عقل المباراة بالصور: لماذا تفوق لاعبو سموحة ؟ وسر فلسفة مؤمن التي يتحدث عنها

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

الان عادت كرة الزمالك الجميلة ..عبارة قالها إسماعيل يوسف بعد فوز الزمالك علي المقاولون إبان تولي محمد حلمي الإدارة الفنية للفريق ..صحيح أن تسجيل الأهداف داخل الشبكة يعطي إحساسا للبعض أن الكرة المقدمة هي كرة جميلة وينخدع البعض في رؤية ذلك ويتم التغاضي عن أسلوب اللعب وبناء الهجمات وإدارة الأوراق .

لايمكن إنكار أن كيفية إدارة الفريق وشئونه بالتدخل والإعلان المبكر عن رحيل محمد حلمي قد جعل المدير الفني يفقد السيطرة علي الفريق أو بمعني أدق لم يعد اللاعبين يستمعون للتعليمات الفنية ( هذا إن كانت موجودة بالفعل ) 

حلمي يعتمد علي 4-2-3-1 بتواجد معروف يوسف بجوار طارق حامد وهو أمر يثير كل علامات الإستفهام في ظل تواجد لاعبين مثل أحمد توفيق ودونجا وريكو وحتي إبراهيم صلاح .. أمام المقاصة بعد التأخر ولدت  فكرة 4-1-4-1 وبدأ بنفس الخطة أمام أولينزي وقتها في هذه الزاوية قدمنا بعض الأفكار الواجبة لإستمرار الزمالك  حتي لا تصبح المباراة  ذكري في أذهان المشاهدين .. حلمي عاد ليلعب 4-2-3-1 ولكنه لم يتدخل حتي نهاية الشوط الأول بالادق لم يتدخل في فترة التوقف .

مؤمن سليمان مدرب سموحة كان مدربا للفريق الأبيض وهناك من إختلف عليه ومن إتفق معه وهذا طبيعي في عالم كرة القدم .سليمان دائما ما يقدم نفسه صاحب فلسفة خاصة وكي يستطيع أن يجعل لاعبيه أن ينفذوا تعليماته عليهم أن يقتنعوا به كمدرب ( وهذا ما وضح أمس )

في برنامج العين الثالثة ظهر مؤمن سليمان ليتحدث عن تدريب بدني عالي للفريق بسبب أنهم لم يتدربوا جيدا في كينيا ..الشق البدني ظهر بوضوح أمس في قدرات لاعبي سموحة الأكثر تحررا ووصولا للكرة ..هل فعل حلمي ذلك ؟ ربما ولكن المؤكد أن أثر هذا التدريب لم يظهر أمس المدير الفني لسموحة إعتمد علي 4-1-2-2-1 وكما إعتاد من قبل يلعب كل اللاعبين بشكل COMPACT  ولكن الأهم في وجهة نظري أن هناك تعليمات واضحة يتم تنفيذها حتي لا تظهر نقاط ضعف الفريق ( الضغط في أطراف الملعب )

فريق يستطيع توجيه المنافس إلي ما لايريده ويكون مستعدا لإستقبال الكرات ..ضغط بشكل عال جدا مع تكثيف الرقابة علي طارق حامد لمنعه من صناعة اللعب ..ال COMPACT ليس عرضيا فقط بين خطوط الفريق ولكنه أيضا طولي من خلال أجناب الفريق التي تنتقل للعمق 

إنكماش الجبهات والتواجد في العمق أكثر يعني تواجد مساحات بالقرب من خطوط التماس وهي فرصة لظهيري الجنب لإستلام تلك الكرات ولكن سموحة كان يقوم بالضغط بشكل قوي جدا علي من يرسل الكرة كي لا تذهب أي كرة بشكل سهل في الجانب الخالي من اللاعبين 

في مباراة الاهلي والزمالك في كاس مصر حاول مؤمن سليمان الضغط علي حسام غالي كي يمنع الفريق من بناء الهجمة ..أمس مع سموحة ضغط بقوة علي طارق حامد ( عقل الفريق ) ولم يعطي فرصة أيضا لقلبي الدفاع كي يرسلا كرات طويلة سليمة ..شاهد الصور التالية :

 

الحل كان في أن يتسلم ايمن حفني الكرات من منتصف ملعبه أو بالادق من ثلث ملعبه وهذا يعني أن الفريق سيفقد جزءا كبيرا من قوته الهجومية أو أن يتراجع حفني ويتم إرسال كرات طويلة لظهيري الجنب ..هل تعرف ما هو المتوقع في مثل هذه الحالة ؟

لا شعوريا مع إرسال كرات طويلة سيندفع لاعبي الزمالك لاستلام الكرات الثانية ولكن ركض لاعبي الزمالك من منطقة الهجوم للدفاع لإخراج الكرة ثم التحول من وسط ملعبهم لوسط ملعب سموحة لإستلام الكرة الثانية ..نعم هنا يظهر عمل المدرب بدنيا في إعداد لاعبيه 

كيف جاء هدف سموحة الأول ؟ كرة طويلة لجأ إليها دفاع الزمالك في ظل تواجد 8 لاعبين من الفريق في وسط ملعبه ثم تمريرة أخري طويلة لعمق منطقة الجزاء بلا مبالاة شديدة ..إندفاع من لاعبي الزمالك ..تظهر المساحات وهنا تأتي الجمل التي يتم التدريب عليها ..شاهد الصور :

هدف أحمد حسن مكي شديد الشبه بهدف ستانلي في الوداد في المغرب إستغلال لقدرات لاعب سريع يدخل منطقة الجزاء والإستغناء عن لاعب مثل رؤوف تماما مثلما حدث مع باسم مرسي في نفس المباراة ..ليس هذا فقط 

تسديدة مانجا في الهدف الثاني لم تكن التسديدة الأولي له في اللقاء .. إهتمام مؤمن سليمان بأن يقوم لاعبي الإرتكاز بالتسديد من خارج منطقة الجزاء كان أمرا يحدث أيضا في الزمالك والدليل هدف طارق حامد أمام إنبي في الدور الأول ..هل كل ذك مصادفة ؟

بالطبع لا .. فلكي يتيح مؤمن الفرصة لمانجا ليقوم بالتسديد عليه بأن يجعل إسلام سري بالتحرك يمينا لسحب معروف يوسف للخارج  .. يتحرك تمساح لسحب طارق حامد معه أيضا لعمق منطقة الجزاء وبالتالي يأتي دور مانجا في التسديد 

خروج تمساح واحمد حسن مكي ..ربما يبدو التغييرين غريبا بعض الشىء ولكن الهدف الرئيسي لسليمان أن يجعل لاعبي الزمالك مستمرين في إرسال الكرات الطويلة من الخلف وهذا يستلزم تغيير لاعبي الهجوم بأخرين ..لذلك لم يكن غريبا أن يستمر ضغط لاعبي سموحة علي جنش في الخمس دقائق الاخيرة من المباراة 

في المقابل كان تدخل حلمي في إدخال المزيد من أصحاب القدرات الهجومية ..ولكن متي يقاس اللعب الهجومي بالمهاجمين فقط ؟ الزمالك كان يحتاج أولا لمن يعاون طارق حامد في بناء الهجمة من الخلف وتلك كانت الأزمة التي لم ينتبه لها المديرالفني 

أخيرا .. نصف نجاح المدرب فيما يقول والنصف الأخر في مدي إيمان لاعبيه بما يقول  

للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك