جميع المباريات

إعلان

تقرير .. خدعوك فقالوا: ظهراء الاجناب " بتوع اوفرات بس"

علي معلول

علي معلول لاعب الاهلي الجديد

خرج الكابتن علي ماهر اسطورة هجوم النادي الأهلي والترسانة ومنتخب مصر في التسعينات بتصريح "جدلي" قال فيه تعقيبا على انضمام الظهير الايسر التونسي على معلول للنادي الاهلي انه من المبالغ فيه دفع هذا المقابل المادي الكبير والذي وصل الي 700 الف يورو في لاعب مركزه ظهير ايسر والذي تكون كل مهماته في أي مباراة هي "لعب الاوفرات" او الكرات العرضية.

وتصريح علي ماهر بخصوص "الظهير" ليس الأول في استوديوهات التحليل التلفزيونية المصرية، فسبقه الشيخ طه إسماعيل ابان حقبة مانويل جوزيه مع الأهلي في فترة ولايته الثانية من 2004 وحتى 2009 عندما قال منتقدا أداء الانجولي سباستياو جيلبرتو في إحدى المباريات بالعامية " ايه فايدة خسارة مكان محترف في مركز ظهير كله اللي هيعمله رفع اوفرات!"

وتوالي هذه النوعية من التصريحات تضعنا امام سؤال هام سأطرحه بالعامية وهو: " فعلا .. ايه فايدة ظهراء الاجناب في خطط لعب كرة القدم الان .. وهل يستحقون ان تدفع فيها مبالغ كبيرة مثل التي تدفع في لاعبي خط الوسط او صناعة اللعب او الهجوم ام لا؟

في الماضي وبالتحديد في الثمانينات والتسعينات عندما كانت طرق اللعب بنسبة كبيرة مقصورة على طريقتين فقط هما 3-5-2 و4-4-2 (الصريحة)، والأخيرة هي التي اشتهر معها مركز الظهير.

في ذاك الوقت، كانت اغلب المهام الموكلة للظهير في طريقة 4-4-2 "دفاعية بشكل كبير" نظرا لان هذه الطريقة تضع له رفيق ومساعد هجومي دائم له وهو لاعب خط الوسط الأيمن (RM) او الايسر (LM).

وربما في هذه الفترة كان يمكن رؤية تصريح علي ماهر بأنه تصريح منطقي لحد كبير، لان كرة القدم لم تكن بالتعقيد التكتيكي الذي نشهده اليوم، وكان معظم الهجوم يأتي من قلب الملعب، ولا يتجه الي الأطراف او الاجناب الا لإرسال الكرات العرضية ليقابلها أحد رأسي الحربة.

لكن الان تغير الوضع تماما، وأصبحت طرق اللعب أكثر تشعبا وذلك بسبب ما فعله اسطورة التدريب الفرنسية ايميه جاكييه في تكتيكات كرة القدم والتي ظهرت في تجربته مع منتخب فرنسا في مونديال 1998 واعادته لطريقة 4-2-3-1 والتي ابتدعها البرازيلي ماريو زاجالو مع البرازيل في مونديال 70، فوجدنا مسمي جديد للظهير وهو (FULL BACK)، أي الظهير الذي تكون عليه واجبات دفاعية وهجومية بشكل أساسي، فيما يتم ترحيل لاعب خط الوسط الأيمن (RM) او الايسر (LM) قليلا الي الامام ليصبح جناح ايمن هجومي (RW) او يساري (LW).

ومثال حي من الدوري المصري لتوضيح الفارق:

1- حمادة طلبة لاعب الزمالك عندما يتم توظيفه "كظهير ايمن او ايسر" نجد ان مسؤولياته الأساسية تكون التغطية الدفاعية فقط، في حين تكون مساندته الهجومية "نادرة" نظرا لبطء اللاعب في الركض إضافة الي ضعف مهارته في ارسال الكرات العرضية، وهي الواجبات التي يتم منحها للاعب الامامي الذي يكون مساند له في نفس الجهة، وبالتالي هنا يكون حمادة طلبة ظهير "كلاسيكي".

2- اسماء مثل احمد فتحي وصبري رحيل في الأهلي، حازم امام ومحمد عادل جمعة في الزمالك، عندما يشاركون في المباريات تكون الوظائف الموكلة لهم مختلفة تماما، فهم (FULL BACKS)، تنقسم واجباتهم الدفاعية والهجومية بنسبة 50-50، وهذا يتسبب في تغيير واجبات الجناح الهجومي الذي يلعب امامهم بالدخول لقلب الملعب في بعض الأحيان لترك مساحة ركض لزميله المدافع القادم من الخلف.

وتكتيك جاكيه كما افاد الدفاع، افاد الهجوم بشكل كبير، فمن طريقته بدء الجميع يتحول ويطور تكتيك الاعتماد علي الاجنحة الهجومية حتي شاهدنا قمة هذا التطور مع برشلونة جوارديولا وكيف ان طريقة لعب 4-3-3 أصبحت الأشهر حاليا بين الأندية والمنتخبات العالمية.

والمهاجمين الاجنحة حاليا في العالم كله أصبحت اسعارهم اكبر بكثير من أسعار المهاجمين الصرحاء نظرا لأهمية دورهم في التكتيك الهجومي، ولهذا وجدنا لاعبين كثيرين بدءوا حياتهم الكروية كمهاجمين صرحاء وتم تغيير مراكزهم للعب علي الاجنحة لتتناسب مع طرق لعب انديتهم الحالية، مثل: الارجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة، الفرنسي أنطونيو جريزمان في اتلتيكو مدريد، والاوروجوياني اديسون كافاني في باريس سان جيرمان(اكيد انه سيعود رأس حربة مجددا بعد رحيل ابراهيموفيتش)، والانجليزي دانييال ستوريدج مهاجم ليفربول.

ومن هنا يمكن ملاحظة: ان كلما زاد تطور وتدعيم تكتيك الهجوم من الاجنحة، كلما زاد تطور وتدعيم مهام ظهراء الاجناب الذين يكونوا مطالبين بمواجهة هذا الكم من اللاعبين المهاريين.

وبناء علي ذلك، يمكننا الان تخيل أهمية مركز الظهير في طرق اللعب الحالية وكيف ان المقابل المادي لهذا المركز بعد ان تطور لـ(FULL BACK) اصبح اغلي بكثير عنما كان عليه من قبل في التسعينات بعد ان كان مقصورا فقط علي الأدوار الدفاعية.

فكلما كان اللاعب قادرا علي أداء دور الـ(FULL BACK) وتحمل الواجبات الدفاعية والهجومية معا اكثر كلما زاد ثمنه في سوق الانتقالات وضعا في الاعتبار بدون شك أمور أخرى مثل عامل السن، وقدرته علي اللعب في مراكز أخرى، وقدرته علي اللعب بقدمه الضعيفة مثل قدمه الأساسية.

وعلى اثره، يمكننا تفهم لماذا لاعب مثل عمر جابر حاليا هو اغلي ظهير ايمن في مصر، فهو قادر علي عمل جميع مهام الـ(FULL BACK) دفاعيا وهجوميا، لاعب جوكر يمكن توظيفه في مراكز أخرى، صغير في السن (24 سنة)، مهاراته في اللعب بالقدميين جيدة.

وبالتالي، عندما قامت إدارة نادي بازل السويسري بالموافقة علي دفع مبلغ مليون و650 الف يورو أي ما يقترب من (17 مليون جنيه مصري)، لنادي الزمالك لشراء اللاعب بشكل نهائي، كان امرا مبررا وله أسبابه.

نفس الامر بالضبط فعلته إدارة نادي اهلي جدة السعودي عندما قامت بشراء محمد عبدالشافي ظهير الزمالك بمبلغ يفوق الـ2 مليون دولار العام الماضي، وبالتالي فان تدفع إدارة الأهلي مبلغ 700 الف يورو في الظهير الايسر الأول لمنتخب تونس، اجده امرا "مربحا" اكثر منه " مضيعة للفلوس".

لا تكتفي بالقراءة .. ناقشني فيما كتبت عبر:

فيسبوك.. من هنا

تويتر .. من هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن