جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: واستيقظ الأهلي علي كابوس السيدة العجوز

الاهلي والوداد

صورة ارشيفية - الأهلي والوداد

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

(الأهداف جاءت من أخطاء فردية ومن أخطاء تحكيمية ) حسام البدري ردا علي نتيجة اللقاء.

ربما يبدو ذلك صحيحا ولكن ما قبل الأهداف وما بعدها هو الأمر الذي لم يتحدث عنه المدير الفني للأهلي فالأمور باتت واضحة في المؤتمرات الصحفية عند الفوز تظهر مقولة ( أهم شىء الثلاثة نقاط ) وعند الهزيمة ( الأهداف جاءت من أخطاء فردية ) ولا أحد يتحدث عن الأداء.

الدفاع ليس عيبا ولكنه وحده يصبح عبئا، الإرتكان إلي النتائج السابقة فقط تؤدي إلي سقوط ( ليس فقط الهزيمة ) ولكن قدراتك في أرض الملعب والتي تجعل من المنافس يفكر كثيرا في إيقاف مكمن خطورتك والتي تستهلك حتما جزء أكبر من طاقات المدرب أولا ثم اللاعبين لإنهم سيقوموا بأدوار هجومية ودفاعية
في إحدي الإستوديوهات التحليلية قلت نصا أن كرة القدم مثل ( الموضة ) يلجأ البعض أحيانا إلي الدفاع عندما يكون صوت الدفاع هو الأعلي في العالم أو الهجوم عندما يكون الهجوم هو عنوان كرة القدم علي كوكب الأرض ، وحسام البدري يميل أكثر إلي التحفظ خارج الأرض ولكن التحفظ بالتكرار يفقد الفريق ( عقله ) في كيفية الهجوم.

رائع جدا أن تجعل المنافس لا يري مرمي شريف إكرامي طيلة 45 دقيقة ولكنك إن رأيت فقط تلك الصورة فإعلم أنك مخطىء ، فالأهلي أيضا لم يري مرمي زهير لعروبي..أنت تؤدي نصف المهمة فقط.

عموما رغم الغيابات حاول قدر الإمكان في إستغلال تراجع لاعبي الأهلي بصورة غريبة إلي نصف ملعبه (تكرارا لما حدث للمنتخب المصري أمام تونس) وكأن كرة القدم توقفت عند حالة الدفاع فقط.. الأهلي لم يحاول قط بشكل جماعي أن يظهر شكلا هجوميا ولم يستغل البدري الحالة الرائعة التي ظهر عليها أجايي.

يقول الفيلسوف الإنجليزي جون لوك (إنه أسهل بالنسبة للمدرس أن يأمر من أن يعلم).. وإلي ألبير كامو الذي يقول (من تنقصهم الشجاعة يجدون دائما  فلسفة يفسرون بها ذلك).. هل الأمر له علاقة بما نراه في الكرة المصرية وتحديدا في المنتخب المصري والأهلي؟.

في الجزء الأول المدير الفني يأمر اللاعبين بالدفاع لايعلمهم ذلك والدليل تراص 10 لاعبين في الخلف (ذلك ليس دفاعا) ..وعندما تفسر أن ذلك نقصا في الشجاعة ستجد دائما فلسفة تفسر ذلك مثل.. ( الدفاع يأتي بالبطولات ..أهم شىء الثلاثة نقاط، وهكذا).

عبدالله السعيد.. ليس مسئولا عن تراجع مستواه فاللاعب الذي قال كوبر نصا بأنه كان مرهقا للغاية ومع ذلك أشركه منذ البداية أمام تونس رغم أن إرهاقه كان واضحا وجليا منذ عدة مباريات وبسبب تغيير مركزه والذي بات جليا للأغلبية من مركز 10 إلي 9.5 في 4-4-1-1 مع تراجع الفريق والمنتخب بشكل واضح إلي ما قبل منتصف الملعب وبالتالي سهل جدا إحكام الرقابة علي المهاجم والمهاجم المتأخر من أي فريق.

حسام البدري قام ليس فقط بإشراك السعيد والذي بدي منهكا حتي في بداية المباراة ولكن قام بتبديل مركزه عدة مرات وظهر أكثر عدم قدرته علي الركض في الهدف الثاني بعد تواجده كإرتكاز ثاني بجوار عاشور.

البدري كرر ذلك في مباراة الذهاب ..قام بتبديل مركزي عبدالله ومؤمن زكريا ولم تنجح الفكرة وفي النهاية قام بإقحام حسام غالي ومعه جاء الهدف الثاني ولكن في المغرب قام بإقحام صالح جمعة بديلا لوليد سليمان ثم أخرج مؤمن زكريا والسولية ودخل عمرو جمال ونيدفيد!

في تحليل مباراة القاهرة قلت أخشي علي الأهلي من أن يستيقظ علي كابوس السيدة العجوز رغم الفوز بهدفين.. وهذا من المفترض أن يكون دور الجهاز الفني بأن يكتشف بدايات نقاط الضعف قبل أن يتحدث عنها القاصي والداني.. البدري الذي صنع اداء جيدا ومتوازنا في بداية الموسم وعلي مدار الدور الأول كاملا يفقد  الان رويدا أدواته الهجومية.

يمكننا التحدث عن الحالات الفنية إذا كان هناك خللا في منظومة اللعب تم إستغلالها من قبل المنافس ، أما أن تكون المنظومة أصلا منقوصة يصبح الأمر غير ذي جدوي فأنت في كل الأحوال تنفذ شقا دون أخر .

في مدريد عندما فاز رونالدو باليورو في 2016 لم يشركه زيدان في بداية الموسم وفي السوبر ورغم قيمة رونالدو الكبري إلا أن المدير الفني الذي يثق في أوراقه لا يخشي غياب نجم وعلي مدار الموسم قام بتقليل مشاركات نجمه حتي يجده في المناسبات الفارقة.. يمكننا أن نسقط ذلك علي فكرة غياب عبدالله السعيد.

بالتأكيد رونالدو ليس له بديل بنفس القدرات في الريال .. عبدالله أيضا له ما يميزه ، المدير الفني المتميز هو الذي يستطيع أن يستشرف المستقبل فلا يقوم بإهلاك لاعبيه حتي نهاية الموسم بدعوي عدم وجود له بديل (ماذا لو حدثت إصابة ؟).

عموتة وجد جيبور غائبا فاشرك أونداما (المتحرك والغير متمركز في منطقة الجزاء).. مدرب الوداد وجد دفاعات الأهلي منظكة فلجأ للحصول علي أخطاء حول منطقة الجزاء ( فشل في إستغلالها ).. فقام لاعبيه بإرسال كرات مقوسة متوسطة القوة والإرتفاع في إتجاه المرمي لتظهر معها ميزة أونداما في التحرك نحو الكرة لا إستقبالها.

إسماعيل الحداد أفضل لاعبي الفريق لم يكن موجودا بشكل أساسي وامين العطوشي أصيب في المباراة فضلا عن غياب جيبور والنقاش ..أنت تتحدث عن رباعي أساسي ومع ذلك إستطاع الوداد أن يفوز بالمباراة بسهولة.

هل الوداد قويا ؟ الوداد فريق جيد ولكن يمكن هزيمته بشىء من التوازن الدفاعي والهجومي.. ليس صعبا في التغلب عليه ولكنك أفقدت فرصتك في الفوز عندما لجأت للدفاع المطلق في وقت كان الوداد يندفع بكل خطوطه نحو الهجوم.

أخيرا.. كرة القدم الهجومية ستعود إلي الأهلي والمنتخب المصري ولكن أخشي أن تعود في الوقت الضائع ووقتها لن يجد (من تنقصهم الشجاعة الفلسفة التي  يفسرون بها ذلك ).

لقراءة تحليل حتي لا يستيقظ الأهلي علي كابوس السيدة العجوز.. إضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن