جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: كلوب يجبر بيب علي الاستسلام.. توقف عن ذكر الواقعية واحترام المنافس

كلوب وجوارديولا

كلوب وجوارديولا

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.

هل تسمع عن الpositional play ؟ نعم تلك العبارة التي ترتبط دائما في أذهان محبي الكرة العالمية.. إنها الخطر التي يجب التخلص منه أثناء مواجهة الفرق المتكتلة وليست الميزة كما يتخيل البعض باستحواذ تام علي الكرة دون خطورة فعليه.

قبل بداية المباراة ومع معرفة تشكيل السيتي كان الخيار الأمثل بالنسبة لي أن يلعب بيب جوارديولا بفيرناندينيو كظهير أيسر ويستمر علي 4-3-3 بشكلها المعروف ، بالطبع كان هناك مخاطرة في أن يلعب صلاح علي دينيو ولكن هل تعرف أن 3-4-3 الدياموند التي لعب بها جوارديولا أضرت به ؟ ليس الأمر كما جال بخاطرك الأن ..إذا كنت تريد أن تعرف أخطاء بيب وكيف استفاد منها يورجين كلوب لنكمل تلك الرحلة.

لا أحد يمتلك مصيره فمصيرك دائما مرتبط بخيارات الأخرين، عبارة كتبتها أمس قبل المباراة لآن المباراة يجب أن تدار بشكل مختلف في بعض الأوقات.

جوارديولا أراد 3-1-3-3 التي اختارها كثيرا لبرشلونة في بعض الأوقات وأيضا مع بايرن ميونيخ ، علميا تلك الطريقة تجهد اللاعبين إذا لم يسجلوا الهدف الأول والثاني، إذا ما استطاعوا تحقيق الهدف من المباراة وهو التفوق وكما عاني كرويف في بداية مشواره مع برشلونة في 1987 إفتقد بيب رأس الحربة (ليفاندوفسكي) بنفس الطول الذي يتيح له ميزة استغلال العرضيات أمام دفاع فيه فان دايك.

فيرناندينيو يلعب كإرتكاز متأخر وخلفه الثلاثي لابورتي واوتامندي وواكر، أثناء الدفاع يتحول دينيو إلي قلب دفاع بجوار أوتامندي ويلعب لابورت كظهير أيسر.. حسنا هل يبدو الأمر مثاليا أثناء الدفاع؟ السؤال الأوقع هل يبدو ذلك مثاليا أثناء الهجوم.

بيب هرب من فكرة الpositional play  بجعل دي بروين يتحول إلي false back أثناء بناء الهجمة جهة اليمين ..ذلك كان فعالا جدا خاصة مع خيارات يورجين كلوب بالضغط المتقدم انتظارا لكرة ثانية يتم الضغط فيها علي المستحوذ علي الكرة.

صلاح فيرمينيو ماني امام والكر اوتامندي لابورت يساندهم إيدرسون وإذا ما تواجد دينيو وسيلفا في خط الوسط يذهب إليهم فينالدوم وتشامبرلين.. يهرب دي بروين جهة اليمين ليتسلم الكرة ومن ثم يصبح خمسة لاعبين من لاعبي الريدز خارج اللعبة وتبدأ الفكرة الثانية.

ساني السريع وبيرناردو المتحكم في الكرة أمام روبرتسون وارنولد.. خيسوس بين قلبي الدفاع ، بقي فقط ميلنر من لاعبي الوسط أيهما يتجه إلي دي بروين الذي لديه الفرصة لبناء الهجمة أم نحو اللاعب الذي لم نذكره حتي اللحظة.. رحيم ستيرلنج.

تلك هي خدعة بيب جوارديولا، كان يحتاج إلي ذلك الضغط من يورجين كلوب كي تنجح فكرته في تفريغ مساحة هائلة في خط الوسط ، بيب قرأ جيدا أفكار كلوب قبل المباراة، صحيح أن هدف خيسوس يشوبه خطأ دي فان دايك ولكن أيضا هدف صلاح في الأنفيلد كان به شبه تسلل في بداية الهجمة، لن نتحدث عن التحكيم ولكن فقط الشيء بالشيء يذكر.

كلوب رغم الهدف المبكر الذي مني به مرماه إلا إنه أصر علي تطبيق الضغط العالي ، هو يعلم أن التراجع أمام سيتي سيكلفه الكثير ولكن رغم ذلك لم ينجح في جعل لاعبي جوارديولا يقومون بالتشتيت بل استمر دي بروين في بناء الهجمة واستمر ستيرلنج ك free man  في خط الوسط.

اكثر اللحظات التكتيكية تأثيرا في المباراة كانت في تحول كلوب إلي براجماتي واللعب ب 4-5-1.. ليس هذا فحسب ولكن ما جعل ذلك مؤثرا هو تواجد صلاح كرأس حربة، لا ليس ذلك فقط بل في تواجد ماني كجناح أيمن أمام أرنولد وفيرمينيو أمام روبرتسون وتفرغ الثلاثي (فينالدوم وميلنر وتشامبرلين) لغلق العمق تماما.. اختيار كان الأفضل في غلق أي مساحة امام بيب جوارديولا وجعل ال free man  بدون فائدة.. لحظة هناك ما هو أكثر تأثيرا.

هنا خسر بيب جوارديولا فيرناندينو كلاعب وسط حيث بات عليه التواجد بالقرب من صلاح مع أوتامندي وبات لابورت ظهيرا أيسر (دون فاعلية) أمام ماني الذي شكل ثلاثيا مع تشامبرلين وارنولد امام سيلفا وساني وبات علي الأخير استخدام مهارته الفردية للتوغل أو اللعب بشكل عرضي.

دي بروين بات لاعبا في الوسط ولكنه اصطدم بخطي الدفاع والوسط المتلاحمين وهنا اختفت ال half spaces بالأساس لم يكن هناك أي مساحة وبات علي الفريق استخدام إستراتيجية مختلفة وإعادة توزيع شكل الفريق هجوميا.

في المباراة التي عاد فيها جوارديولا أمام يوفنتوس قبل ثلاثة أعوام في اليانز أرينا كان الفضل فيها لاستغلال الكرات العرضية واستغلال خطأ أي لاعب من لاعبي الوسط والدفاع لأليجري ومن ثم لعب الكرة بشكل سريع في قلب منطقة الجزاء.. أي فريق لن يستطيع تحمل ضغطي اللعب الهوائي إضافة إلي الاختراقات والتمرير الأرضي حتما سيخطئ.

ثاني اللحظات المؤثرة في المباراة كانت في عدم احتساب الهدف الثاني لساني (وكأن الامر يعاد) مولر أهدر ركلة جزاء أمام اتليتكو كانت تمنح لبايرن التفوق في الموسم الثالث، اعتراض بيب أفقد الفريق قائده الذي كان من الممكن ان يقوم بأي تبديل في شكل الفريق إذا كان بالقرب من خطوط الملعب.

أهم ما ميز يورجين كلوب في استخدام 4-5-1 هو عدم الركون للدفاع بل استنزف قدرات لاعبي السيتي في التمرير العرضي الطويل ومحاولة الصعود بجدية للهجوم ومنها استطاع الفريق تسجيل الهدف الأول والثاني وقتل المباراة تماما مع مساعدة دائمة لاوتامندي بطل مباراتي الذهاب والعودة بأخطائه.

ما قدمه كلوب في 4-5-1 بعدم العودة تماما إلي الدفاع وعدم القناعة بأن الهزيمة بهدف او التعادل  ستجعله يتأهل ولكنه أراد أن يقدم مراحل كرة القدم كلها وعدم الخوف من المنافس حتي لو كان من يدربه بيب جوارديولا.

نعود إلي الفقرة الاولي ال positional play، هل تتخيل شكل الفريق إذا تبادل دينيو ولابورت المراكز.. ومع امتلاك السيتي للكرة سيعود دينيو إلي وسط الملعب جهة اليسار كإرتكاز وهمي أثناء امتلاك الكرة.. علي الأقل كان ذلك سيجلب ماني معه إلي العمق ويترك مساحة يتراجع فيها ساني ويذهب ورائه أرنولد فتظهر مساحة أخري لسيلفا ومعه رقيبه تشامبرلين.. ذلك كان الشكل الأمثل الذي كان يمكن أن يواجه به بيب جوارديولا يورجين كلوب بعدما قرر الأخير اللعب ب4-5-1.

نجح بيب جوارديولا في الشوط الأول بنسبة كبيرة وكان يجب علي لاعبيه تسجيل الهدف الثاني إستغلالا لعدم نجاح كلوب في تطبيق الضغط العالي  ومع إنتباه  كلوب وتدخله فشل بيب في تغيير أداء الفريق هجوميا، بالأساس مع طرد بيب من أرض الملعب خرج السيتي من البطولة حتي عندما كانت النتيجة تشير إلي 1/0.

أخيرا.. يورجين كلوب بنفسه قال أنه لم يقدم الأداء الأفضل للفريق وكان الفريق بحاجة للحظ حتي لا يستغل لاعبي السيتي فرصة تسجيل الهدف المبكر وتسجيل هدف ثاني وثالث وتمكنا من العودة للمباراة بعد فشلهم في تحقيق ذلك.
 
ملحوظة: لا يوجد ما يسمي في كرة القدم بالواقعية واحترام المنافس وإجبار المدرب علي تغيير أسلوبه حتي يعجب المشاهد، هناك علم لكرة القدم ومراحل يمر بها الدفاع والهجوم وتغييرات من داخل الملعب  وإعداد جيد للمباراة.. عليك دوما أن تضع ذلك إذا أردت أن تعرف تحليلا فنيا أما دون ذلك فهي إنطباعات شخصية ولو كان الفوز بدوري أبطال أوربا فقط هو المقياس لديك فدي ماتيو حقق البطولة فلتعتبره مدربا أنجح من فينجر ومارسيلو بيلسا وإريسكون وكونتي وكلوب واليجري وسيميوني  والقائمة تطول، هذا لا يعني أن بيب جوارديولا لا يخطىء ولكن عندما تتحدث عن الاخطاء يجب عليك أن تعرف ما هو الخطأ لا أن تتحدث عن بعض الكلمات التي تتواجد في المؤتمرات الصحفية أمام وسائل الإعلام أو يتفوه بها البعض في التحليل.

لمتابعة الكاتب عبر فيس بوك.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن