جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة.. سيميوني وزيزو .. دقة التفاصيل في كرة القدم التي تلعب للمتعة

زيدان

زين الدين زيدان

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

من أكثر المجالات التي تخلق العاطفة هي كرة القدم ..يصبح معها كل شيئا جميل إذا إنتهي بالفوز وباتت الأشياء كلها معتمة إذا منيت بخسارة ..أجمل ما في كرة القدم هي الإحترام عندما تشجع بكل ما أوتيت من قوة طيلة ساعة ونصف ولكن عند إطلاق صافرة الحكم تطلق صرخة الفوز من أعماقك وتحتضن من بجوارك ولكن بعد لحظات قليلة ستري بأعينك علي الجانب الأخر أخرين يذرفون دموعا ولاعبين خارت قواهم فأستلقوا علي الأرض ..وقتها يجب عليك أن تقف لتصفق للمنافس الذي لولا قوته وإصراره علي الفوز مثلك تماما لما شعرت بكل هذا الإدرينالين الذي إنطلق داخل جسدك ثم إنتهي بصرخة فوز لديك.

لو لم يكن منافسك قويا وشريفا وعنيدا  لم يكن لفوزك طعم لذا فهو جزء من متعتك يجب أن تقوم بتحييته كأقل تقدير وإن لم تفعل ذلك فأنت أبعد ما يكون عن الرياضة إن لم تحترم لحظات هزيمة منافسك فأنت بالتأكيد تستحق ما تستحقه وقت خسارتك.

لم أجد كلمات أكثر من تلك كي أعبر عن كم الإنفعالات التي عاشتها جماهير العالم أمس في نهائي دوري الأبطال وفي كل النهائيات وفي كل الدربيات التي تلعب من أجلها كرة القدم.. المتعة.

قبل المباراة تحدثنا عن السؤال الذي لن يستطيع أن يجيب عليه سيميوني .. وقف وقتها الأرجنتيني طيلة شوط كامل لا يعرف ماذا يفعل ولكنه أجاب علي السؤال في الشوط الثاني وعرض نفسه لسؤالا أخر.. كيف أحمي نفسي من الهجوم المضاد؟

في تحليل كيف تضرب عقل سيميوني .. كان السؤال أن يحاول زيدان أن يعرف ماهية عقل مدرب أتليتكو وأن يضع أتليتكو أمام نفس المعضلة التي يضعها سيميوني أمام كل الفرق التي يلعب أمامها .. بإختصار الحرص علي الهجمة أكثر من الهدف ..إبعاد الكرة عن منطقة الإزدحام.

زيدان لعب بالتشكيل الأفضل ولكنه لم يدر الشوط الثاني بشكل جيد عكس سيميوني .. زيزو بدأ ب 4-3-3 بتوظيف مختلف قليلا لبنزيمة ..وحرية أكبر لثلاثي الهجوم مع وضع فكرة ثابتة لإجهاد أتليتكو وإخراجهم تماما من المباراة.

مورديتش وكروس وكاسميرو تكفلوا بتناقل الكرات بينهم إلي أطراف الملعب مع تحرك مستمر من الثلاثي بيل ورونالدو وبنزيمة ولكن دور بنزيمة كان الأهم.

يحتاج الريال وقت تناقل الكرة أن يتسلل أحد خلف ( جابي وفيرنانديز ).. بنزيمة الوحيد من يقوم بهذا الدور في نفس الوقت دفاع أتليتكو ( سافيتش وجودين ) لم يكن ليتقدما وراء بنزيمة خوفا من الإختراق الحاد لرونالدو وبيل.

تلك هي فكرة زيدان أن ينضم بنزيمة كرابع وسط أحيانا وذلك كان أحد أسرار تفوق الريال في الشوط الاول ..زاد الأمر صعوبة علي أتليتكو أن الريال تقدم بهدف ( ملعوب ) حتي وإن كان ( تسللا صحيحا ).

التفاصيل مهمة جدا ولكن ماذا عن أدق التفاصيل ؟ .. قبل الهدف مباشرة كان الريال قريبا من إحراز هدف بطريقة تكاد تكون مشابهة بإرسال الكرة تجاه المرمي مباشرة ..تلك هي التفاصيل ..أدق التفاصيل جاءت في الهدف.

كرة الهدف جاءت بإرسال الكرة مباشرة نحو رأس ( بيل ) الذي يقوم بلمسها للخلف في إتجاه المرمي كي يعدل من سرعة الكرة وإتجاهها فيصبح العدد داخل منطقة الجزاء ( مجرد رقم ) وتدخل الكرة مباشرة دون حتي ان تلمس راموس بين قدمي أوبلاك رغم أن بيل لمس الكرة تقريبا من  الخط الذي تقع عليه نقطة ركلة الجزاء .. أؤوكد راموس لم يلمس الكرة مطلقا ..ربما هواء حذائه هو من لمس الكرة.

من أكثر الأشياء التي تجعل سيميوني مجبرا علي التدخل السريع ( تشكيل فريقه الأساسي ) قدرات جابي وفيرنانديز في صناعة اللعب أو التقدم لمنطقة الوسط الهجومي غير فعالة لذلك التدخل بالإطاحة بأحدهم ضرورة ملحة ( مثلما حدث أمام بايرن ميونيخ ).

دخول كاراسكو والتحول صراحة إلي 4-1-4-1 بتواجد جابي وحيدا أمامه الرباعي نيجويز وكوكي في العمق وعلي الأطراف كاراسكو وجريزمان يغير وجه الفريق هجوميا ولكن في نفس الوقت يجعل أتليتكو تحت نيران الهجمات المرتدة ..هكذا هي الكرة كلما أجبت علي سؤال وجدت نفسك أمام سؤالا أصعب.

ادق التفاصيل مرة أخري.. هدف كاراسكو.. هل تتذكر كيف جاء الهدف؟ ( شيب باص ) مرة أخري من جابي لخوانفران ثم كاراسكو .. تكلمنا بإستفاضة عن فكرة تمرير الكرة بتلك الطريقة في تحليل ما قبل المباراة وإستخدام سيميوني لها بشكل دائم ..لماذا يلجأ سيميوني لهذا
التمرير علي الأرض أحيانا ما يقطع أمام اللاعبين الذين يمتازون بدقة التمرير ولكن التمرير بتلك الطريقة يجعل قطعها أقل ويجعل الزمن التي يتم فيه قطعها ثم السيطرة عليها ثم إعادة تمريرها بدقة لشن مرتدة ( وقتا كبيرا جدا ) بطريقة تسمح للاعبي أتليتكو بالإرتداد أو الضغط المبكر وإحتلال مواقعهم.. هل التفاصيل دقيقة لهذا الحد؟ يمكنك أن تتخيل لو أن جابي قام بتمرير الكرة علي الأرض لخوانفران وقطعت.. بالتأكيد كان أمام الريال فرصة لتسجيل هدف مثل الذي ضاع قبل عودة أتليتكو.

زيدان أخطأ في تغيير بنزيمة قبل الحسم ومن دخل مكان بنزيمة( فاسكيز ) لم يكن بقدرات دفاعية كبيرة كي يحدث تعديلا في تكتيك الفريق وقبلها خرج كروس بدون مبرر أيضا مع دخول لإيسكو .. زاد الأمر صعوبة دخول دانيللو بدلا من كاربخال المصاب ..التفسير الوحيد لهذا هو إعطاء رونالدو ومن بعده بيل ( قبلة الحياة ).

عندما تكون غير قادر علي التنفس والركض تحتاج لعامل مساعد يقوم بهذا الدور بدلا منك وتقوم أنت فقط بالتسديد ..فاسكيز وإيسكو تكفلا مع مودريتش وكاسميرو بكل شىء دفاعيا وهجوميا في ظل إنهيار رونالدو وبيل ..بعد ذلك انهار الجميع في ظل ركض هائل من لاعبي الفريقين.
 
في المقابل كان دخول كاراسكو وخروج كاربخال هو عاملا مؤثرا ( وتفصيلة دقيقة ) في مجري المباراة.. خروج كاربخال عظم من دخول كاراسكو ومع كل ما سبق بات سيميوني هو المتحكم الفعلي في المباراة.
 
أخيرا.. النهائي إعتمد علي أدق التفاصيل للوصول إلي حلم التتويج وحسم بركلة ترجيح ..سيميوني وزيزو قدما شيئا إسمه كرة قدم ..فهل نعرف لماذا نشاهد كرة القدم ؟ للمتعة.

للتواصل مع الكاتب على الفيسبوك.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن