جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: إختبار جوارديولا في اللاماسيا.. عودة إيمليانو 

جوارديولا

جوارديولا

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

تبا !.. للمرة الثانية أتعرض لهذا الموقف .. سأنتظر غدا آلاف الغاضبين ممن يتهمونه بكل موبقات الإخطاء التكتيكية وفي نفس الوقت كيف لمشجع عادي أن يتقبل فكرة أن هناك مهزوم أدي مدربه بشكل جيد.

ماذا ستفعل يا إيمليانو ؟ إنطلق صوت غاضبا من داخل إيمليانو المحلل الذي بات معروفا في كتالونيا بأنه عاشق جوارديولا أينما رحل . 

حسنا لا بأس .. هل يكررون سهرتهم الليلة في نفس المطعم الشهير الذي يرتاده الساسة وعلية القوم ؟ لا أعتقد قسمات وجه جوارديولا تعطي لي انطباعا بأنه سيحيا ليلة سيئة.

لا مانع من بعض المغامرة ..ماذا لو أتصلت به ؟ ربما يسعدني الحظ وأستطيع محاورته مرة أخري بعد عامين من الغياب ..يا لي من أحمق ..نعم إذا كان علي أن أغامر فسأقوم بما علي فعله وفورا.

إيمليانو .. أين ستذهب في هذا الوقت المتأخر ؟ لم يجب إيمليانو علي الصوت القادم من داخل البيت ولكنه كان يعرف أن ثمن مغامرته فادح للغاية وقد يجعله حدثا لصحافة الباباراتزي أو أن يقال عليه مجنون يحاول إقتحام غرفة جوارديولا بعد قمة اللاماسيا.

الفندق 

حسنا سيدي .. أعلم أن سنيور جوارديولا لا يريد أن يقابل أحدا وليس من عادته أبدا أن يتحدث بعد المؤتمر الصحفي ولكني أؤوكد لك أنه سيهتم جدا عندما يسمع إسمي ..قله له إيمليانو .

موظف الإستقبال : سنيور إيمليانو ..أنت تعلم القواعد وأرجو منك الذهاب خارج الفندق حتي لا أضطر لإستدعاء الأمن فما تقوله مستحيل .. ربما أنت فرحا بفوز برشلونة مثلنا جميعا وربما قد نلت ما يكفيك من الشراب ..أرجوك لا تفسد ليلتك وليلتنا وإذهب.

إيمليانو : حسنا ..ما رأيك في هذا ؟ رهانا بألف يورو مني لمائة يورو منك إذا سمح لي سنيور جوارديولا بالصعود لأعلي ..لن تخسر شيئا علي الإطلاق مجرد إتصال صغير 

موظف الإستقبال ( وقد لمعت الفكرة في رأسه ) : ضع الألف يورو قبل أن أقوم بالإتصال .. ولا مانع من الحصول علي المال من بعض الحمقى.

ألأفي إيمليانو بالنقود ونبضات قلبه تتصاعد وهو يري نفسه خاسرا لمبلغ كبير في مقابل مغامرة فشلها أكبر من نجاحها ولم تنقطع أفكاره إلي عندما سمع موظف الإستقبال يتحدث تليفونيا.

سنيور جوارديولا ..عفوا سيدي هناك شاب إسمه إيمليانو يصر علي مقابلتك ويدعي أنك تعرفه ..يمكنني استدعاء الشرطة لو أردت.

لمعت عينا موظف الإستقبال : ماذا يا سيدي ؟ لا تجعله يصعد .. تصاعدت إبتسامة الموظف وهو يضع يده علي النقود ..حسنا شكرا سنيور جوارديولا.

خسرت الرهان أيها الشاب الأحمق .. تذكر أني حذرتك وزميلي شاهد علي ذلك والأن أمامك أن تنصرف بهدوء وإلا .. قاطعه زميله : هذا الشاب اللطيف سيذهب دون إثارة المشاكل ..هو أدري مني بذلك فلا يريد أن يضيع مستقبه بعد أن أضاع ألف يورو.. إنصرف يا سيد.. عفوا قلت لي ما إسمك.

إيمليانو هيا لنذهب الأن ..لم يكن ذلك صوت الموظفين ولكنه كان صوتا أخر لشخص أخر قد ربت علي كتف الشاب الصغير ..هذا الشخص كان جوسيب جوارديولا ( شخصيا ).

ما أن أخذ إيمليانو أنفاسه وهو يعتدل في مقعده في ركن بعيد من ردهة الفندق وهو ما زال يحدق في جوارديولا الذي تذكره بعد غياب عامين ولكنه تذكر أن الأمر لا يحتمل إندهاشا فقرر أن يتحدث معه فيما هو آت له مباشرة.

جوارديولا : أنا أسمعك هات ما لديك.

إيمليانو : أفضل أن أسمع تحليلك الأول للنتيجة ..عفوا أقصد المباراة.

جوارديولا : لو لم تستدرك كلاماتك وذكرت تحليل المباراة وليست النتيجة لم تكن إيمليانو الذي أعرفه ..حسنا الأمر واضحا وفعله الكثيرين معي .. أن يتم الضغط علي فريقي بشكل واضح كي لا أمتلك الكرة وأصنع الهجوم.

إيمليانو : نعم وأنت قلت في الماضي أن الجميع يدافعون أمامك ليس رفاهية منهم ولكنهم مضطرون لذلك.

جوارديولا : بالتأكيد .. برشلونة بايرن سيتي ..في كل الفرق كان الجميع يلجأ لهذا الأسلوب أمامي.

إيمليانو : ولكن الأمر هنا مختلف شيئا ما أنت تواجه برشلونة ..بكل ما فيها من قدرات وتدريبات علي مدار سنوات أشرفت أنت نفسك عليها طيلة 4 مواسم مضيئة.

جوارديولا : دعك من تلك المجاملات فأنا لم أفكر فيها مطلقا ..كل ما هنالك أنني لدي أسلوب أقتنع به وأطبقه في أي فريق حتي لو كان ذلك الفريق أوكلاند سيتي.

ضحك إيمليانو : أوكلاند ! .. أكمل جوارديولا : نعم كان علي أن أواجه برشلونة بتلك الطريقة أن أضغط علي دفاعه كي لا يبدأ هجمة بشكل مريح فعلتها قبل عامين وظللت متعادلا حتي الدقيقة 77.

إيمليانو : ولكنك تلقيت بعد ذلك ثلاثة أهداف .. قاطعه بيب : إيمليانو .. هل تظن أنني مخطىء فعلا ؟ أو بمعني أدق هل علي تغيير أفكاري بأن أصبح أكثر دفاعية.

إيمليانو : لا ياسيدي ..وهل غير مورينيو أو ساكي أو سيميوني من أسلوبهم ؟ وحتي أخر عام من العمل هل غير كرويف من أفكاره ..يوهان الذي قال أن أسبانيا أكثر ميلا للكرة الهولندية الأن من هولندا نفسها قبل نهائي كاس العالم 2010( حقيقة ) .. لم يتحدث عن أبناء جلدته ولكنه تحدث عن الأسلوب الذي يفضله في اللعب.

أكمل إيمليانو : سقوط فيرناندينو مع خطأ برافو وتألق تير شتيجن ..كلها عوامل واضحة ل .. 

جوارديولا : لماذا سكت ؟ 

إيمليانو : نعم ذلك دليلا قويا علي أن هناك أشياء لم يكن لديك دخلا فيها أو لإنريكي ..سقطة فيرناندينو المضحكة مع توغل ميسي تالق تير شتيجن خطا برافو ..تمريرة خطا من ألكاي وقوف غير مفهوم من ستونز.

جوارديولا : كان يمكنني تفادي ذلك لو وقفت متراجعا في الخلف .. أشاح بيب بوجهه وكأنه يتخيل ما لا يقدر علي تقبله في الواقع.

إيمليانو : ولكنك لن تكون بيب الذي يعرفه العالم .. كل الفرق التي دافعت وفازت أو خسرت لم تقدم لنا عملا ممتعا في كرة القدم بإستثناء القليل منهم.

جوارديولا : لا أهتم بالعالم ولكني أهتم بما أقدمه أطمح في تقديمه .. لا يوجد لاعبا في العالم بقدرات ميسي بالتوغل بالكرة من الطرف للعمق في الضغط .. ستيرلنج عندي كان مميزا دي بروين كان جيدا نوليتو أدي ما عليه ولكن هناك في النهاية طرفا أخر لديه قدرات طبيعية أعلي .. أجويرو مثلا لن يقدم ذلك الضغط علي الدفاع ووقتها سأضطر مرغما علي العودة للخلف وهنا ستظهر مشكلات كبيرة في الخلف.

إيمليانو : بالتأكيد .. الأمر يبدو سهلا عندما تقرر أن تدافع بلاعبين متوسطي المستوي أو في مستوي جيد ولكن الأمر يصبح أكثر صعوبة عندما يصبح الأمر متعلقا بالهجوم.

جوارديولا : الأمر كان أشبه بإمتحان بين مدرسة تناول فيها الطلاب دروسا منذ نعومة أظافرهم وأقلهم كان في تلك المدرسة لثلاثة سنوات .. أمام طلاب أخرين لم يقضوا سوي ثلاثة أشهر في تلك المدرسة ..بالتأكيد سيحاولون ولكنهم في النهاية لم يتقنوا الأمر بعد.

إيمليانو : سنيور ..كي أكون واضحا معك أنت تحتاج لشيئا واحدا فقط لا غير.

جوارديولا بإهتمام : وما هو ؟ 

إيمليانو : أنت لا تملك دكة بدلاء ..أنت بالأحري لا تمتلك لاعبين من طراز أول .. أنت لم تستقدم سوي لاعبا قضي أكثر من عامين بين الإصابات وجناح صاعد ..السوق ممتلىء بلاعبين يمكنك معهم أن تظهر أفكارك بشكل أوضح .. لقد كنت مندهشا من أن سيتي بتلك الأسماء يجابه برشلونة شوطا كاملا ويقطع الكرات في منتصف الملعب .. سنيور جوارديولا أنت في هذا الشوط قدمت أداء أفضل من أداء بايرن ذاته أمام برشلونة قبل عامين .. وإسمح لي إن لم تستقدم أسماء أخري ستكون مقصرا في حق نفسك.

جوارديولا شاردا بذهنه : ميسي مذهل مع إنريكي ومعي ولكنه ليس كذلك مع الأرجنتين وحتي مع تيتو وتاتا..لماذا ؟ لإن أسلوب اللعب مختلف .. السيتي يقدم أسلوبا مختلفا معي وكذلك كان البايرن ولكننا لم نصل لذلك المستوي الذي وصلت له مع  برشلونة ..بيلسا رغم أفكاره الرائعة لم يحقق نجاحات كبري حتي الأن أوربيا .. كرة القدم تتعلق بالإثنين ..أسلوب لعب مميز ولاعبين مميزين أيضا .ويحتاج لأمر ثالث كي يكون ذلك أكثر عدلا للجميع.

إيمليانو : وما هو ذلك الأمر ؟

جوارديولا وهو لا يزل شاردا : أن يعتزل ليونيل كرة القدم .. شاركه إيمليانو نفس الشرود اللحظي : نعم ذلك أكثر عدلا ..أشكرك بشدة يا سنيور فقد خضت في عقلك رحلة لن أنساها. 

جوارديولا مبتسما : شكرا إيمليانو ..إنصرف جوارديولا عائد للمصعد وفي نفس الوقت الذي إتجه فيه إيمليانو نحو موظفي الفندق اللذان لم يفيقا حتي اللحظة مما حدث قبل دقائق معدودة.

موظف الإستقبال : حسنا ..  من أنت سنيور إيمليانو ؟ سأعطيك الألف يورو وقل لي فيما تحدثتم ولماذا يهتم سنيور جوارديولا كذلك.

أجابه إيمليانو : بهدوء .. حسنا ربما أكون مجهولا لك الأن ولكن الأسبوع القادم ربما تعرفني عندما يتحقق ما أقوله في ذلك المكان .. وأشار إيمليانو بيده علي الخريطة لمكان ما في العالم.

فغر موظف الإستقبال فاه مندهشا : هذا الشاب إما مجنون أو أحمق .. أكمل زميله : أو الإثنين معا ؟

إنصرف إيمليانو وهو يتذكر كلمة جوارديولا الأخيرة .. الأسلوب واللاعبين والمميزين وإعتزال ميسي لكرة القدم كي تصبح الأمور أكثر عدلا. 

للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن