جميع المباريات

إعلان

متعب بين مطرقة "التهميش" وسندان "التاريخ" 

علي البهجي

علي البهجي

استفق يا متعب، الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم، المؤيدين ينفضون عنك مع كل سقطة او ذنب تقترفه، لم تعد أنت الفتى المدلل لدى الجماهير، رصيدك ربما ينفذ يوما ما، فاستفق قبل فوات الآوان، هنيئا لك ما حققت من إيرث نصبك نجما لسنوات، لكن تركتك التي جمعتها من شتى بقاع الأرض حاملا مهمة الدفاع عن نسر الكيان، باتت حملا ثقيلا مع كل عثرة تخطو بها قدماك.

حين تريد ان تعبث لا تشدو بخيالك نحو العبث بتاريخك، فداء العظمة يتبعه رحيل يا متعب، ليكن قدوتك في تلك الأيام نهج اسلافك من الذين خرجوا من الباب الكبير دون إثارة أي مشاكل، حفاظا على صورتهم التي رسموها في مخيلة الجماهير بعرق زرفوه لسنوات وتشبعت به الأراضي الخضراء في شتى البقاع.

ملك الـ 90 ربما تغيب عنك الأضواء لسنوات، لكن ستظل الفتي الملقب بمهاجم مصر الأول كما كان يحلو لجماهير ناديك مناداتك، عليك الاحتفاظ بماضيك والسعي من أجل وضعه في أجمل حُله، حتى لا يطوى في صفحات النسيان، فكم من كُثر رحلوا عنا لكن ظلت ذكراهم الطيبة عالقة في الأذهان والأفئدة، الم تسمع عنهم يا متعب، هم الخالدين بتصرفاتهم خارج الملعب قبل أهدافهم الحاسمة.

الأهداف وحدها لا تصنع مجدا يا أثر القلوب في سنوات الشهد الكروي للقلعة الحمراء، معدنك الذهبي الذي لا يصدأ ان وحدك القادر على إضفاء بريق له، حتى لا يعتليه التراب يوما ما بعد رحيلك.

لسنا هنا بصدد نصب المشنقة لعماد متعب، ولا سجنه أو حتى وضعه بين مطرقة التهميش وسندان التاريخ،  أو معاقبته من الأجهزة الفنية التي توالت على تدريبه في السنوات الأخيرة، فتاريخه الأغني بالدفاع عنه،  ولكن هناك حكمة تقول يا متعب "النجاح سلم لا تستطيع تسلقه ويداك في جيبك" أو بمعنى أدق أنه لا يمكن أن تعود مهاجم الفريق الأول وأنت لم تعد جاهزا، ولم تعد المرعب داخل منطقة الجزاء أو جلاء الحراس كما يلقبونك.

عليك الاحتفاظ بجملة "الذين يقاومون النار بالنار .. يحصلون عادة على الرماد" لا تكسب عداء الجميع في حربك، فالسهام التي تأتيك من كل جانب ربما يتصدى لها البعض نيابة عنك، لذلك فعليك اخماد النيران بمياة الصبر.

شهدت الأيام الأخيرة فصلا جديدا، في أزمة عماد متعب مع الأهلي، حين قرر الخروج عن صمته برفض استكمال عمليات الإحماء خلال لقاء الفيصلي الأردني ضمن الجولة الأولى من منافسات البطولة العربية، الذي انتهى بهزيمة الأحمر بهدف دون رد، حين قام جميع بدلاء الأهلي بإجراء عمليات الإحماء في الشوط الثاني، ليقرر بعدها أحمد أيوب المدرب العام الاستعانة بوليد أزارو المهاجم المغربي للمشاركة في اللقاء، الأمر الذي أغضب عماد متعب وتوجه لمقاعد البدلاء، رافضا استكمال عمليات الإحماء رغم طلب الجهاز الفني منه الانضمام لزملائه تحسبا للاستعانة به.

بطل المشهد يحاول تفسير ما حدث في واقعة رفضة استكمال الإحماء معللا السبب بأن  الحديث جاء عن طريق "عم حارث" عامل غرف خلع الملابس، وهو ما قابله المهاجم المخضرم بالتجاهل، لأنه ليس اختصاص العامل طلب الاحماء ، وهذه الأشياء تكون عن طريق أحد أفراد الجهاز الفني بما فيهم أخصائي التحميل في النادي أنيس الشعلالي ومحمد أبوالعلا مدرب الأحمال.

وبالعودة بعجلة الزمان قليلا فإن تلك الواقعة لمن تكن الأولى لمتعب مع الأهلي، فقبل عام رفض أيضا إجراء عمليات الإحماء أمام يانج أفريكانز التنزاني، حين كان المدرب الهولندي الكبير مارتن يول، مديرا فنيا للأهلي، المهاجم المخضرم رصدته عدسات الكاميرا خلال تلك المباراة، ليظهر وقتها محمد أبوالعلا أخصائي التأهيل بالأهلي محاولا إقناع عماد متعب إجراء عمليات الإحماء استعدادا للنزول لكنه رفض.

دافع متعب عن تصرفه وقتها بأن أبوالعلا هو من طالبه بإجراء عمليات الإحماء دون الحصول على إذن من الجهاز الفني والهولندي مارتن يول وقتها، رغم استحالة رواية متعب، حيثت أن أبو العلا لا يجرأ على طلب ذلك إلا بعد الحصول على اذن من مدرب الفريق.

ربما يرى الكثير أن متعب مظلوما في الواقعتين، وأن الجاني هو مدربيه ومجلس إدارة ناديه وهم من دفعوه للوصول لتلك الحالة، لكن هذه ليست الفيصل في الحديث، لم نرد بذلك المقال تصنيف متعب ظالم أو مظلموما ولكن حاولنا توجيه له النصيحه لاعادة دراسة الموقف من زاويه المحب لمتعب وليس من مكانه كلاعب يتعرض للظلم.

متعب ليس لاعبا عاديا، ولذلك فلابد أن تكون دائما ردة فعله على قدر كبير من العقلانية والثبات وبحجم لاعب محسوب على قوائم الأهلي التاريخين، لما يحمل من خبرة كبيرة اكتسبها على مدار سنوات لمعاملات مع عدد لا بأس به من المدربين سواء المصريين أو الأجانب.

متعب يواجه واحدة من أصعب فتراته الكروية، وبات أمام خيارين لا ثالث لهما إما الاعتزال في النادي الأهلي أو البحث عن نادي آخر لكي يثبت للجميع أنه قادر على العطاء، وعليهم حسم أمره دون الدخول في معاكر مع أحد تجعل صورته في أعين البعض مختلفة عن ذي قبل.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن