صندوق الدوري (15).. جولة تاريخية بسبب "تنازل" الاسماعيلي

في حياة كل منا صندوق، يحتفظ فيه دائما بأثمن الأشياء وأعز الذكريات، صندوق يخفي كواليس الماضي وخبايا السنين.. لا يحفظ سوى الحقائق التي أبدا لا تكذب.. ولا تحتمل التحريف أو التزييف.. وللدوري المصري أيضا صندوق.. فيه قصص وحواديت ولقطات وأرشيف.. يحاول يالاكورة التنقيب فيه للتعرف على أبرز الوقفات وأثمن الحكايات.. عل الماضي يكون دليلا لحاضرنا نحو مستقبل منير.

في الجولة الرابعة عشر من مسابقة الدوري الممتاز للموسم الثاني 1949-1950 حقق فريق فاروق الأول الفوز بأربعة أهداف مقابل هدف على الاوليمبي.

لكن عودة الدوري بعد توقف استمر لمدة شهر اثر سلبيا على الأهلي الذي فشل في الفوز على بورفؤاد الذي لم يكن استطاع جمع اي نقطة طوال الدور الثاني، مكتفيا بالتعادل السلبي.

الأهلي مُني أيضا بالخسارة بثلاثية دون رد من الترسانة في الجولة 15، وخسر فاروق ايضا من السكة الحديد بهدف، لكن هذه الجولة تحديدا سيظل يذكرها التاريخ، باعتبارها شهدت أول مباراة ملغاة في المسابقة.

القصة بدأت عندما حل الاسماعيلي ضيفا على الاوليمبي، لكن المباراة تم الغائها بعد اقامتها بسبب احتجاج تقدم به نادي السكة الحديد بسبب اشتراك مسعود مع الاوليمبي برغم خوضه 4 لقاءات مع فريق النادي السوداني السكندري.

وبالفعل قرر اتحاد الكرة إلغاء نتيجة اللقاء واعادته بدون اشتراك اللاعب، ولكن بعد نهاية مباريات الموسم.

المفاجأة كانت في خطاب قدمه مصطفى كبيسة سكرتير منطقة القنال الى اتحاد الكرة عقب نهاية الموسم أكد فيه أن الاسماعيلي وان كان يرى ان الحق في جانبه فيما يختص بالاحتجاج الا انه رغبة منه في تيسير مهمة اتحاد الكرة وعدم خلق ازمة قد تكون لها اثار غير مستحقة فإنه يقبل بقرار اللجنة العليا بإعادة المباراة.

وتابع خطاب كبيسة "نظرا لظروف الاسماعيلي الحالية وانتهاء الموسم وصعوبة الحصول على اجازات للاعبيه وما يعود عليه من الخسارة المادية فإنه يرغب في اعفاءه من اللعب واعتبار النادي الأوليمبي فائزا فيها".

لكن اللجنة العليا لاتحاد الكرة رأت بعد المناقشة أن توجه الشكر للاسماعيلي على الروح الرياضية، واصرت على أن يخوض الاسماعيلي المباراة لان نتيجتها يترتب عليها هبوط أحد الفرق.

وقررت اللجنة أن تتحمل العجز التي ينشأ عن اقامة هذه المباراة من ميزانيتها للنادي الاسماعيلي، ليتم اقامة اللقاء في النهاية كما سنرى في الحلقات المقبلة.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر

لقراءة الحلقات السابقة من صندوق الدوري اضغط هنا