جميع المباريات

إعلان

صلاح يقتحم سباق الدراما الرمضانية.. كيف أصبح "ملكا" لإنجلترا؟

محمد صلاح

محمد صلاح أصبح ملكا متوجا في الأراضي الإنجليزية

وسط الكم الهائل للمسلسلات التي تُذاع عبر الشاشات التليفزيونية في شهر رمضان الكريم، يفرض المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي نفسه على الساحة الدرامية، مقتحمًا السباق الرمضاني بكتابة فصل جديد من روايته التي بدأ كتابة أحداثها منذ قرابة الخمسة عشر عامًا.

تدور أحداث المسلسل، حول شاب مصري يُدعى "محمد صلاح"، شق طريقه داخل قريته الصغيرة، يستقيظ في السادسة صباحًا، يستقل أكثر من وسيلة مواصلات للذهاب إلى التدريب مع ناديه "المقاولون العرب"، يبلي بلاءً حسنًا، تواجهه بعض المشاكل في بداية مشواره، يرفضه رئيس نادي من أكبر الأندية في مصر، يشتد الصراع بينه وبين نفسه، ما يدفعه لإثبات قدراته الفنية ويقود منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم.

قصة عمرها 14 عاماً، بدأت أحداثها عام 2003، لم يكن اكتشافه والتقاطه من بين عدة مواهب بمحض الصدفة، بل لأن القدر شاء أن يرسم "مومو" البسمة على وجوه المصريين بالصعود إلى كأس العالم، وخوض نهائي دوري أبطال أوروبا.

المشهد الأول

داخل منزل فخم، يغلب عليه طابع البساطة، اتكأ صلاح على أريكة بيضاء اللون، تجلس بجواره ابنته مكة، التي تشبهه كثيرًا خاصة في ضحكتها التي لا تفارقها، ولم لا، فالطفلة التي لم تتعد الخمس سنوات، بات أبوها حديث الصحف العالمية.

يجلس بجوار صلاح، حمدي نوح "مدرب قطاع الناشئين بنادي المقاولون العرب"، زوجة اللاعب وجوردان هيندرسون قائد فريق ليفربول.
 
"توفيق من الله" يحكي صلاح، عن بداية ضمه من فريق عثماسون "المقاولون العرب"، بعد أن التقطت أعين حمدي نوح وريعو موهبة اللاعب الذي لم يتخط الحادية عشرة من عمره.

يستكمل صلاح متبعًا بضحكة، " فور انضمامي إلى صفوف المقاولون العرب، كنت أحصل على راتب 200 جنيه، أي ما يعادل 12 دولارًا، -اللاعب الآن يحصل على راتب اسبوعي يقدر بقيمة 90 ألف جنيه استرليني-، الآن أنا لاعبًا في صفوف أكبر أندية الدوري الإنجليزي.

يقاطع حمدي نوح، مدير قطاع الناشئين الحديث، قائلًا، "وقت انضمام محمد إلى فريق المقاولون العرب، قلت له ستصبح من أفضل لاعبي مصر بشرط الابتعاد عن السهر، والالتزام خلقياً ودينياً، إلى جانب تنفيذ بتعليمات المدربين".

يهز صلاح رأسه بالتصديق على كلام نوح، الذي تابع حديثه، "في مدة ليست طويلة، أصبح هداف الفريق تحت 15 عامًا لمدة موسمين متتاليين، صعد بعدها إلى فريق تحت 18 سنة بقيادة سعيد الشيشيني، وخلال عام واحد انضم للفريق الأول ليتدرب تحت قيادة محمد رضوان، ليفتح باب المنتخب الأولمبي بقيادة هاني رمزي، ذراعيه، ليبدأ أولى خطواته مع الفراعنة.

المشهد الثاني

أكثر المتفائلين لم يتوقع نجاحي بتلك الطريقة، يضيف صلاح، وقبل أن يبتلع ريقه، عاد إلى الوراء معتدلًا في جلسته، ليتذكر حادثة مر عليها ما يقرب من السبع سنوات، عندما رفض ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك انضمامه إلى قلعة ميت عقبة، منتقدًا طريقة لعبه، تقاطع زوجته الحديث قائلة مبتسمة "ولكن عاد مرة أخرى ليشيد بأدائه ويلتقط معه الصور التذكارية".

المشهد الثالث

يدخل صلاح، داخل غرفة خصصها لعرض قمصان الفرق التي لعب لها، تمهل صلاح برهة ليقف أمام قميص بازل السويسري، تحسسه بطريقة غلب عليها الشوق، ولم لا، فلقد شهد هذا النادي باكورة مشواره الاحترافي.

سويسرا، كانت المحطة الأولى لمشواري الاحترافي، من خلال بازل، لعبت بقميصه 79 مباراة، سجلت 20 هدفًا وصنعت 7 آخرين.. يروي الفرعون المصري.

التفت صلاح إلى يساره ألقى نظرة سريعة على قميص تشيلسي، ثم عاد يستكمل حديثه عن بدايته في بازل، يقول صلاح: "وقعت في حب كرة القدم منذ الطفولة، كنت شغوفًا بمتابعة مباريات دوري أبطال أوروبا، ومحاولة تقليد الظاهرة رونالدو وزيدان وتوتي، أحببت تلك النوعية الساحرة من اللاعبين.

المشهد الرابع

يلقتط صلاح ورقة صغيرة، غلب علىيها اللون الأصفر نظرًا لعوامل الزمن، فقد مر علي تاريخها ما يزيد عن عشرة أعوام، "محمد صلاح يمكنه مغادرة المدرسة مبكرا والوصول للنادي في تمام الثانية ظهرا حتى يتدرب"، يستعيد "مومو" ذكريات الطفولة قائلًا: " كان عليّ مغادرة المدرسة مبكرًا للحاق بالمران، وكان يتعين عليّ الحصول على ورقة رسمية من المدرسة".

المشهد الخامس

يعود لاعب ليفربول للنظر إلى قمصانه، يتردد في خطواته، يقدم قدمًا ويؤخر الثانية، يتخذ قراره بالوقوف أمام قميص تشيلسي الأزرق، يروي "كنت سعيدًا جدًا في بداية انتقالي إلى صفوف تشيلسي، خصوصًا وأنني سأتدرب تحت قيادة جوزيه مورينيو الملقب بـ"سبيشال وان"، ولكن سرعان ما تبددت أحلامي، لم أحصل على فرصتي كاملة، خفت أن يتملكني اليأس، وتنتهي حياتي الكروية قبل أن تبدأ فعليًا".

"شخصيتي لا تقبل بالجلوس على مقاعد البدلاء"، يستكمل محمد حديثه، هذا لا يعني التمرد على المدير الفني أو ارتكاب الاخطاء، ما قصدته هو أنني جئت للعب، فإذا كان الفريق ليس بحاجة لإمكانياتي، فسأرحل وأبحث عن بديل آخر، فليس من طبعي القبول بالتواجد على دكة البدلاء، لمجرد أنني ضمن قائمة فريق كبير".

بصوت خافت، ترد زوجة صلاح قائلة، "رحل عن تشيلسي، ولكن رأيت الإصرار في عينيه بالعودة إلى الدوري الإنجليزي مرة أخرى، لإثبات أحقيته باللعب في أكبر دوريات العالم، والرد على المشككين في قدراته".

المشهد السادس

انضممت إلى صفوف فيرونتينا على سبيل الإعارة، ومنها إلى روما، ثم قام الجيلاروسي بشرائي نهائيًا من تشيلسي، وقتها أغلقت الباب أمام العودة إلى البلوز مجددًا، حولت كامل تركيزي مع روما، نجحت مع الفريق، لم أصدق يومًا أن ألعب بجوار توتي، الذي طالما كنت أتابعه وأقلده منذ الصغر، في روما قضيت أفضل الأوقات مع زملائي ، أمثال شعراوي ودي روسي وغيرهما، نظل الآن على تواصل باستمرار.

المشهد السابع

في الجهة المقابلة للقمصان الخمسة، وبابتسامته المعهودة، يدير صلاح ظهره إلى منتصف الحائط، ينظر إلى القميص الأحمر صاحب الرقم 11، الخاص بليفربول، يأخذ نفسًا عميقًا مرددًا، "مو صلاح مو صلاح صلااااااااااح".

يقاطعه هندرسون، قائلًا، "كنا نسمع تلك الأغنية في مدرجات الملعب، كانت تهز أرجاء الاستاد، الجماهير كانت تعشق الفرعون ولقبوه بـ"ملك مصر".

 داخل ملعب الآنفليد، تهتز مدرجات الجماهير التي تكتسي باللون الأحمر، "كابوهات" ليفربول تقود المشجعين لمؤازرة الريدز خلال منافساته المحلية والأوروبية، تحيي لاعبيها ومدربهم صاحب الابتسامة التي لا تفارق وجهه، ولكن وقت أن تعلو الأصوات وترتفع الآهات، نعلم أن الفرعون المصري قد وطأت قدماه أرضية الملعب، أو لمس الكرة.

أتذكر وقت الإعلان عن جائزة أفضل لاعب في الأراضي الإنجليزية التابعة لرابطة المحترفين، كان صلاح مرشحًا للجائزة مع كيفن دي بروين لاعب المنتخب البلجيكي وفريق مانشستر سيتي، وزميليه ديفيد سيلفا وليروي ساني، وديفيد دي خيا حارس مانشستر يونيتد، وهاري كين لاعب توتنهام، أصر "مومو" على اصطحابي إلى الحفل، فوجئت بحديثه الدائم عن الفريق كاملًا، لا يتحدث عن نفسه مطلقًا، تواضعه أجبرنا على احترامه، على المستوى الشخصي فهو شخص ودود للغاية، لا يثير أية مشاكل أو أزمات".

يشكر محمد زميله، مضيفًا، "مساندة زملائي كانت بمثابة الطريق الذي أوصلني إلى الفوز بالجائزة، لذا كان الاعتراف بفضلهم واجبًا علي".

المشهد الثامن

بجوار قميص ليفربول، قميص آخر مطبوع عليه رقم 10، بالطبع هو قميص المنتخب الوطني الذي حمل أقدامنا إلى نهائيات كأس العالم في روسيا.

يستطرد صلاح: "أتذكر جيدًا، أحداث مباراة الكونغو، ركلة الجزاء، هتافات الجماهير، وقوع محمود حسن "تريزيجيه" داخل منطقة الجزاء، صافرة الحكم التي احتسبت لصالحنا ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة من المباراة، كل شئ كان رائعًا، كلله الله بتسجيل الهدف لنصعد إلى المونديال بعد غياب 28 عامًا".

المشهد التاسع

يخرج صلاح من الغرفة، يعود إلى الأريكة التي طالما كانت جلسته المفضلة، يتصفح الجرائد العالمية، ليجد اسمه يزين أغلفة المجلات والصحف الرياضية، مقرونًا بالانتقال إلى ريال مدريد، واحد من أكبر الأندية على مستوى العالم.

 بالطبع كان حُلمًا كبيرًا ربما لم يراود صاحب الأربعة عشر عامًا وقت أن كان بالقميص رقم 31 في صفوف المقاولون العرب..

أحداث المسلسل، ليست من وحي خيال الكاتب وتمت للواقع بكل صلة، ولكن النهاية لم تكتب بعد، فالفرعون المصري مازال في جعبته الكثير.. وللحديث بقية.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن