عقل المباراة: كيف نفسر أداء الأهلي والزمالك؟.. دون النظر للنتيجة

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

العبارة الخالدة التي يصب المشاهدون جم غضبهم عند قراءة ما لا يستهويهم إستنادا أن النتيجة جاءت سلبية لفريقهم ولكن السؤال الدائم ( كيف يفسر الأداء النتيجة ؟) وليس العكس بمعني أن تستند دائما في رؤيتك للمباراة علي أداء الفريق وتربطه بين عدة مباريات لتصبح الأمور أكثر منطقية وهنا يعطي لنا الزمالك المثال.

تعادل مع بتروجيت وفوز صعب علي الصفاقسي التونسي ثم هزيمة أمام مصر المقاصة ..النتائج ليست التفسير ..التفسير الوحيد هو الأداء الخططي لفيريرا والذي تم التنويه عنه في ( عقل المباراة ) في المباريات السابقة وقت التعادل ووقت الفوز والأن وقت الهزيمة.

ما هو المقصد ؟ نعم هناك من يفسر الأداء طبقا للنتائج وهناك من يفسر الأداء دون النظر لنتيجة المباراة لذلك فإننا لن نضع في الإعتبار نتيجة المباراة لتأكيد نفس الحديث الذي بدأناه في تحليل مباريات الزمالك في الفترة الماضية.

في المقابل إستمرار نهج التصاعد في مستوي الأهلي له مبرره دون النظر لنتائجه بالفوز بثلاثية علي الترجي أو فوزه أمس علي دجلة وقبله هبوط أمام الجونة  . كل الأمور تتعلق بشىء وحيد ألا وهو إختيار المدرب لعناصر اللعب الملائمة لخطته .

الزمالك:

• كالمعتاد لعب الزمالك 4-1-2-2-1 ..بإستنثاء دخول عنصر وحيد ( أحمد علي ) بدلا من ( خالد قمر ) بقي الفريق علي نفس عناصر اللعب ..في هذا الوقت من الموسم يتضح قيمة البديل وتظهر أثار الموسم علي باقي العناصر الأساسية.

• لست في حاجة للتذكير بأني إنتقدت ( تغيير ) أماكن عمر جابر وأحمد توفيق إضافة إلي اللعب بهم بشكل أقرب للخطوط منه إلي عمق الملعب وهو ما يؤدي إلي ترك إبراهيم صلاح وحيدا ..إبراهيم صلاح وحيدا ( مقصودة )..تخيل إرتكاز ملعب دفاعي يطلب منه دور البطولة المنفردة  دون أن تتاح له فرصة إلتقاط الأنفاس في ظل ضغط المباريات ..بالتأكيد سيلعب الفريق بدون عمق ملعب دفاعي.

• أحمد علي وخالد قمر .. بالطبع باسم مرسي يحتل مكانه بعيدة جدا عن الثنائي ويتألق سواء لعب مع رأس حربة ثان أو منفردا ولكن هل يقدر الثنائي علي تعويضه؟ ..بالطبع لكن مجتمعين ففي حال اللعب بالثنائي هجومي يمكن للزمالك تعويض ذلك ..ولكن لإن فيريرا يفضل اللعب برأس حربة وحيد فلا يمكن للمحلل أن يفرض وجهة نظره علي المدرب ..ولكن .

• يجب علي المدرب أيضا فهم قدرات لاعبيه ( الأساسين والبدلاء ) ففي حالة اللعب بباسم لا يمكن أن يكون الخلل في مركز رأس الحربة والعكس صحيح لو كان الإسم خالد قمر أو أحمد علي ..نفس الحال تكرر مع الأهلي في مناسبات عدة فمع عودة عمرو جمال يصبح اللعب برأس حربة وحيد ممكنا ولكن الأمر يختلف مع عبدالظاهر أو متعب ..حتي لو سجل الأخير دائما أهدافا عند دخوله في الشوط الثاني وسنتعرض لذلك عن الحديث أكثر عن الأهلي .

• الزمالك كان متقدم وقت دخول طارق حامد .. لكن هل تعلم أن فيريرا إستمر علي نفس طريقة اللعب؟ حامد وإبراهيم صلاح لم يلعبا علي خط واحد وبالتالي ظل العمق الدفاعي مخترقا ناهيك عن ضعف العمق الهجومي والمتمثل في مركز رأس الحربة ..في النهاية الأمر ظل ثابتا وقت الفوز علي الصفاقسي ووقت التعادل مع بتروجيت ووقت الهزيمة من المقاصة .. النتائج لا تفسر الأداء أبدا ..الأداء هو من يفسر ذاته ..ولكن هل هناك عنصر أخر ؟ الإجابة ستجدها عند تشيلسي مورينيو والذي فضل اللعب بتشكيل ثابت دون دخول عناصر جديدة مما أدي لتذبذب المستوي في النهاية قبل الحصول علي اللقب فضلا عن خروجه المبكر في دوري الأبطال .
   
الأهلي:

• سنبدأ من حيث نهاية الزمالك ..بمعني أكثر وضوحا كيف يمكن أن يكون الاهلي بهذه الحيوية في هذا الوقت من الموسم ؟ الإجابة سنجدها عن برشلونة إنريكي والذي قام بعملية إشراك اللاعبين كثيرا علي مدار الموسم مما جعل الحمل البدني أقل علي أساسيه في نهاية الموسم.

• بالطبع الأمر حدث في الأهلي ولكن بشكل إضطراري فمع غياب معظم لاعبيه طوال الموسم بسبب الإيقافات والإصابات ..كانت هناك فرص أكبر لإشتراك أكبر عدد من اللاعبين في كل المراكز وهذا ما قلل الضغط علي الفريق.

• كلاكيت ثاني مرة .. عودة عمرو جمال أعطت ثلاثي الوسط الهجومي خلفه فرصة التحرك وخلق الفرص الأمر الذي سهل من مأمورية الفريق في التقدم في الشوط الأول وأعطي راحة تامة لوسط الملعب الدفاعي في الشوط الثاني فظهر حسام غالي تحديدا بشكل أكثر تأثيرا نتيجة لإندفاع المنافس نحو تحسين النتيجة.
 
• دخول عماد متعب كورقة رابحة في الشوط الثاني لتسجيل الأهداف سواء كان بعد إرهاق عبدالظاهر لرقيبه الدفاعي في الشوط الأول ( أمام الأفريقي ) أو بعد عودة جمال من أجل زيادة مستوي الطاقة في الجزء الهجومي في الوقت الحاسم من المباراة.

• في مباراة دجلة أمس لعب شريف حازم وحسين السيد ورمضان صبحي منذ البداية ولم تطأ قدم أحدهم مباراة الترجي قبل عدة أيام  ..أمر يجعل الفريق أكثر حيوية خاصة في ظل إرهاق عبدالله السعيد الذي ظهر جليا في المباراة ولكن كما قلنا عودة جمال تسهل الكثير من الأمور لمن يلعب خلفه.

• أخيرا ..المنافس بالطبع يستطيع خلق المتاعب للأهلي أو الزمالك سيان ولكن ما يقلل أو ينهي هذه المتاعب حسن إختيار طريقة اللعب التي تلائم من هم موجودة علي أرض الملعب وطاقة من يدخلون أرض الملعب وذلك قدر القطبين في اللعب دائما علي كل الجبهات.
 
للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك