجازا مضاعفا وبالتالي لا يستطيع احد ان يوجه "اي لوم" لأي فرد في الفريق.

ورغم ذلك، يحصل فريق الكرة المشارك عادة في الاولمبياد على الميزانية الاضخم في الاعداد، فالمنتخب الاوليمبي الذي شارك من عدة ايام قليلة في اولمبياد لندن تم اعداده على مدار اكثر من عام بمعسكرات في امريكا الجنوبية واوروبا اضافة الي مباريات ودية داخلية وخارجية وهي امور تكون مكلفة للغاية.

بالطبع يكون الحمل المادي على عاتق الشركة الراعية لاتحاد الكرة وربما لا يتكلف الاتحاد نفسه او اللجنة الاوليمبية مليما واحدا من خزائنهما ولكني هنا اتحدث على المبدأ بشكل عام، وهو ان دل يدل على ثقافة عامة في البلد.

بالانتقال الى الالعاب الفردية والتي هي رأس مال الاولمبياد في اي بلد في العالم، ويكفي الاهتمام الذي رأيته في اعين البريطانيين اثناء تغطيتي للأحداث سواء في ويلز او اسكتلندا او انجلترا، فالجميع على دراية كافية بمعظم الالعاب وقوانينها وجميعهم يبلون اهتماما واضحا بهذه الالعاب بقدر مشابهة تماما لذلك الذين يولونه لمنتخب كرة القدم سواء الرجالي او النسائي.

فالألعاب الفردية هي مهد الاولمبياد في العالم، ويكفي ان تعلم عزيزي القارئ ان تذكرة دخول الملعب الاوليمبي لمشاهدة نهائيات العاب القوى او الالعاب القتالية مثل الملاكمة والتايكوندو والخ (وصل سعر ارخص تذكرة في اولمبياد لندن الي 60 جنيه استرليني)، تكون اسعار هذه التذكرة اغلى بكثير من تذكرة حضور نهائي مسابقة كرة القدم نفسها مهما كان اسمى الفريقين المتباريين (ارخص تذكرة في اي مباراة لكرة القدم بما فيها المباراة النهائية يصل الي 30 او حتى 20 جنيه استرليني).

ففي مصر، لا اعتقد ان احدا يولى الاهتمام الكبير للألعاب الفردية طوال الاعوام التي لا يكون فيها اولمبياد بما فيها نحن كإعلاميين، ولا نبدأ بالاهتمام بهؤلاء اللاعبين الا فقط خلال نهائيات الاولمبياد ونبدأ في البحث عن انجازاتهم او اي معلومات عنهم.

والمثير للسخرية صراحة هي بعض النقاط التي سأسردها بشكل مقتضب:

1- ميزانية الالعاب الفردية كلها مجمعة سنويا لا يمكن ان تصل الي ميزانية عام واحد فقط لمنتخب كرة القدم.

2- الالعاب الفردية هي التي تكون مطالبة بالدرجة الاولى والاساسية لتحقيق ميدالية في الاولمبياد واذا اخفق اي لاعب او لاعبة او احتلوا مرتبة متأخرة، تنهال عليهم سهام النقد والسخرية الى ما لا نهاية.

3- المنافسة في الالعاب الفردية تكون اصعب للغاية من المنافسة في كرة القدم، فلعبة مثل تنس الطاولة مثلا يتنافس فيها لا يقل عن 5 دول كبرى مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان والمانيا وهونج كونج، بخلاف مثلا كرة القدم التي لن يزيد عدد الفرق المرشحة لإحراز اللقب عن 3 بأقصى حال من الاحوال.

وبناء علي ما سبق، لا يمكن ان يكون شيئا منطقيا ان نجد لاعبي ولاعبات الالعاب الفردية تحت الضغط اللانهائي اثناء وبعد انتهاء الاولمبياد وهم لم يصرف عليهم مثلما صرف على لاعبي كرة القدم الذين لا يُطلب منهم شيئا من الاساس.

وليس عجيب ان تجد عدد الميداليات التي تحققها دولة مثل مصر (اكثر من 80 مليون نسمة) لا تتعدى الميداليتين او الخمس على اقصى تقدير مثل فعلنا في اثنيا 2004 طالما كانت هذه الميداليات تتحقق بناء على جهد اللاعب وابداعه الشخصي فقط بعيدا عن عمل الجماعة وطبعا لست بحاجة لشرح الفارق بين ناتج العمل الجماعي وناتج العمل الفردي.

وانا هنا لا اعارض او انتقد شعبية وحب الجماهير لكرة القدم وهي التي ببساطة تصنع الفارق بينها وبين باقي الالعاب سواء في حملات الدعايا والاعلان وهما اللذين يصبان اموالا ضخمة في قطاع الكرة او في التركيز الاعلامي ولكني افقط اطالب ببعض المنطقية.

فحتي اذا فشلنا في ايجاد مصادر تمويل للألعاب الفردية، فيكفي ان لا نكون حادين في نقدنا او مطالبنا لهم بإحراز ميدالية اوليمبية وهم ينافسون لاعبين ولاعبات يتم تدريبهم على اعلى مستوى ممكن.

ولهذا يجب ان نبدأ بتغير ثقافتنا تجاه احكامنا الرياضية، فتثقيف انفسنا تجاه اللعبات المختلفة ومعرفة معلومات عن ابطالنا بها يجب ان يبدأ من المشجع مرورا بالإعلامي ووصولا الى المسؤول. فكرة القدم رائعة بدون شك ولكنها ليست كل شيء وليست اخر المطاف في الرياضة.

للتواصل مع الكاتب عبر الفيسبوك .. برجاء الضغط هنا

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر .. برجاء الضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات
  • المباريات
    0
  • 0
  • الهداف
    0

  • صانع الأهداف
    0

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن