جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة.. بالصور: منتخب كوبر.. الواقعية بين النظرية والتطبيق والإفلاس

كوبر

كوبر

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

إحنا بتوع الواقعية يا أخوانا مع الإعتذار لعادل إمام في فيلمه الشهير إحنا بتوع الأتوبيس عندما صرخ بأعلي صوته ( إحنا بتوع الأوتوبيس يا أخوانا ) لينفي عن نفسه أية تهم وأنه جاء في مجرد شجار حدث في الأوتوبيس ..نحن الأن في إنتظار صرخة من أصحاب نظرية الواقعية لينفوا عن هذا المنتخب فكرة الواقعية والتي يعاقب عليها قانون كرة القدم .

هل الأزمة إننا خسرنا بهدف خارج الديار ؟ لا ..هل الأزمة أننا لم يعد لدينا شكلا جيدا هجوميا ؟ لا .. الأزمة الكبري في إننا بهذه الطريقة سنتعرض لعدم الوصول للمونديال يكفي فقط أن نتعادل أمام أوغندا في كمبالا .. عودة كواسي إبياه للمنتخب الغاني وفوزه أمس بخماسية أمام اثيوبيا ( أثق في قدرة إبياه علي الفوز في المباريات الأربع المتبقية ووقتها سندخل في حسابات فارق الأهداف ).

هل تسمع دائما عن تلك الكلمة التي لا معني لها ؟ الواقعية .. أصحاب هذا المبدأ بين النظرية والتطبيق والإفلاس يدعون أن الواقعية أن تلعب قدر إمكانياتك وأن تهتم أولا بالدفاع ثم تبادر بخطف المنافس ..هل هذا ينطبق علي المنتخب المصري ؟ 

في وقت تمتلك فيه لاعبين ذو سرعات هائلة ومهارات جيدة علي أطراف الملعب تصر علي أن تجعلهم يبتعدون كثيرا عن حتي حدود منتصف الملعب أو حتي ما بعد منتصف الملعب بعشرة ياردات .. أجنحة المنتخب الهجومية باتت تلعب كأظهرة جنب ولهذا سبب يفسره الواقعيون .

بعد نهائي الكان الأخير قمنا بتقييم مرحلة هيكتور كوبر كيف بدأ وكيف إنتهي .. وكان الواقعيون يهتمون بالنتيجة فقط ..نعم مصر كانت تحتاج لنتائج جيدة في تلك البطولة بعد غياب وكان مقبولا أن تلعب بشكل متوازن أو متحفظ ولكن مع مرور الوقت وللإصابات بات الفريق غير قادرا سوي علي الإرتكاز أمام مناطق جزائه بدون أدني تدخل .

أمام الكاميرون قام بروس بتبديل مكان باسوجوج مع موكاندجو وعجز كوبر عن التدخل بأي تبديل داخل الملعب ، أمس أمام تونس التي تلعب مثلنا دون رأس حربة صريح قام نبيل معلول بتغيير مكاني طه ياسين الخنيسي وفخرالدين بن يوسف ليتحول الأخير إلي جناح أيمن يساند رامي البدوي ويوقف تقدم عبدالشافي بعد ( ظهور نادر للمنتخب المصري في الشوط الأول في مناطق تونس ) .

يبدو أن كوبر لا يجيد تبديل أوراقه داخل الملعب الأدهي أنه لا يمكن إستخدام كهربا كما تستخدم مروان محسن أو باسم أو عمرو جمال أو أي رأس حربة تقليدي فمن الضروري أن يلعب كهربا كجناح زائد أو يتحرك في المساحة بين رامي البدوي وياسين مرياح ويتسلم الكرات وهو مواجها للمرمي .. أو يتحرك كهربا خلف علي معلول الذي جعل صلاح يتراجع ( وهذا الأمر المهم لدي الواقعين أن يتم تغطية مساحات الملعب كاملة حتي حدود منطقة الجزاء ) بكافة اللاعبين كل في مركزه ضاربين بعرض الحائط مكمن نقاط القوة لديك .

لماذا لا نظهر بشكل هجومي ؟ لإننا لا نعرف كيفية التحول من الدفاع للهجوم .. فالمنتخب المصري عندما يستحوذ علي الكرة حتي قرب مناطقه الدفاعية لا يستطيع الخروج بالكرة  أولا ولا يتحرك أطرافه الدفاعية للأمام بدون كرة ثانيا ولا يتم مساندة الأطراف الدفاعية لنظرائها الهجومية إلا بعد أن يتراجع كامل الفريق المنافس فيظهر فتحي وعبدالشافي بالقرب من قوس منطقة الجزاء فيما كان معلول يدخل إلي قلب منطقة الجزاء لمصر ويتحرك يوسف لمساكني للعمق ..رغم أنه تبادل بديهي إلا أنه لا يظهر في مصر ( وبسرعة ).

لا أعرف علي وجه الدقة كيف يمكن لفريق يتدرب ستة وسبعة من مهاجميه أمام ثلاثة من المدافعين ويفشل المهاجمين في التسجيل بحسب تصريحات أسامة نبيه مدرب المنتخب ! .. لماذا لا يظهر ذلك في أية مباراة للمنتخب المصري ؟

هل تعرف روميل ثعلب الصحراء ؟ في كرة القدم يجب أن تسيطر علي منافسك ذهنيا ( هذا معروف )  ولكن الخطر الأكبر أن تظن أنك تسيطر عليه وانت من يتم السيطرة عليك حرفيا .

لن اتحدث في جزئيات أو أرقام خطط أو حتي إشراك لاعبين محل آخرين ليست هي الأزمة فأي لاعب كان سينضم كان سيلعب بنفس الطريقة وبنفس الأفكار لنذهب فورا إليها .

لاعبي مصر يتحركون يمينا ويسارا من أجل إغلاق منافذ التمرير ويتقهقرون ولا يتدخلون فقط تتم المناوشة من النني ثم يعود مرة أخري للخلف محذرا زملائه بالإشارة من اللاعب المتحرك بدون كرة ( رائع .هذا هو الجزء الذي تظن أنك مسيطر علي منافسك ذهنيا وتقرأ افكاره ) ..الخدعة هنا وأنت تفكر في أن توقف اللاعب بدون كرة تجد من يمتلك الكرة هو من يصنع الخطورة بتمريرة غير متوقعة أو تسديدة تصطدم بالدفاع . صورة 1

أو أن ينضم ظهير الجنب إلي قلب الدفاع حتي لا يترك مساحة بينهما فيعطي مساحة للجناح بأن ينضم للعمق ويتحول إلي رأس حربة متحرك يتسلم الكرة بهدوء خلف ظهير الجنب الذي تحول لقلب دفاع ثالث ..صورة 2

رغم أن مصر لا تبذل مجهودا كبيرا في الركض بطول الملعب إلا أن الركض بشكل بسيط فقط عدة ياردات اغلب أوقات المباراة يؤثر علي الجزء الأسفل من ربلة الساق  لذلك يظهر حمل زائد علي المنتخب المصري بدنيا في الثلث الأخير من الشوط الثاني للمباريات .

لماذا ظهرت تونس معلول رائعة في المباراة ؟ يوسف المساكني تحرر في العمق ونبيل معلول أعطي حرية لعلي معلول في الهجوم رغم أنه يواجه محمد صلاح ( ضربة قاصمة لنظرية الواقعية ) بعدم  صعود ظهير الجبهة خوفا من المرتدات ، إضافة إلي تواجد لاعب بقدرات فرجاني ساسي في الوسط ..هل مصر لا تمتلك مثل هؤلاء اللاعبين ؟ 

لو لجأنا للفانتازيا ودرب نبيل معلول المنتخب المصري وكوبر المدرب التونسي ستجد افكار كوبر تطغي علي أداء المنتخب وستجد المساكني متراجعا للدفاع أمام معلول وستجد شعلالي وامين بن عمر يركضا في وسط الملعب بدون إستخلاص ، في المقابل ستجد صلاح يتحرر وفتحي ينطلق والنني يبدع مع نبيل معلول 

مشكلة مصر الحقيقة الأن في إستمرار كوبر في تنفيذ أفكاره دون اي تطوير ليست الأزمة في إنخفاض مستوي لاعب أو مستوي عدة لاعبين ، اللاعبين يؤدون ما هو مطلوب منهم من قبل المدرب ومن يحاول أن يبتكر يكون مصيره الطرد من صفوف الفريق .

أخيرا .. أكبر خدعة أن تظن أنك مسيطر وأنت تخضع للسيطرة .

لمعرفة كيف يتطور المنتخب المصري شاهد  تحليل كوبر كيف بدأ وكيف إنتهي إضغط هنا 

 

للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن