جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: زيزو.. الرجل الذي يعلم ماذا يفعل  

زيدان

زيدان

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء .

سيرخيو أريد منك أن تتحدث إلي زيدان قل له أنه مطلوبا في universo valdano ( البرنامج المتلفز الشهير ) سنتحدث معه عن كرة القدم  .

الأمر لم يكن سهلا فزيزو يخوض معركة بعد أيام في نهائي دوري الأبطال ولكن سيرخيو المعد والصحفي في ماركا كان يعلم أن الأمر يتطلب شيئا مختلفا ..شىء يفاجىء به زين الدين زيدان شخصيا .

عند ردهة بالقرب من ملعب بيرنابيو إقترب سيرخيو من زيدان ليتحدث بثقة مبالغ فيها : ( سأسافر غدا لمارسيليا في الجنوب الفرنسي ) .. جوارديولا نفسه كان يتعلم منه في البدايات من الصعب أن أذهب لكرويف فالأمر سيكون كارثيا علي مستوي الجماهير والإدارة ولكن لا بأس فهناك مارسيللو بيلسا  " ديسمبر 2014 ".

زيزو عاقدا حاجبيه مع إبتسامة قاتلة تنتزع بعض الثقة من سيرخيو الشاب تماما مثلما إعتاد أن يؤثر علي المنافسين أثناء اللعب " ومن ينسي بانينكا " القاتلة في قلب بوفون تحت سماء برلين .

حاول سيرخيو أن يبدو متماسكا : سنيور زيدان أم أن تفضل أن أناديك ب " مسيو ".

لم ينبت زيزو ببنت شفة مستمرا في رسم إبتسامته وقد إزدادت لمعة عيناه الزرقاوتان ..هنا إنهار سيرخيو : أرجوك لا تنظر لي هكذا ..أنا  سيرخيو قادم إليك من برنامج universo valdano   وأنت بالطبع تعرف فالدانو هو يريدك في البرنامج ..أرجوك توقف عن هذه النظرة فأوصالي لم تعد تحتمل .

"ما قلته صحيحا " بالفعل ذهبت لبيلسا وهناك وجدت ماكيلليلي بالصدفة تعلمت منه الكثير ولكن وجود ماكيلليلي أعاد لي جزءا من ذكريات أحببتها وأخري أبغضها ( زيدان ينطق بأول كلماته ).

وبعدها بأربعة أشهر" مارس 2015 "  ذهبت لميونيخ لأتعلم أشياء أخري من جوارديولا .. كنت أعد نفسي لخلافة أنشيللوتي ولكن الإدارة كان لها رأيا أخر ( بينتيز ).

تنفس سيرخيو الصعداء عندما وجد إستجابة من زيدان : أشكرك سنيور يمكننا أن نحدد ميعادا بعد العودة من كارديف محتفظين بلقب البطولة .

زيدان : سأمنحك شيئا مختلفا ..شيئا لم أعطيه لفالدانو .

سيرخيو مبتسما بتوتر : إن كانت تلك النظرة فأنا مكتف .

زيدان متجاهلا رده : لقد ساعدت أنشيللوتي ولكني وجدت أنني يجب أن أحمل الأفكار التي تكتب من أجلها كتب عن كرة القدم ثم أقدمها لهؤلاء الفتية بطريقتي في 2006 .

سيرخيو : عذرا لا أفهم .

زيدان : كان من المستحيل علي البعض فهم ماذا أفعل ..فهم يريدون أن يروا الريال نسخة من  المتعة برشلونة أو إنهم يمتازون بالقوة مثل اليوفي أو السرعة مثل البايرن  ولكني أخترت لهم طريقا أخر ( الذكاء ) .

هل تعلم كيف سيلعب أليجري ؟ سأل زيدان سيرخيو ولم ينتظر الإجابة بل أجاب بنفسه .

أعلم كيف يفكر جيدا ..هو يظن أنني سأدخل المباراة مندفعا وسيلعب بثلاثي في الخلف ..سيحاول أن يستغل حماسة الإعلام في أنفس اللاعبين ورغبتهم في تتويج بوفون بالبطولة ليرفع كل الكئوس ولا أعلم هل رفع بوفون  من قبل لقب اليورو .

أنظر للاعبين بنفسك ..هم في كامل لياقتهم وإكتسبوا شيئا هاما لعبت به في كأس العالم 2006 كنت في أكثر مراحل حياتي وعيا بالملعب وكأن قدمي تعرف كم ترتفع نجيلة الأرض في كل شبر منه ..لقد درس عقلي تحركات زملائي والمنافسين ..أعلم متي أمرر بسرعة ومتي أقف .

سيرخيو منبهرا : نعم .الأن فقط أحاول فهم ما يحدث في الريال ..إننا نتغلب علي الجميع بالذكاء .

زيدان : ليس هذا فقط ولكننا أعدنا الأمور لنصابها .. حتي مع عودة ألونسو لم يكن الدفاع في خط الوسط قويا ..كنا شرسين ولكننا لم نكن بالقدر الكاف ..هذا البرازيلي ( يقصد كاسميرو ) أعاد الإتزان للفريق مثلما كنا عليه وقت ماكيلليلي وتلك الإصابة جعلتني أعود للماسة .

سيرخيو متعجبا : ماسة ! ..أية ماسة .

زيدان : 4-1-2-1-2 .. الطريقة التي كنا نلعب بها في التسعينيات ..لذلك سيحاول إيلليجري أن يلعب ب 3-4-3 من أجل الضغط علي الفريق مبكرا ولكن لقد دربت اللاعبين علي شيئا هاما ..كلما إنتظرت أكثر كلما كان الصيد ثمينا .

سيضغطون مبكرا وهذا سيجعل الفريق ينعم بمساحات خلف خضيرة وبيانتش هنا وهنا ..سيتحرك رونالدو علي كيلليني وبنزيمة تجاه بارزالي ويتجه إيسكو أو مودريتش أو كروس بإتجاه بونوتشي .

فريقي يمتلك راحة أكبر ولا مجال لإجهاض الهجمة بسبب تصرف فردي ..سيصعد كاربخال ومارسيللو في الوقت المناسب ومعهما ستلعب الكرات علي الأرض أو بإرتفاع متوسط وسنضرب يوفنتوس .

حماستهم وإندفاعهم ستقلل من قدرتهم العقلية سيحاولون التسجيل أولا ثم يلجأون للدفاع ولكنهم لن يروا المرمي في الشوط الثاني  .

سيرخيو وهو معقود اللسان : لا أعلم هل هذا ما سيحدث حقا و..

قاطعه زيدان بصرامة وهو يشد يده إليه : أنا أعلم ماذا أفعل .

إنصرف زيدان وكأنما كان شبحا وظل سيرخيو فاغرا فاه لا يستطيع السيطرة علي مشاعره ولا علي أفكاره فهو رأي شخصا أخر مختلفا عما كان يظن ..رجلا يبدو وكأنه ليس حقيقيا .

عاد سيرخيو مشدوها بما حدث كلما تذكر ذلك الحديث وتوترت كل خصال جسده وهو يشاهد النهائي المنتظر ليس بسبب فوز الريال برباعية ولكنه كان كالمجنون بين زملائه عند رؤية الهدف الأول .

سيرخيو صارخا : نعم ..لقد قال هذا ..سيندفع الإيطاليون وسننعم بالمساحات .

ثم عاد مرة أخري ليصرخ في كرة مارسيللو متوسطة الإرتفاع والتي تخطت الجميع لرونالدو المتمركز خلف كيلليني .

قبل أن يضرب بيده علي المنضدة أثناء تسجيل رونالدو للهدف الثالث قائلا : لقد  نجحت يا زيزو تلك المرة ..لقد نجحت ..قبل أن تنتقل الكاميرات لرؤية رد فعل زيدان الصارم ليضع سيرخيو يده فوق فمه وكأنما كانت النظرة موجهة من زيزو له شخصيا .

 ثم هدفا رابعا يجرح به ليس كبرياء الإيطالين فقط وإنما يجرح به كل من إتهمه بالصدفة والحظ ودور التحكيم فها هو يدمي قلب السيدة العجوز برباعية مذلة هي الأكبر في الوقت الأصلي لأي نهائي أوربي منذ فوز الميلان علي برشلونة برباعية نظيفة .

وفي ظل فرحة الجميع بالفوز كان سيرخيو ينظر إلي صورة زيدان الذي لا يبدو عليه أية مظاهر مبالغ فيها من الفرحة بإعجازه في  الفوز باللقب والنجاح في الدفاع عنه في سبعة عشر شهرا فقط  .

سيرخيو محدثا زيدان عبر الشاشة : أنت لا تحتفل مثلنا لإنك كنت تعلم .

ثم دوت في أذنه كلمات زيزو قبل الإنصراف مباشرة : أنا أعلم ماذا أفعل .

للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن