جميع المباريات

إعلان

لحظة قراءة.. عبد الحليم حافظ يعكس صورة جوزيه مع الأهلي

حليم ، عبد الحليم

صورة ارشيفية

الأحداث تمر على الجميع بصورة واحدة وألوان متشابهة، قليلون فقط يملكون القدرة على إيقافها وتقطيعها لأجزاء صغيرة في فترة قصيرة، وإعادة قرائتها في محاولة لفهم أعمق وأدق، بدلاً من الاكتفاء بمجرد مشاهدة عابرة، "لحظة قراءة" هي محاولة لتطبيق هذه النظرية في الملعب.

1943

بناية مُبهرة مثل العاصمة الملكية التي شوهتها السنين، تحتضن بداخلها عبد الحليم علي شبانة الذي يقضي نوباته في محاولات مُضنية للنفخ في آلته الخشبية "أوبوا" أملاً أن يُسمِع نغماً جميلاً لكن دون جدوى.

في 1948 وبعد خمس سنوات تخرج عبد الحليم وأهدر أعواماً أخرى في تدريس الموسيقى في الأقاليم حتى عاد للقاهرة، في نفس الفترة كان كمال الطويل دارساً في قسم الغناء بمعهد الموسيقى محاولاً اقتناص مكانة بين الأصوات المسموعة في المملكة المصرية.

الأيام التي بدلت كل شيء في مصر وحولتها من ملكية إلى جمهورية بدّلت أيضاً مقاعد عبد الحليم والطويل، فأصبح هناك علامة بارزة في التلحين اسمها كمال الطويل، وبات لمصر عندليب أسمر صار غموساً للعشق والغرام صوته يخترق الحدود واصلاً إلى أبعد مدى مُحدثاً أقوى تأثير.

رحلة طويلة تحتاج أياماً للسرد عاشها العندليب مع صديقه الطويل بعد أن تبادلا الأدوار، ولم تكتب بعدها الصحافة التي كانت فِعلاً ذات سُلطة أن عبد الحليم فشل عندما كان مُلحناً ومدرساً للموسيقى وعازفاً على الأبوا ولم ينجح إلا في الغناء، لم يُكتب شيئاً عن فشل كمال الطويل في تحقيق حلم العُمر بأن يصبح صوتاً .مسموعاً بين المُطربين

2017

على مقربة من نهر جواديانا أصاب مانويل جوزيه شيئاً فتخلى عن جنونه وشطحاته وجلس في روَّية يُقلب مافي طويته ويتذكر ما مر عليه خلال 34 سنة، منذ أن قرر العمل مدرباً وحتى لحظة الإصابة بما أصابه، ثم اتجه إلى المرآب ليقود سيارته متجهاً إلى موعد المُقابلة الأخيرة.

صحفي جريدة "أبولا" لا يعرف الغيب، لم يدرى بما حدث لمانويل قبل أن يقابله فلم يتوقع الخبر الذي سيمنحه إياه ليجعل من مقابلته هذه شهرة وتاريخ ربما لم يكن يحلم به.

وصل جوزيه وبدأ المقابلة ثم أخبر الصحفي البرتغالي بأنه سيكتب نبأ اعتزاله مهنة التدريب، وصل الخبر بسرعة الضوء إلى مصر، الأرض التي رعت موهبة مانويل وكانت البيئة الخصبة لتحويله من مدرب صغير إلى أسطورة.

وهنا بدأت قلة معروفة في مهاجمة أسطورة الأهلي، الصحافة التي فقدت سُلطتها وأصبحت مثل خيط دخان والإعلام الذي فقد قدرته على التأثير بالتضليل قالوا عنه مُدرب فاشل، لم يعرف النجاح سوى في مصر، وما دون ذلك كان نموذجاً للخسارة.

لماذا يكرهون جوزيه؟

قراءة شخصية مانويل جوزيه ستحمل إجابة على هذا السؤال، الأناس أصحاب الشخصية القوية العنيدة الواثقة لا يلقون قبولاً من الذين لا يمتلكون مثلها، بل أنهم يواجَهون دائماً بانتقادات وهجوم في محاولة للتكسير والتقليل لكن قلّما تنجح محاولاتهم.

ستجد دائماً من يهاجمونه لم يحققوا نجاحات مثله، سواء كانوا مدربين أو صحفيين أو إعلاميين أو لاعبين سابقين، جميعهم يرونه في صورة المغرور المتعجرف الذي يصنع هالته بلسانه وتُعمى أعينهم عن إنجازاته اختياراً.

هل فشل خارج الأهلي؟

بقراءة سريعة لتاريخ جوزيه خارج الأهلي سنجد أنه لم يفز سوى ببطولتين فقط مع بوافيستا في بداية التسعينيات عندما حقق كأس البرتغال وكأس السوبر البرتغالي، لكنه حقق نتائج جيدة كثيراً وتأهل مع الفرق البرتغالية التي دربها لبطولات أوروبية، وفاز بدوري الدرجة الثانية ليؤهل فريقه إسبينهو للدرجة الأولى ويحقق معه مركز سابع تاريخي غير مسبوق.
 
ومع أنجولا وصل إلى ربع نهائي أمم أفريقيا لكنه لم يخض سوى 4 مباريات فقط مع فريق البلد التي تتحدث نفس لغته، في اتحاد جدة وإيران له تجارب غير مكتملة، لكنها لم تكتمل لسوء النتائج وتحقيق عدد من الهزائم والتعادلات.

لكن هل يعتبر عدم تكرار نجاحه مع الأهلي في الأندية الأخرى أمر يُعيبه لدرجة المُعايرة من بعض المتحدثين في الإعلام المصري؟ أم أن هذا يعتبر ميزة نظراً لتوافقه ونجاحه مع أكبر نظام إداري ناجح في مصر؟ ربما لم تتوافق شخصيته مع الإدارات الأخرى التي عمل معها ولم يحصل على نفس المساعدة التي حصل عليها من حسن حمدي والخطيب وعدلي القيعي وخالد مرتجي وأعضاء المجلس الأحمر.

ربما بعث الله مانويل جوزيه بصفات وسمات لا يمكن أن تتوافق إلا مع إدارة الأهلي التي حكمتها المبادئ والقانون الذي يقطع كالسيف دون تفرقة، ربما لم يجد مانويل هذا في إيران أو السعودية.

مثلما نجح عبد الحليم كمطرب حتى غدا عظيماً رغم أنه لم ينجح كعازف وملحن، نجح مانويل جوزيه مع إدارة الأهلي النجاح الأسطوري الذي لم يحققه في أي مكان أخر حتى في بلاده، وذلك بسبب أن كلاهما وُجد في المكان الصحيح الذي يناسبه.

إقرأ أيضاً..
لحظة قراءة.. 87 عام للوراء تكشف قصة "تناسخ" جوارديولا

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن