جميع المباريات

إعلان

لاصلاح ما أفسده الكلاسيكو.. اضغط نجمة!

الكلاسيكو

صورة ارشيفية

مرت أعوام عديدة على المشجع "التسعيناتي" ومازال يعض أنامل الحسرة راجيًا العثور على طريقه إلى آلة الزمن كي تعود به إلى الوراء نحو سنوات خلت، سنوات عاش خلالها كرة القدم بكيانه، تذوق فيها طعم المتعة وغرق في بحر لذة الإثارة.

سنوات يراها في عينيه ذروة توهج كرة القدم، تنقل خلالها بين أزهار البستان الكروي، تارة يستنشق عبير الكالتشيو وتكتيكه وإثارته التي كانت هي الأعلى والأروع، وتارة يحط رحاله على ورود البريميرليج التي كانت تتفتح أوراقها بعبير جديد أخذ كرة القدم إلى منحنى آخر في ذلك الوقت، وتارة أخرى يزور وردة الليجا ليستمتع بسحر كروي وعطر خاص، حتى في رحلاته الصيفية كان يجد سبيله إلى المتعة في البطولات الدولية عندما كان المونديال هو الحلم المنشود لجميع من تركل اقدامهم قطعة الجلد المدور، كما كان لبطولات اليورو طابع خاص عندما كان السباق بين نجوم القارة العجوز نحو معانقة الكأس الاغلى أوروبيًا.

بات هذا المشجع الوفي في حالة يرثى لها الآن، فلم يعد الكالتشيو مثل سابق السنوات، وعصفت حروب المراهنات بأنديته، ونجحت العقلية الادارية البدائية في تدمير أباطرته ليصبح الدوري الأكثر طردًا للنجوم بعد أن كان عامل الجذب الأول للجميع، لم يحسب رؤساء الأندية لنواب الدهر حسابًا، ولم تجد الملاعب من يهتم لحالها او يخطط للبناء، كما واجهت أكاديميات الناشئين مصيرًا مماثلًا.

أما الدوري الانجليزي، وعلى الرغم من إثارته الفائقة منقطعة النظير، لم يعد مثلما كان في سابق السنوات، وأصبح سوق انتقالاته أكثر ما يصيب هذا المشجع البائس بنوبات الاكتئاب الحادة، ارتفاع جنوني في أسعار أشباه اللاعبين يقابله فشل اوروبي ذريع مع تدهور واضح في مستوى الكبار، فبعد قرار السير فيرجسون بالاكتفاء بما حققه والاعتزال، ونفاذ جعبة آرسين فينجر واستسلامه العجيب للمراكز المؤهلة لدوري الأبطال، ومرحلة ما قبل كلوب التي عاشها ليفربول، عاد تشيلسي إلى الواجهة بمساعد مورينيو قبل أن يرحل بأسوأ الطرق، وبزغ نجم مانشستر سيتي مدفوعًا بأموال وفيرة، قبل أن يأتي رانييري ويرسم بسمة الأمل على وجه المشجع البائس الذي اعتقد للحظات أن العمل والجهد قادرين على مقارعة الأموال وتحقيق الآمال مثلما كان الحال في حقبة تمنى أن يعود اليها.

ووسط هيمنة بافارية على البوندسليجا، اتجه المشجع صوب الملاعب الاسبانية ليتلقى الضربة القاضية!، لطالما تسبب الصراع الثنائي الحصري بين ريال مدريد وبرشلونة في نفوره من الليجا، ولكن الآن أصبح الحال أسوأ بسنوات ضوئية، وصار الصراع ثنائيًا أيضًا ولكن بين لاعبين لا فريقين!.

"نجح ميسي في تحطيم الرقم القياسي في تسجيل كذا، تمكن رونالدو من تحطيم رقمه الشخصي في تسجيل كذا، تستعد ملاعب الليجا لاحتضان كلاسيكو الأرض بين ميسي ورونالدو، قاد رونالدو ريال مدريد وحطم أنف ميسي، نجح ميسي في تدمير كبرياء رونالدو وساعد برشلونة في الفوز بغنائم الكلاسيكو".. في عناوين الأخبار أينما وليت وجهك كل شئ قابل للانفجار، والتغني بإسم أحد النجمين!.

ربما شهدت كرة القدم على مر عصورها المتعاقبة منافسات ثنائية عدة، ومن المؤكد أن لكل زمان رجال، ولكن الأكثر تأكيدًا أنها لم تشهد مثل هذا الصراع على الإطلاق، صراع اشتعلت جذوته على أرض الملعب ونجحت أعاصير السوشيال ميديا في مضاعفة اشتعاله حتى اقترب من احراق الملعب وكرة القدم ومن يشاهدونها جميعًا.

حتى في أوقات المصائب يتصدر النجمان المشهد بامتياز، فما ان تحطمت طائرة فريق شابيكوينسي البرازيلي في كارثة هي الأسوأ خلال سنوات الرياضة الأخيرة، الا وتسابق أنصارهما في الاشادة بمواقف كلا اللاعبين، فهذا تبرع بمبلغ مالي وهذا تضامن بتصريح ما، حتى أصبح الحادث الأليم هو الخبر الفرعي بجانب تفاعل الثنائي معه.

كما أن الوتر الديني لم يسلم من أنامل العزف عليه، ليشاهد هذا المشجع المكلوم سباق السوشيال ميديا في تناقل تصريحات عجيبة من فئة "رونالدو ينصح بنزيمة بالحفاظ على الصلاة في أوقاتها، ميسي يدعم ضحايا العدوان في البلاد العربية" ليتخذ السباق المنعطف الأكثر إثارة للاشمئزاز.

أخرج المشجع البائس أصابعه من تحت أسنانه مكتفيًا بهذه الجرعة من العض، ليتسلل إلى مكتبة الفيديو الخاصة بفترة يراها هي الأروع، ليشاهد مهارة باجيو وحاسة باتيستوتا وقدرات زيدان ومكر رونالدو البرازيلي وصلابة مالديني وقذائف كارلوس وانطلاقات فيجو وأهداف كلينسمان وروعة بيركامب وهنري وعرضيات بيكهام واستعراضات روماريو واورتيجا وما استجد من أساطيره، ثم ذهب إلى محرك البحث جوجل ليفتش عن تلك الآلة ذات المفتاح السحري التي تساعده في التنقل بين العصور والأزمان المختلفة، والتي تمنى أن يحتوي كتيب ارشاداتها على عبارة: "لإصلاح ما أفسده الدهر.. اضغط نجمة!".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن