جميع المباريات

إعلان

أوفسايد.. ما بين الإدارة النفسية والنتائج التراكمية.. كيف تحول منتخب اليد من "حمل" إلى "أسد"؟

مصر اليد

لاعبو منتخب كرة اليد المصري

كتب - أحمد شريف:

أوفسايد.. هو نوع من التحليلات، يقدمه يالاكورة لمباريات المنتخبات والأندية المصرية الهامة، يسلط فيها الضوء على أبرز ما جاء في المباراة من وجهة نظر المحرر إلى جانب مناقشة أبرز إيجابيات وسلبيات المباراة، وما بعدها.

ويناقش أوفسايد.. في تحليل اليوم أبرز ما جاء في مباراة المنتخب المصري لكرة اليد أمام نظيره السويدي، وكذلك المباريات السابقة للفراعنة في بطولة العالم المقامة حالياً في قطر، والتي نجح المصريون في التأهل لدورها الثاني رسمياً.

المنتخب المصري في البطولات العالمية وكذلك الأفريقية السابقة كان أشبه بالحمل الوديع، مشاركته عالمياً كانت فقط من أجل ما يسمى بالتمثيل المشرف، وأفريقياً فشل في تحقيق اللقب منذ عام 2008، إلا أنه في البطولة الحالية تحول إلى أسد يرهب أقوى المنتخبات العالمية.

كيف تحول المنتخب المصري؟

عدة عوامل ساهمت في تغيير الأداء المصري جذرياً، فريق شاب مُطعم بعناصر الخبرة، مستوى متقارب لجميع اللاعبين، جهاز "نفسي" فني، تناغم الأداء، جماهير، نهاية أسطورة النجم الأوحد، دفاع قوي، عوامل كان لها الأثر الإيجابي على ظهور الفريق بالشكل الحالي، هي تجربة مشابهة لإنجاز 2001 مع بعض الاختلافات.

مدير "نفسي" فني

مروان رجب، قبل أن يكون مدير فني كفء يمتلك قدرة رائعة على قراءة المباراة، إلا أنه ينجح في علاج اللاعبين نفسيا قبل المباريات، قدراته الفنية تنقسم إلى جزئين كلاهما إيجابي، الأول هو منح جرعة حماس للاعبين، والأخرى هي دخول المباراة دون التركيز على "أسم" الفريق المنافس.

في أكثر من تصريح له أكد أنه لا يهمه من سيواجه في المباراة التالية، أو في دور الـ16، تلك التصريحات انتقلت كذلك إلى اللاعبين، لم تكن كلمات حماسية منهم، بل أنها ظهرت في مبارتي فرنسا والسويد تحديداً، لا رهبة ولا خوف من الأسماء المنافسة، فقط 7 لاعبين أمام مثلهم في الملعب، والنتيجة كما نرى في المباريات.

نعم، قد يكون مروان رجب قد فشل في علاج الأمر قبل ختام المباراة الأخيرة أمام السويد، حينما كان الفراعنة متقدمون بفارق خمسة أهداف، والتي كان يتوجب حينما عاد أحفاد الفايكنج بالنتيجة أن يطلب المدرب المصري وقت مستقطع على الأقل، إلا أنه في مجمل المباريات نجح في تدارك الأمر.

فريق شاب مُطعم بالخبرة

الفريق الشاب، قائمة المنتخب المصري مكونة من 16 لاعباً، أحدهم يبلغ 19 عاماً، وهو اللاعب صاحب الثلاثة مراكز بالملعب يحيى الدرع، 11 لاعباً أعمارهم بين 24 إلى 26 عاماً، هم قوام منتخبات الشباب المصرية الحائزة على المركز الرابع في بطولتي العالم للشباب عامي 2009 و2011.

كذلك القائمة المصرية لا تفتقد لعناصر الخبرة في ظل وجود ثلاثة لاعبين وصلوا إلى عامهم الـ30، هم أحمد الأحمر، أحمد عبد الرحمن ومحمد رمضان، إلى جانب أكبر لاعبي في البطولة حمادة النقيب صاحب الـ40 عاماً.

سابقاً المنتخب المصري كان يتعمد تهدئة اللعب لعدم قدرته على مجاراة خصومه بسبب سرعاتهم، إلا أن عنصر الشباب الطاغي على الفريق الحالي جعل من المديرين الفنيين لفرنسا والتشيك والسويد يشتكون من سرعات اللاعبين المصريين، مؤكدين أن تلك السرعة لا يمكن مجاراتها، وبالتأكيد صغر أعمار اللاعبين سبباً في تلك السرعة.

مستوى لاعبين متقارب

القوام الأساسي، هل يمكنك تحديد ستة لاعبين - إلى جانب الحارس كريم هنداوي - يخوضون المباراة بشكل كامل كما معظم المنتخبات؟ الإجابة بالتأكيد لا، هل تذكر أسماء السبعة لاعبين في تشكيل فريق 2001 الأساسي؟ نعم، بالتأكيد هو أحد الفوارق بين الجيل الحالي وجيل الإنجاز السابق.

من هو منفذ الرميات الجزائية المصرية؟ الأحمر، زين، رمضان، الدرع، كل رمية جزائية يقوم بتنفيذها لاعب مختلف عن سابقه، وبالتالي حيرة لحارس مرمى المنتخب المنافس، وفي النهاية جميع الرميات تنفذ بشكل صحيح.

ما يميز المنتخب المصري في البطولة الحالية هو غياب التشكيل الثابت للفريق، هي ميزة للفريق، جميع اللاعبين بمستويات متقاربة، وبالتالي لا إرهاق في صفوف اللاعبين، ولا إنهيار بدني في الدقائق الأخيرة من المباريات، مما يؤدي لعدم الخسارة في الدقائق الأخيرة كالعادة في البطولات السابقة " خسارة الخمس دقائق الأخيرة ".

نهاية أسطورة النجم الأوحد

أهم سبب للنتائج المتراجعة لكرة اليد المصرية في البطولات السابقة، قارياً وعالمياً، هو اعتماد الفريق على لاعب واحد أو أثنان على الأكثر، تارة حسين زكي، وأخرى حسن يسري، وثالثة أحمد الأحمر، وبالتالي، فأقل مدير فني منافس بإمكانه إيقاف الفريق عن طريق دفاع رجل لرجل على هذا اللاعب.

الجميع توقع الاعتماد على أحمد الأحمر خلال البطولة الحالية، إلا أن مروان رجب المدير الفني للفراعنة قرر القضاء على هذه الظاهرة، وأصبح الاعتماد على ستة لاعبين وحارس مرمى داخل الملعب، والدليل، مشاركة أحمد الأحمر في 20 دقيقة فقط خلال مباراة مصر وفرنسا، وعدد أقل خلال مباراة الجزائر.

مشاركة الأحمر أمام السويد كانت أكثر بكثير من المباريات السابقة، وظهر الاعتماد قليلاً عليه في بداية الشوط الثاني، وبالتالي ظهر الدفاع المتقدم على اللاعب عن طريق السويدي جوناس كالمان، فظهرت تصويبات من علي زين، وتلاها الاعتماد على الأجنحة، ثم اللعب على الدائرة، وبعدها، عاد المنتخب السويدي لدفاع 6/0 لإيقانه بالفهم الخاطيء لطريقة اللعب المصرية.

تنوع الأداء وقوة الدفاع

لم يظهر المنتخب المصري بهذه القوة الدفاعية من قبل، نعم توجد بعض الخشونة، لكنها طبيعة اللعبة الأكثر إحتكاك جسدياً، لكن تحركات المدافعين بشكل سلس وغلق منطقة الدائرة تماماً، وأنطلاقات الجناحين السريعة في الهجمات المرتدة، والاعتماد على التصويبات من جميع أجزاء المنطقة الهجومية، جميعها نتائج إدارة فنية ومباريات ودية "حفظّت" اللاعبين للطريقة.

تحذير حكام المباراة الأخيرة للاعبي السويد باللعب السلبي في أكثر من مناسبة، وكذلك في مبارتي فرنسا والتشيك، هو أكبر دليل على نجاح الدفاع المصري في إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مرماه، رغم فارق الأطوال بين لاعبي تلك الفرق وبين الفراعنة.

تعمد مروان رجب المدير الفني لمصر على خوض عدد كبير من المباريات الودية قبل إنطلاق البطولة - بغض النظر عن المنافسين -، وفي ظل فارق زمني أقصاه يومين بين كل مباراة والأخرى، كان له أيضاً التأثير الإيجابي على ظهور الأداء بهذا الشكل.

وهجومياً، المنتخب المصري امتلك عدد من الطرق لتسجيل الأهداف، تارة عبر الأجنحة، وأخرى عبر المهارات الخاصة باللاعبين والإختراق، وثالثة عن طريق الدائرة، وأخيراً وحين تغلق الطرق الثلاثة السابقة نجد تصويبات من خارج منطقة الـ9 أمتار ودون أن تخطأ الشباك.

الجماهير المصرية

كالعادة، الجماهير المصرية يكون لها دوراً في النتائج الجيدة التي تقدمها المنتخبات في البطولات الخارجية، تأثير الجماهير لم يظهر على المنافسين في المباريات، نظراً لخبراتهم العالية، إلا أنها تظهر على أداء لاعبي الفراعنة خلال المباريات.

الذهاب بعيداً؟

قد يكون مشوار المنتخب المصري صعب، بداية من مجموعة قوية، وحتى في مبارياته بالأدوار القادمة، في ظل احتمالية مواجهة أياً من منتخبات ألمانيا أو الدنمارك أو بولندا خلال دور الـ16، إلا أن جميع العوامل السابقة تجمع من طموح الفريق والجماهير المصرية يرتفع إلى ما هو أبعد من التأهل للدور الثاني.

للتواصل مع الكاتب عبر فايسبوك.. أضغط هنا

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر.. أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات
  • المباريات
    0
  • 0
  • الهداف
    0

  • صانع الأهداف
    0

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن