جميع المباريات

إعلان

تحليل.. تجربة برادلي .. بين المذبحة والمبادىء والفشل

بوب برادلي

الأمريكي بوب برادلي

كتب - هاني عز الدين:

قبل عامين وشهرين كان مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، برئاسة سمير زاهر، يعلن عن التعاقد مع الأمريكي بوب برادلي مديراً فنياً للمنتخب خلفاً لحسن شحاتة الذي ترك منصبه في يونيو من عام 2011.

رحيل حسن شحاتة عن منتخب مصر فتح باب المقارنات بينه وبين أي مدرب قادم، وهو نفس الباب الذي ترك على مصراعيه عقب نهاية عهد مانويل جوزيه البرتغالي مع الأهلي بعد سلسلة من النجاحات والألقاب والأرقام القياسية.

وعلى الرغم من الأخطاء الفنية المرتكبة في لقاء ذهاب المرحلة النهائية والفاصلة لتصفيات كأس العالم 2014 والتي تسببت في فشل برادلي مع الفراعنة، فأن المدرب قدم الكثير خلال رحلته مع الفراعنة عبر المونديال والتي باءت بالفشل مثلها مثل نظيراتها من 94 حتى 2010.

وكي نكون واقعيين في تحليلنا لمسيرة الأمريكي برادلي مع منتخب مصر علينا استعراض ما قام به فنياً وما أظهره من مبادىء على مدار عامين وشهرين.

مذبحة ومعارك وأجواء غير طبيعية

في الشهر الثالث من تولي برادلي لتدريب منتخب مصر ووقت كان يقود الفراعنة لأول لقاء دولي أمام البرازيل في قطر في الرابع عشر من شهر نوفمبر 2011.

خلال هذه الأثناء كان ميدان التحرير بالقاهرة وبالتحديد شارع محمد محمود يشهد أحد المعارك الدامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة وهي الذكرى التي أحياها المتظاهرون في التاسع عشر من نوفمبر في يوم اللقاء الأخير للأمريكي.

أما الشهر السادس لبوب برادلي وبالتحديد اليوم الأول منه، فبراير 2012، شهد مذبحة بورسعيد الشهيرة والتي شهدت وفاة 72 شخص بملعب بورسعيد.

وكان طبيعياً أن تلقي أحداث المذبحة الأبشع في تاريخ ملاعب كرة القدم المصرية، وأحد أقسى المذابح في تاريخ مصر بظلالها على كرة القدم المصرية.

وبالتالي تم إلغاء بطولة الدوري المصري الممتاز وكأس مصر لعام 2012، مما أدى لرحيل عدد من اللاعبين خارج مصر وهو ما كان له آثر من نوع آخر على الفراعنة.

واضطر عدد من لاعبي منتخب مصر للخروج للاحتراف الخارجي بسبب توقف النشاط، ما بين تجارب قوية، وما بين باحثين عن مكان لممارسة نشاط كرة القدم، والقائمة طويلة وتضم أمثال: حسام غالي ومحمد النني ومحمد صلاح ومحمد أبو تريكة وإبراهيم صلاح وأحمد فتحي وأحمد تمساح.

باعتراف برادلي نفسه لم تكن تجارب الاحتراف كافية في ظل توقف النشاط الكروي داخل مصر، لإعداد منتخب قادر على التأهل لكأس العالم لأول مرة في 24 سنة.

وفي ظل كبر سن عدد من لاعبي منتخب مصر المتوجين بثلاثية أمم إفريقيا من 2006 إلى 2010، قرر برادلي أن يغير دماء المنتخب فأغلق الباب في وجه لاعبين مخضرمين مثل: أحمد حسن وعصام الحضري.

مبادىء برادلي

أظهر برادلي خلال فترة توليه المسئولية الفنية للفراعنة مجموعة من الأخلاقيات والمبادىء التي عبرت عن شخصيته وأكسبته احترام عدد كبير من جماهير الكرة المصرية.

أهم ما يحسب لبرادلي بشهادة الجميع هو إصراره على إكمال مهمته رغم الأحداث التي تشهدها البلاد والتي كانت من الممكن أن تجعله يختار الأسهل وهو إنهاء مسيرته الفنية مع الفراعنة.

جاء قرار برادلي باستبعاد الحارس عصام الحضري عقب رفضه فكرة الجلوس احتياطياً أمام تشيلي في مباراة ودية في فبراير 2012، ليرسي مبدأ أن المنتخب لا يعتمد على أسماء وأنه حان الوقت لمنح الفرصة لحارس مرمى آخر مما أدى لبزوغ نجم شريف إكرامي كحارس أساسي للمنتخب، وبالتأكيد لا يحق للاعب التدخل في رأي الجهاز الفني أياً كان أسمه وتاريخه.

عبر برادلي عن احترامه لرأي محمد أبو تريكة السياسي وأنه يحق لأي لاعب اعتناق المبادىء التي يؤمن بها، دون أن يتسبب ذلك في حدوث أي مشاكل له مع المجموعة، دون الخوض في اتهامات خاوية يصوبها الكثيرون ضد من يخالفهم الرأي، وربما ما قام به الأمريكي هو الطبيعي والمنتظر ولكن ليس داخل مصر وبالتحديد ليس في هذا العهد.

برادلي أيضاً كان حريصاً على النزول للشارع مطالباً بعودة النشاط الكروي المصري وأهمية ذلك في توسيع دائرة الاختيارات أمامه من الناحية الفنية، وشعوراً منه بمسئوليته كمدرب للمنتخب الأول وضرورة عمل كل ما عليه من أجل إيجاد أفضل بيئة ممكنة للعمل.

برادلي كان أيضاً عقب خسارة الستة التي يتحمل مسئوليتها الفنية بنسبة كبيرة، أول من تقدم بالاعتذار عن ضياع الحلم المونديالي، سواء عقب اللقاء الأول أو الثاني والذي شهد مقتل الحلم نهائياً، بعد وفاة إكلينيكية في المباراة الأولى.

على المستوى الشخصي كان برادلي حريصاً على زيارة مستشفى سرطان الأطفال 57357، وذلك بالإضافة لتواجده أكثر من عزاء شهداء مجزرة بورسعيد.

فشل الأمريكي

في النهاية وعلى المستوى الفني، ورغم تحقيق سبعة انتصارات من أصل ثماني مباريات بمسيرة التصفيات فأن الأمريكي فشل في المهمة التي سعى لها مع الفراعنة.

الفشل الأول لبوب برادلي كان في التأهل لتصفيات كأس الأمم الإفريقية 2013، أمام إفريقيا الوسطى بالخسارة 3-2 في ملعب برج العرب قبل التعادل إياباً بهدف لكل منتخب.

أما الفشل الثاني والأبرز فكان في الهدف الأساسي لتولي الأمريكي بوب برادلي تدريب الفراعنة وهو التأهل لكأس العالم بالخسارة 6-1 في كوماسي ثم تحقيق فوزاً بلا قيمة بهدفين مقابل هدف في الإياب.

على مستوى المباريات الودية لم يحقق الفراعنة نجاحاً يذكر فرغم تحقيق 13 انتصار في 24 مباراة، فأنه لم يحقق أي فوز على المنتخبات الكبرى، وخسر أمام البرازيل وغانا وكوت ديفوار وتشيلي.

مسيرة برادلي مع المنتخب شهدت نجاح من نوع خاص وهي الفوز بجميع المباريات حتى قبل لقاء 15 أكتوبر الكارثي أمام غانا، والذي كان رقماً قياسياً بحد ذاته ومقارنة بأهداف بوب برادلي نفسه عند قدومه لتولي المسئولية الفنية للفراعنة فأنه كان يسير بنجاح حتى هذه المواجهة، وهو الأمر الذي تحول قبل شهر من الآن.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات
  • المباريات
    0
  • 0
  • الهداف
    0

  • صانع الأهداف
    0

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن