#حدوتة_رمضان.. مسار إجباري

لكل فرد موهبة خاصة به تميزه عن غيره، قد لا يستطع الاستفادة منها وإظهارها بسبب الظروف المحيطة، إلا أن هذا الفشل غالباً ما يكون بسبب عدم قدرة المرء على معرفة ما يميزه عن غيره من مواهب.

كونك من منطقة نائية، أو ندرة السبل المساعدة لإظهار هذه الموهبة، هو أمر لا يعد سبباً صريحاً لهذا الفشل، فكم من نجم عالمي بدأ مسيرته من القاع دون موارد مالية، أو قدرات حياتية، أو على أقل تقدير مساهمة نفسية.

#حدوتة_رمضان .. هو تقرير يقدمه يالاكورة خلال الشهر الكريم من أجل تسليط الضوء على عدداً من مشاهير كرة القدم، الذين بدأوا مسيرتهم في ظل إنعدام تام لأي عوامل مساعدة، لعلها تكون طرف الخيط لتوجيه الآخرين نحو الطريق الصحيح.

الفقر الأفريقي

في أحد الأحياء الفقرة في أبيدجان، ولد الطفل الصغير وسط متوسطة الدخل، فعمل الوالد في أحد البنوك جعل من راتبه مقبولاً نوعاً ما، العم المتواجد في فرنسا يحاول مساعدة أخيه، لكن حجم المساعدات الضئيل لا يكفي لمعيشة كريمة للأسرة.

دون تعليم ودراسة، وقبل أن يصل إلى السن الذي يسمح له ببداية أولى المراحل الدراسية، وبمجرد أن وصل إلى عامه الخامس، توجه الطفل الإيفواري إلى فرنسا للمعيشة مع عمه، لعله يجد حياة أفضل.

ذهاب وعودة

ميشيل جوبا، لاعب كرة قدم في أحد أندية الدرجة الثانية بفرنسا، هو عم الطفل الإيفواري الذي استقبله في مدينة بريست، ليزرع بداخله حب كرة القدم سريعاً، قبل أن يسمح له بالعودة إلى بلاده مجدداً مع بداية عامه الثامن.

جوبا دائم الانتقال من فريق إلى آخر، ومن مدينة إلى آخرى، وبالتالي فالطفل ينتقل معه ويترك المدرسة التي ألتحق بها كل عام، عادة ما يكون هو التلميذ الأسود الوحيد في فصله، فأصبحت جميع الطرق تؤدي إلى العودة إلى أبيدجان.

مسار إجباري

عودة الصبي الإيفواري إلى فرنسا من جديد لم تكن بمراده كسابقتها، بل أن ضائقة مالية شديدة مرت بأسرته، هو السبب الذي أجبره على العودة إلى أحضان العم جوبا، وهو ما استمر لمدة عامين.

الأب فقد وظيفته وظروف المعيشة في أبيدجان تزداد سوءاً، فانتقلت العائلة بالكامل للعيش مع الطفل في فرنسا، أسرة من ثمانية أفراد تسكن في منزل مساحته 10 أمتار، "يشبه خزينة الملابس، الأمر صعب جداً وغير محتمل "، هكذا وصفها فيما بعد.

وجد جوبا في أبن أخيه حباً لكرة القدم، اعتقد إنها صفة وراثية، لكنه لم يكن مدركاً أنه سيكون أحد أشهر لاعبي العالم، فقرر مساعدته حتى إنضم لفريق ليفالو الفرنسي عندما وصل إلى عامه الـ13.

ظهور مفاجيء

فريق مجهول يفوز بدوري الناشئين الفرنسي، وليس لمرة واحدة بل إثنين، واقعة غريبة كان السبب الأول والأقوى لوقوعها هو الشاب ديديه، الذي نجح بأهدافه في قيادة فريقه لتحقيق انتصارات متتالية.

خمس سنوات قضاها ديديه في صفوف ليفالو، قبل أن يلفت أنظار مسؤولي لومان بالدرجة الثانية الفرنسية، لينضم إلى الفريق وعمره 18 عاماً، ومنه إلى جانجان ليظهر للمرة الأولى في الدوري الممتاز عندما أتم عامه الـ21.

التدرج

بدأ ديديه دروجبا في فريق للناشئين بنادي مغمور، ومنه إلى الدرجة الثانية، قبل أن يظهر في دوري الأضواء مع فريق ينافس على الهبوط، إلا أن أهداف اللاعب الـ17 نجحت في قيادة جانجان لاحتلال المركز السابع في المسابقة الفرنسية الممتازة.

خطواته لم تكن سريعة، فبداية مسيرته مع الأندية الشهيرة بدأت مع عامه الـ25 عندما انتقل إلى مارسيليا الفرنسي، إلا أن موسم واحد فقط كان كفيلاً بانتقاله إلى تشيلسي ليصبح أحد أساطيره في ثمان سنوات متتالية حقق خلالها عديد الألقاب.

للتواصل مع الكاتب عبر فايسبوك.. أضغط هنا

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر.. أضغط هنا