جميع المباريات

إعلان

في ذكرى ميلاده الـ61.. أقران الخطيب يروون إصابته الأولى وعلاج "حلاق" الصحة.. ومباراة زلزلت "الدقهلية

الخطيب

محمود الخطيب


من قلب قرية صغيرة هادئة تبعد عن مركز السنبلاوين أحد مراكز محافظة الدقهلية، وبالتحديد بعد حوالى نصف ساعة من السنبلاوين و التى تُقدر بمسافة 20 كم، نجد قرية تُسمى "قرقيرة"، تحتل الطيبة و الأخلاق الرفيعة الصفة السائدة بين أهلها، ومن وسط هذه القرية خرج ذات يوم رجلاً من أهلها للعمل فى المحروسة، طامحاً فى مستقبل أفضل لاولاده البالغ عددهم فى هذا التوقيت 9 أطفال، مُلتحقاً بالعمل فى وزارة الأوقاف المصرية، كرئيس لشئون العاملين بالهيئة، لا أمل له فى الحياة سوى توفير حياة كريمه لأسرته و تربيتهم تربية سليمة على أساس من حسن الدين و الخلق.

لم يكن يتوقع منذ خروجه من قرقيرة مُتجهاً إلى الحمية الجديدة "القلعة" لتشهد أولى صرخات مولد طفلاً جديداً لم يكن يرغب فى إنجابه بعد أن فشلت خطة إجهاده فى شهره الثانى، ليأخذ الرقم 10 بين ترتيب أقرانه المُقدرين بـ 11 أخ و أخت، ليصبح من بعد هذا المولد بـ 17 سنة أعظم من أنجبتهم الكرة المصرية فى تاريخها، أنه "بيبو" محمود إبراهيم إبراهيم عبد الرازق الخطيب، نجم مصر و الأهلى السابق، الذى يحتفل فى اليوم 30 أكتوبر بعيد ميلاده الـ 61.

وتعد قرقيرة هى احد الشواهد على لمحات نبوغ موهبة بيبو فى صغره، حيث  كانت تظهر هذه الموهبة لأبناء قريته فى الأجازات الصيفية من حين لأخر، لذا حرص "يالاكورة" على رصد المشهد كاملاً لحياة الخطيب بين أهل قريته منذ أن كان يزورهم منذ الصغر و حتى الآن.

ومنذ أن تطأ قدماك مدينة قرقيرة التى تبعد عن القاهرة بمسافة 110 كم، وتجد الطيبة هى الصفة السائدة بين جميع أهل القرية، التى تشرفت بمولد محمود سامى البارودى، و كما كانت الطيبة هى عنوان أهل القرية فلم تبعد عن حديثهم عن نجمهم الذى تتشرف القرية بأكملها بإسمه المحفور فى ذاكرة و ذهن جميع أهلها، الذين وصفوه بالخلوق و الطيب الذى لم ينسى أهل قريته فى يوماً ما.

بدايات الخطيب في قرية قرقيرة

بداية وصلنا إلى منزل رضا الخطيب ابن عمه ليروي لنا تفاصيل طفولة بيبو الكرة المصرية في قرية قرقيرة، ويقول رضا الخطيب البالغ من العمر 56 عاماً، أنه كان دائم اللعب معه في البوابة التي كانت تقطن منزل والده القديم في هذه القرية، مؤكداً أن سماته الشخصية منذ الطفولة كانت تتسم بالهدوء و الروح الطيبة الساكنة، حيث أنه كان لا يهتم بشىء منذ أن يصل قريته فى الأجازات إلا بلعب كرة القدم أو الاستمتاع بالجلوس وسط الحقول.

ويستطرد رضا الخطيب حديثه عن طفولة بيبو قائلاً :"لم يكن له جيل محدد للعب معه حيث إنه كان فى العاشرة من عمره وخاض العديد من المباريات مع جيل يكبره سناً بأكثر من 10 سنوات، وعلى الرغم من هذا لم يتوقع أحد وصول الخطيب لمثل هذه النجومية فى حياته، حيث أن الكرة لا تُمثل لأهل القرية شيء اساسياً".

وشهد موسم 1987 فى بطولة كأس مصر واقعة لم ينساها رضا وأقاربه حتى الآن حيث أقيمت المباراة بين قطبى الكرة المصرية الأهلى و الزمالك، و خاضها الخطيب وهو مصاب و بدأت بتقدم الزمالك بهدف ليعادل النتيجة محمود الخطيب ويحرز هدف أخر لتنتهى المباراة بنتيجة 4/2 لصالح الأحمر، فى المباراة التى شهدت توتر بالغ من قبل والده.

وينهى حديثه بأن بعد إصابة الخطيب بمرض السرطان بالمخ وانتهاء مدة عمله بمجلس إدارة الأهلى أصبحت زياراته لقرقيرة أكثر من سابقها، مشيراً إلى أنه دائم الحرص على الأضحية و قضاء العيد أو الوقفة وسط أقاربه بالقرية، التى لا يبخل عن أحد بها بأى عمل خيرى يحرص على تأديته سراَ، واصفاً حالة أهل قريته عندما علمه بمرضه من وسائل الإعلام أصابتهم حالة من الحزن وكانوا دائمى الدعاء له بالشفاء.

أول إصابة لبيبو

ثم ألتقينا بالسيد جلال الحتة، أبن خاله، و البالغ من العمر 53 عاماً، الذى روى رواية أخرى تجمعه مؤخراً بمحمود الخطيب حيث كشف عن قيامهم بتجهيز مشروع خيرى لتحفيظ القرآن الكريم لأطفال القرية مُقابل جوائز تحفيزية، انطلق فى الأول من يناير 2015، وتتم توزيع الجوائز فى الـ 27 من شهر رمضان من كل عام.

ويروى جلال قصة عن أول إصابة للخطيب في البلدة و عمره 10 سنوات حيث أنه أصيب بجرح قطعي في الساق اليمنى، أثناء مشاركته في مباراة بالقرية أمام فريق طهواي، واستطاع الخطيب تغير سير المباراة بعد أن كانوا مهزومين بثلاثة أهداف إلى فوز كبير 5/3، وتمت معالجته بوضع البن من قبل " حلاق الصحة" في القرية لتضميد الجرح خوفاً من غضب والده منه إذا شهد إصابته، ويشير جلال إلى أن أطرف تعليق سمعه من الخطيب على هذه الواقعة أنه يشعر بأن "قدمه مازالت متكيفة من أثر البن الذى تضمد به الجرح".

وكان لجلال قصة أخرى عندما روى حكاية الخطيب مع "العسل و البيض"، حيث أكد أنه يعشق العسل الأسود و الرقاق من يد خالته، و كانت الوسيلة التى تبتاع بها العسل فى هذه البلد هى مُقايضته ببيضة واحدة، و أثناء أخذ بيبو البيض من خالته للذهاب لشراء العسل عاد به مسكوباً على ملابسه مما أثار الحزن داخل نفسه ويشدد جلال أن بيبو مازال يتذكر هذه الواقعة حتى الآن.

زلزال مُدوى يُصيب الدقهلية عام 1992

وعلى جانب أخر كان لنا لقاء مع الحاج محمود عوض، الذى حدثنا عن اللقاء التاريخي الذى جمعه به فى كرة القدم يوم 2/9/ 1992، عندما قررت قرية قرقيرة الاحتفال بالخطيب و إقامة مباراة تكريميه له، بعد 4 مواسم من أعتزاله كرة القدم، خصص من أجلها 3 فدادين من أراضى القرية لتمهيدها لتصلح لتكون ملعب كرة قدم، و يروى محمود عوض قصة هذه المباراة، قائلاً :"أحمد شاكر و عدد من نجوم المنصورة حرصوا على حضور هذه المباراة التى أقيمت بين مركز شباب قرقيرة الذى صمم على وجود بيبو ضمن صفوفه أمام فريق المنصورة"، ويستطرد قائلاً الخطيب كانت موهبته طاغية على الجميع حيث أن هذه المباراة قام بمراوغة جميع اللاعبين من المرمى للمرمى.

وشهدت هذه المباراة إقبال عدد هائل من سكان محافظة الدقهلية بمركزها و قراها على القرية لمتابعة مباراة تكريم الخطيب و رؤيته، قائلاً :"الجماهير كانت تحمل السيارة التى أقلت الخطيب إلى منزله على أعناقهم".

ممارسة الكرة فى قرقيرة تعنى "الفشل"

وحين انتقلنا للحديث مع أحد كبار السن فى القرية وهو السيد محمد صالح، و الذى امتدح فى حسن خلق الخطيب مؤكداً انه لم يشاركه أبداً لعب الكرة حينما كان يتواجد فى القرية موضحاً أن مفهوم الأهل في وقتها كان ينحصر فى أن ممارسة لعبة الكرة شيء من تضيع الوقت و يُبعد الشخص عن أولاياته فى التعليم و رعاية الأرض.

وبين الجيران لم ينحصر الحديث بين كبار السن فحسب بل نجد أن الصغار الذين لم يروا محمود الخطيب لاعباً فى حياتهم، ومع ذلك هم الأكثر حباً له و حديثاً عن كرم خلقه و حرصه على مُداعبته لهم فى زياراته حيث شددوا على أنهم يبحثون دائماً على أهدافه عبر موقع اليوتيوب من أجل الوصول و التمتع بمهارته رغبة منهم فى الاقتداء به وتحقيق ما حققه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن