تقرير .. "انا اللي عملت .. انا صاحب الفضل" .. جملة لن تسمعها في وادي دجلة
صورة من المؤتمر الصحفي لمالودا
كتب: كريم سعيد
"انا اللي عملت .. انا صاحب الفضل" .. جملة نسمعها كثيرا في المجال الرياضي خصوصا من إدارات الأندية عند انجاز هذه الإدارات او من يعملون فيها لأي عمل كان، لكن اعتقد علي المستوي الشخصي انه يجب استثناء إدارة نادي وادي دجلة من هذه النوعية من الأندية.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده نادي وادي دجلة لتقديم نجمه الفرنسي الجديد فلورن مالودا والذي استعاره من نادي دلهي ديناموز الهندي لمدة 6 اشهر، وجه احد الزملاء الصحفيين سؤالا لماجد سامي رئيس وادي دجلة كان مفاده " كيف نجحت في اقناع مالودا بالانضمام لناديك في الوقت الذي تمر فيه مصر بالظروف السياسية والأمنية الحالية؟".
اذا وضعنا في الاعتبار الفقرة الاولي في هذا التقرير، فستكون إجابة ماجد سامي المنطقية بناء عليها احد الإجابات التالية " والله انا تعبت جدا في إقناعه"... او " والله انا بذلت مجهودات كبيرة جدا عشان اخليه يوافق علي عرضنا"... او " والله انا اللي عملت العرض، وانا اللي سافرت لإقناعه، وانا صاحب الفضل في استقدام اول لاعب عالمي للدوري المصري"...
... ولكن هل هذا ما حدث فعلا؟... الإجابة هي لا.
ماجد سامي رفض ان يسير على درب "رؤساء الأندية الكبار" وان ينسب الفضل في شيء لنفسه او لذاته، وقرر ان يأخذ طريقا اخر وهو ان يقول ببساطة الحقيقة وما حدث فعلا وينسب الفضل لأصحابه.
إجابة ماجد سامي الفعلية كانت " لم افعل شيئا سوى الاتفاق المادي، المدير الفني باتريس كارتيرون قام بالمفاوضات الفنية واقنع مالودا بقبول العرض بفضل علاقتهما الشخصية، ثم تولينا نحن الاتفاق المادي فقط".
إجابة رئيس وادي دجلة، بكل تأكيد هي الإجابة المنطقية والطبيعية لاي عمل اداري في العالم، فالنجاح في شيئ هو نجاح المجموعة وليس نجاح الفرد، علي عكس الحال عند الأغلبية في المنظومة الرياضية المصرية بما فيها اتحاد الكرة نفسه.
فما أكثر رؤساء الأندية وأعضاء مجالس الإدارة بما فيهم قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك الذين يتباهون بنسب النجاحات لأنفسهم فقط وإطلاق جمل من نوعية " المدير الفني ده انا اللي جبته ... اللاعب ده اللي انا اشترته ... الفوز بالدوري ولا الكاس انا السبب فيهم"... والخ.
واحقاقا للحق، هذا الامر ليس وليد اليوم في وادي دجلة، بل رأينا جميعا مؤشرات له عندما قام ماجد سامي بالاستقالة من منصبه كرئيس للنادي لينصب فيه ناقدنا الرياضي الكبير حسن المستكاوي ويتفرغ هو لإدارة الشركة المالكة لأندية وادي دجلة من اجل توسيع نطاقها.
ورغم ان ماجد سامي كان من الممكن ان يفكر بطريقة " طب وانا ليه اجيب حسن المستكاوي وياخد السوكسيه مني في الاعلام؟ ... ليه اجيب واحد مشهور اكتر مني عند الناس ويبقي هو النجم الأول؟ ليه مبقاش انا المتحدث الرسمي الوحيد باسم النادي خصوصا وانه ملكي وبتاعي انا لوحدي؟"..
الإجابة ببساطة كانت واضحة ومباشرة سواء في تصرف ماجد سامي في واقعة تعيين حسن المستكاوي او في واقعة التعاقد مع مالودا وهي " النجاح هو ان تضع الشخص المناسب في المنصب المناسب لكي يساعد المنظومة كلها"، " النجاح هو ان تصنع مجموعة عمل، كل فرد فيها يقدم شيئا مختلفا ومميزا عن الاخر".
اما ان تعتقد في لحظة ان "بإمكانك عمل كل شيء لوحدك"، او " انك تنفرد بجميع القرارات وجميع الاعمال بحكم منصبك كرئيس" او " انك بصفتك رئيس نادي تكون عضوا في لجنة الكرة وعضوا في لجنة اختيار المدربين وانت لا تفقه شيئا أساسا في كرة القدم".. فاعلم ان هذا هو الفشل بعينه.
للنقاش مع الكاتب...
تويتر .. من هنا
فيديو قد يعجبك:
الإحصائيات
جميع الإحصائيات-
المباريات0
-
0
-
الهداف0
-
صانع الأهداف
