جميع المباريات

إعلان

تحليل.. بيب جوارديولا.. في الدفاع عن سجل فاشل

جوارديولا

جوارديولا


"لم نكن قادرين على التسجيل، لقد دافعوا بشكل جيد بمجموعة كبيرة في خط الدفاع الأمر لم يكن سهلاً، الفرق تخلق عدداً قليلاً من الفرص أمام أتليتكو ولكننا خلقنا مجموعة فرص.".

هل كان يقصد بيب جوارديولا الحديث عن لقاء فريقه القديم برشلونة أمام نفس الفريق في فيسنتي كالديرون وعدم قدرة الفريق الكتالوني على خلق نفس عدد الفرص في لقاء الكالديرون الذي خسره زميله السابق لويس إنريكي 2-0.

ليست الأرقام دوماً دليلاً على شيء ولكن الإنجازات هي الدليل، إذا كان هكذا فكيف أصبح بيب جوارديولا مدرباً أسطورياً بتحقيق لقب السداسية في موسمه التدريبي الأول وحقق الفوز في كل المواجهات الصعبة فكيف يصبح فاشلاً خارج ملعبه وله سجل مروع من الفشل.

وإن كان الحديث أيضاً عن الأرقام فكيف تأهل بيب جوارديولا في سبع مواسم تدريبية لنصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي معادلاً رقم أليكس فيرجسون صاحب العقدين وأكثر في تدريب مانشستر يونايتد منهم ما يقارب عشرين عاماً في الشامبيونز ليج.

ولسنا هنا للحديث عن أرقام وبراعة من حققها وفشل من لم ينجح في تحقيقها وإن كانت لها دلالة فلأشياء أخرى دلالات ولكن حدثني عن التطور الحاصل والمقارنة المقبلة وليست الحالية.

السؤال الأول

ما هو الأصعب أن تفوز 5-4 أم أن تفوز 1-0؟

إن القدرة على فك اللغز أصعب وأعقد كثيراً من القدرة على حبكه من البداية.

جوسيب جوارديولا هو أحد أبناء مدرسة يوهان كرويف الفكرية والأسطورة الهولندية هو من الأصل من اكتشف لاعب الوسط المدافع الشاب في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

يقول إيزبيو لاعب وسط البارسا وقت قدوم يوهان كرويف، "لقد قام كرويف برسم الخطة عندما جاء لأول مرة إلى البارسا في عام 88، 3 مدافعين و4 في الوسط وجناحين ومهاجم صريح، نظرنا لبعضنا البعض ولم يكن لنا أن نصدق  عدد المهاجمين الكبير في الفريق وعدد المدافعين الأقل، لقد كانت ثورة.".

إن هذا الفكر الهجومي الواضح وعدم اعتراف كرويف بالأساليب الدفاعية تتجلى في قصة يرويها أندوني زوبيزاريتا عن مدربه حين سأله عن كيفية التصدي لكرة ثابتة في ظل هذا النقص في عدد المدافعين فرد ثالث أفضل لاعبي القرن العشرين: "كيف يمكنني أن أعرف؟، أنت أكثر معرفة مني بكيفية الدفاع في هذا الموقف؟".

إن جوسيب جوارديولا لا يطبق هذه النظرية عندما يقود فريقه في دوري الأبطال الأوروبي، وإذا كان الحديث عن الحالة الدفاعية السيئة للفريق الألماني في موسم بيب الأول ورباعية آليانز آرينا الشهيرة أمام ريال مدريد فالخطأ الأول كان تكتيكياً في فتح الملعب مع وجود عناصر دفاعية في أسوأ حالاتها وهي وإن كانت أخطاء تستحق الدراسة فهي ليست جرائم كروية للمدرب البالغ من العمر 45 عاماً.

وإذا ما قارنت سجل بيب بسجل كرويف ستعرف أن الأول كان يضع في حسابات خططه الجانب الدفاعي بعكس الاستاذ.

ستامفورد 2009-2012

في ثنائية نصف النهائي بين برشلونة وتشيلسي في عامي 2009 و2012 تفوق برشلونة حسابياً في موسم بيب الأول وخسر في موسمه الأخير على مستوى البارسا.

ولكن إذا ما كنت قد شاهدت المباريات الأربع ما بين السنوات الأربع ستجد أن تشيلسي عندما خرج كان الأفضل وإن البارسا في 2012 عند خروجه أيضاً كان الأفضل.

ومن خلال التجربتين ستجد كيف تطور برشلونة في كيفية فك الألغاز وخلق الفرص السانحة للتهديف وإن كانت لم تسجل.

مدريد 2014-16

إذا ما قارنت بين الدفاع المدريدي في سنتياجو بيرنابيو والدفاع المدريدي في فيسنتي كالديرون والفرص المتاحة في الملعبين لبايرن ما بين عامين ستكتشف كيف نجح بيب في تطوير فريقه وتنويع مصادر خلق الفرص حتى وإن كانت النهاية في النتيجتين واحدة.

وهنا نعلق على تصريح بيب بعد اللقاء الذي أشرنا له في البداية في مقارنته المستترة أو لربما الواضحة لفريقه وفريق برشلونة لويس إنريكي ضحية أتليتكو في ربع النهائي.

"لم نكن قادرين على التسجيل، لقد دافعوا بشكل جيد بمجموعة كبيرة في خط الدفاع الأمر لا يكون سهلاً، الفرق تخلق عدداً قليلاً من الفرص أمام أتليتكو ولكننا خلقنا مجموعة فرص.".

من الملحوظ أن

الطليان فقط هم من يستحقون أن يطلق عليهم ملوك الدفاع فدفاع يوفنتوس في ثمن النهائي أمام بايرن كان حديداً والفريق لم يخلق حتى الدقيقة 73 نصف الفرص التي خلقها أمام أتليتكو على مدار الشوطين وطليان مورينيو كانوا أكثر حدة مع إنترناسيونالي ضد برشلونة جوارديولا في 2010 وكذلك كان مدريد بنكهة دفاعات كارلو أنشيلوتي أمام البايرن في 2014.

العبقرية هي نجاحك في فك الألغاز لا أن تنجح في الضرب دون أن يراك الحكم أو تضع جوقة من اللاعبين داخل منطقة الجزاء ومع ذلك يحدث اختراق أكثر من مرة.

الفرق الدفاعية الكبرى لا تخسر من منافس واحد سبع مرات في 8 مواجهات.

سيكون بايرن ميونخ صاحب عدد الفرص التهديفية الأكثر عند إطلاق صافرة نهاية لقاء الفريق مع أتليتكو في إليانز آرينا سواء تأهل فريقه أو خرج.

المقارنة

لا اعتقد أن جوارديولا إن فشل في التأهل لنهائي ميلانو سيعقد مؤتمراً صحفياً للحديث عن أنه المدرب الوحيد في تاريخ البايرن الذي قاد الفريق للتأهل لنصف نهائي دوري الأبطال وإن كان فعلها من قبله أوتمار هيتسفيلد.

جوزيه مورينيو قام بعمل هذا المؤتمر وتحدث عن هذا الإنجاز رغم أنه خسر أمام فرق أقل من برشلونة وريال مدريد، ورغم أن فيسنتي ديل بوسكي كان قد تأهل 4 مرات لنصف النهائي الأوروبي مع الميرينجي.

تيري هنري

يقول تيري هنري في حديثه عن بيب جوارديولا: "كان يمنعنا من الذهاب لمشاهدة مواجهات الفورميولا 1 والتنس كي لا نتعرض لحرارة الشمس الحارقة وكان يمنع السهر بعد منتصف الليل وكان يتحكم فيما نأكل ونشرب، وكان يطور كل شيء من خلال حصص تدريبية ليست طويلة ولكنها مكثفة ومثمرة".

ويكمل: "كان يدربنا على تطوير كل شيء إلا الشيء الوحيد الذي لا يمكن التخطيط له وهو كيفية إنهاء الهجمة بالتسجيل فهذا لا يمكن التدريب عليه."، هنا سنجد سيكون لك أن تحكم على نجاح أو فشل الأسباني بعدد الفرص التي سيتحصل عليها فريقه في الإياب أمام كتيبة دييجو سيميوني وعدد الفرص التي حصل عليها ذهاباً.

بالطبع نجح بيب في أن يطور وأن يفرض فلسفته في ميونخ سواء توج أو لم يتوج بالشامبيونز ليج فهو مدرب يعرف كيف يخرج الأفضل من فريقه بكل الوسائل داخل أو خارج الملعب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن