جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة.. بالصور: ميسي يهزم نظرية إنريكي .. وسيميوني يقدم "البوسيشنال" دون تغيير مراكز

ليونيل ميسي

ليونيل ميسي

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء .

هل قرأت عن نظرية داروين ؟ هي أشهر النظريات العلمية التي تتحدث عن خلق الكائنات ورغم شهرتها إلا أن الكثيرين قاموا بتفنيد مزاعمها بسهولة وردوا عليها ..ولكن لماذا إستعان إنريكي بنظرية دارون في كرة القدم ؟

الإعتماد علي 3-4-3 .. محاولة فرض ال Positional Play  ..ربما تكون قد قرأت هذا المصطلح في بعض التحليلات ولكن هناك فارق كبير بين ال posiotonal play  وبين shifting posioton  .

الpositional play   هو أسلوب لعب يبحث فقط عن لاعب خالي من الرقابة في مساحة خالية من اللاعبين عن طريق تمرير كرات قصيرة لسحب أكبر كم من اللاعبين عند حدود منطقة جزائي وبالتالي يصبح عدد اللاعبين أقل عن منطقة جزائه  ثم تمريرة طويلة لهذا اللاعب الحر .. وكأنك تلعب هجمة مرتدة.

هناك طريقتان لتفعيل ذلك الأسلوب الأول هو أن تختار لاعبين قادرين علي تقديم ذلك الأسلوب منذ بداية المباراة دون حاجة لتقديم ال shifting position  وهنا تحتاج لقلب دفاع ثالث يمكنه بناء الهجمات بشكل جيد ولديه قدرة علي إستلام وتسلم الكرات تحت ضغط ولديه عقلية التقدم بعد تحرير الكرة للامام .. طريقة أقرب منذ البداية إلي 3-4-3 بمشتقاتها.

اما  إذا لم تمتلك ذلك اللاعب فتبدأ فكرة shifting position  كي نحصل علي positional play  بمعني أدق يتحول لاعب الإرتكاز للوقوف بين قلبي الدفاع ثم يتغير أماكن لاعبي ظهيري الجنب إلي أجنحة أو لاعبي إرتكاز.

وتتحول الأجنحة المهاجمة إلي مساندي هجوم في العمق أو أن يظلا أجنحة.

ويتحول مساندي الهجوم من العمق إلي ثنائي وسط أو أو يبقيا مساندي الهجوم .. وكل طبقا لإمكانيات كل فريق فما يصلح هنا لا يمكن أن يصلح هناك نظرا لإختلاف طبيعة اللاعبين في كل فريق .. ومدي قدرة كل لاعب علي تنفيذ ذلك .. الأمر ليس له علاقة بنظرية النشوء التي قدمها إنريكي أمس.

إنريكي لعب منذ البداية بأسلوب أقرب إلي 3-4-3 diamond .. تواجد بيكيه وأومتيتي وماثيو في الدفاع ثم بوسكتس في الوسط ولعب إنيستا وروبرتو أجنحة وسط ويتدمهم ميسي في العمق ثم رافينها ونيمار وسواريز في الهجوم.

أمر يبدو جيدا أمام فريق متكتل وتحتاج لحصاره من جميع الجهات ولكن أتليتكو مدريد منذ بداية الموسم زادت فيه النزعة الهجومية عن سابق الأعوام وربما يكون مركزه المتأخر حاليا هو نتاج مؤقت لذلك التطور الذي ينشده سيميوني.

هل تذكر ذلك الجزء( تحتاج لقلب دفاع ثالث يمكنه بناء الهجمات بشكل جيد)  ..عادة ما يكون هذا اللاعب في العمق ليمنح الفريق ككل رؤية أفضل ..من هنا كان قلب الدفاع في العمق لدي برشلونة ( أومتيتي ) والأخير لم يقدم سابقا أو في هذه المباراة ما يعطيه هذا المركز لبناء الهجمة.

هل بوسكتس وحده قادر علي حماية وسط الملعب مع تفرغ إنيستا وروبرتو لحماية الأطراف ! ..الواقع أن لا روبرتو ولا إنيستا قادران وحدهما علي حماية الأطراف في ظل تراجع ثلاثي الخط الخلفي لن  يتراجع نيمار رافينها سيقوم بالدور  حتي حدود منطقة جزاء برشلونة لذلك حدث الإختراق عن طريق الأطراف وعن طريق العمق .

المشكلة دائما في أنك تلعب بطريقة وتختار أسلوب لعب دفاعي أوهجومي غير ملائم لهما .. 3-4-3 دياموند طريقة رائعة ولكن اللاعبين المختارين لا يمكنهم القيام بعدة أدوار مركبة ومعقدة   .. شكل لو تحقق هجوميا سيكون رائعا ..صورة 1

لكن الأمر سيبدو كارثيا عند تطبيق الأمر دفاعيا .. بوسكتس بات شبحا للاعب كان قادرا علي حماية وسط الملعب مع ضغط متميز في الخط الهجومي .. ونتيجة لعدم قدرة سيرجي سيقوم روبرتو بمحاولة التغطية فينكشف الجانب الأيمن فيضطر رافينها للعودة للخلف ..صورة 2

في نفس الهجمة ..الكل يحاول اللحاق بالكرة فيتناسي الفريق أهم نقطة ( التنظيم الدفاعي ) وبالتالي غير مستغرب أن تري ربعا خاليا علي حدود منطقة الجزاء ..صورة 3

اللاعبين أنفسهم لا يعرفون هل عليهم التراجع أم الضغط .. الفكرة في ثلاثي الدفاع أن تقوم بمراقبة المهاجمين كظلهم مع ركض ثنائي الإرتكاز كالضباع .( كانتي وماتيش في تشيلسي مثلا ) ولكن إنريكي إعتمد علي بوسكتس نظريا وفعليا علي ثلاثي ( روبرتو وإنيستا بجوار بوسكتس ) ولكن أين التنظيم ..صورة 4

ليست مشكلة أن تقوم بنقل الملعب من جهة لاخري فأنت تبحث دائما عن المساحة التي لا يشغلها اللاعبين كي تحقق تمريرة مؤثرة وصحيحة .. لكن أن تكون المساحة في قلب منطقة الجزاء أيضا فذلك خلل واضح ..صورة 5 و6

نعود مرة أخري لفكرة الpositional play  أو بالأدق تعريفها ( نحن نبحث عن رجل حر في مساحة خالية –تمرير قصير ثم طويل ) .. اتليتكو طبقها الفكرة دون تغيير وضع اللاعبين أو الshifting  .. صورة 7 و 8

نيجويز أرسل الكرة لجريزمان .. وتحرك جاميرو من طرف الملعب للعمق وتحرك كوكي نحو طرف الملعب وتسلم الكرة من جريزمان one –three ثم أرسل one-three ثانية مع كاراسكو ثم جريزمان لولا تدخل تير شتيجن .( لعبة كان يقدمها جوانزو إيفر جراند أمام الأهلي في كأس العالم للاندية ).

سيطرة تامة علي وسط الملعب من قبل سيميوني أمام عجز تام لإنريكي الذي أجهذ علي إنيستا ( تحديدا ) بإعطائه دورا لا يتناسب مع إمكانياته البدنية ..برشلونة كاد يخرج من المباراة تماما لولا تدخل ميسي كالعادة .

إومتيتي لم يكن قادرا علي بناء الهجمة ففقدت أساسيات الهجوم إلا لو تراجع أتيلتكو عند منتصف ملعبه .. ووسط برشلونة لم يقدم لضغط العكسي السريع لإستعادة الكرة فجعلت بوسكتس خارج إطار اللعبة ومن ثم أنت بت أمام خيارين كلاهما مر.

الأول أن تحاول أولا إيقاف الكرة فتتكشف مساحات أكبر وأكبر خلفك ..أو أنك تذهب للمكان الصحيح فيذهب المنافس ومعه الكرة تجاه المرمي .. وبالطبع مستحيل أن تفعل الإثنين معا خصوصا إذا كان المنافس يعتمد بالأساس علي إرسال كرات طويلة عند أطراف الملعب وهنا يتضح أن إنريكي قدم نظرية دون تطبيق ..فقد إعتمد علي الفكرة ولم يضع في حسبانه أنها لا تناسب من يتواجدون علي أرض الملعب وأن سهولة ضربها متاحة جدا لفريق مثل أتليتكو.

أخيرا .. أقدام اللاعبين أحيانا ما تنقذ الفريق من خطايا عقول المدربين

للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن