تحليل.. 8 عوامل أدت لتعادل ريال مدريد مع برشلونة بالكلاسيكو

حافظ ريال مدريد على فارق النقاط الست بينه وبين غريمه التقليدي برشلونة بعد مباراة الكلاسيكو التي جمعتهما أمس على ملعب كامب نو والتي انتهت بالتعادل الايجابي (1-1)، بفضل رأسية القائد سرخيو راموس، المنقذ في الدقائق الأخيرة كالعادة، من عرضية لوكا مودريتش بعد الخطأ الذي ارتكبه أردا توران وتسبب في ركلة حرة قرب منطقة الجزاء الكتالونية في الوقت الحرج من المباراة.

وكان لهذا التعادل بعض العوامل المهمة، وهي:

1- رأسية أخرى من راموس تنقذ الفريق: دائما ما كانت رأسيات سرخيو راموس، قلب دفاع الميرينجي وقائده، هي ما تنقذ الفريق الملكي في الدقائق الأخيرة في المباريات المهمة التي يكون فيها متأخرا في النتيجة. وكان كلاسيكو الكامب نو فصلا جديدا في هذه السلسلة التي بدأت بحصد اللقب العاشر في التشامبيونز ليج في المباراة النهائية بمدينة لشبونة البرتغالية (أمام أتلتيكو مدريد)، ثم كأس السوبر الأوروبي في كارديف (أمام اشبيلية)، ثم مباراة نهائي مونديال الأندية 2014 (أمام سان لورنزو الأرجنتيني)، ثم نهائي التشامبيونز مرة أخرى أمام أتلتيكو حين فاز الريال بلقبه الحادي عشر.

2- خطأ ثمنه غال: لم يعبأ التركي أردا توران بتعليمات مدربه لويس انريكي بعدم ارتكاب أخطاء ضد الريال في المناطق التي تشكل خطورة حول منطقة جزاء الفريق الكتالوني، وتسبب في ركلة حرة بعد تدخله على مارسيلو في الثواني الأخيرة ليتسبب في ضياع النقاط الثلاثة من برشلونة وضياع فرصة تقليل الفارق مع الملكي المتصدر الى ثلاث نقاط فقط.

3- البرسا يخسر معركة وسط الملعب: استطاع الفرنسي زين الدين زيدان احتلال منطقة وسط الملعب التي تكون صاحبة القرار في المباريات الكبيرة، حيث لعب بالثنائي الكرواتي (مودريتش وكوفاسيتش) في الارتكاز بالإضافة لمهام دفاعية لكل من الجناحين ايسكو ولوكاس فاسكيز، ولم يستطع برشلونة التغلب على هذه السيطرة الا بعد اشتراك أندريس إنييستا العائد من الاصابة، بديلا لسرخيو بوسكيتس الذي استعاد بعضا من مستواه.

4- زيدان الموفق: اعتمد المدرب الفرنسي على نفس خطة مباراة الديربي بملعب فيسينتي كالديرون وهي 4-2-3-1 والتي جعلته يستحوذ على الكرة، ولكن تغييراته في الشوط الثاني كانت غريبة، حيث أشرك كاسيميرو، لاعب الارتكاز العائد من الاصابة والذي كان بطيئا في مباراة الكلاسيكو، بدلا من ايسكو في حين ان الفريق في حاجة للاستحواذ على الكرة ليعادل النتيجة، وأبقى على المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة غير الموفق طوال الدقائق التي لعبها في المباراة، الا ان معجزة راموس كانت هي من انقذته.

5- ميسي الذي لم يسجل في اخر ست مباريات للكلاسيكو: كان البرغوث الأرجنتيني هو العامل الذي يحدث الفارق في مباريات الكلاسيكو سابقا، الا انه في اخر ست مباريات امام الريال لم يسجل أي هدف، ولم يحدث الفارق المعهود في لعب فريق برشلونة. وفي مباراة الأحد، لم يظهر الا قليلا ولم يستطع ان يخترق دفاعات المنافس بالشكل المرجو الذي اعتاده منه الجميع، ولم تسنح له الا فرصة تهديفية واحدة كانت كفيلة بتغيير نتيجة المباراة ولكنه لم يستغلها على النحو المطلوب، ولم يكن في يومه.

6- مودريتش وإنييستا الرائعان: لقد رسم ايقاع المباراة اثنان من اللاعبين الرائعين وهما الكرواتي لوكا مودريتش والإسباني أندريس إنييستا. واتخذ المدرب لويس انريكي حذره واستعد للايقاع السريع والمتوقع للمباراة واحتفظ بعودة أندريس للمباريات للشوط الثاني، وكان إنييستا، منذ لحظة اشتراكه، بارزا وميسطرا على المشهد، واستطاع البرسا الاستحواذ على الكرة واللعب بشكل جديد لم يكن موجودا قبل دخوله، لينهي سيطرة مودريتش المطلقة على منطقة الوسط، واستطاع قطع الكرة 8 مرات في الدقائق الـ35 التي لعبها ليفسد هجمات الريال بمنتهى البساطة والمهارة في نفس الوقت.

7- افتقاد فريق برشلونة للمساندة الدفاعية: نجح ظهيرا برشلونة في غلق مناطقهما وسد الثغرات امام اجنحة ريال مدريد، وخصوصا لوكاس فاسكيز، بالتزامهما الدفاعي، ولكن لم يشارك ثلاثي الهجوم الكتالوني، ميسي ونيمار ولويس سواريز، في أي مهام او مواقف دفاعية طوال المباراة، ولذلك لم يظهر سيرجي روبرتو أو جوردي ألبا في المناطق الهجومية الا في المرات القليلة التي انطلق فيها كارباخال ومارسيلو للأمام وتركا مساحات خلفهما.

8- الكرات الثابتة: لم تشهد مباراة الكلاسيكو كرة قدم جميلة على المستوى الذي كان مأمولا، ولكنها كانت تكتيكية في المقام الأول مع بعض المهارات الفنية الفردية للاعبي الفريقين، وسجل كل فريق هدفه من كرة ثابتة، حين أحرز سواريز هدف برشلونة من ركلة ركنية وراموس للريال من ركلة حرة خارج منطقة الجزاء، ولم تكن هناك أهداف من جمل فنية اثناء اللعب.