جميع المباريات

إعلان

جوارديولا ومورينيو.. صراع الموت تحت أرجل الأحصنة

جوارديولا ، مورينيو ، مانشستر سيتي، مانشستر يونايت

جوارديولا مورينيو .. صراع تحت أرجل الأحصنة


في الصيف الماضي وفي شدة القيظ كانت هناك مرطبات تثلج الصدور وتريح العقول وتعد بالكثير من الاندروفين مع اقتراب انطلاقة البريميرليج في حضور الكبيرين، الفارسان العظيمان جوارديولا ومورينيو.

تختصر دائماً كرة القدم فيهما، مثلما تُختصر دي سي "DC" في سوبر مان وباتمان عندما يتعلق الأمر بمواجهة بينهما، تنطفئ أضواء العالم كلها وتسلط الطائرات المقاتلة الضوء عليهما فقط لتبدأ مواجهة ليست كأي مواجهة.

"لو ركّز كل منا على الأخر فسيكون هناك بطل أخر غيرنا" هذه التصريحات التي خرجت من جوارديولا في صيف مانشستر الحاني كانت توحي بأنه يفهم طبيعة البريميرليج وأن المضمار ملئ بالأفراس والفرسان، لكن النتائج عكست شيئاً مُغايراً.

صورة ذات صلة

الشُحنة المختزنة في جسده دفعته لانطلاقة مكوكية في بداية الموسم حتى وصل إلى أولد ترافورد ليواجه عدوه الصديق جوزيه مورينيو، توقفت الحياة في إنجلترا ترقباً للقاء الأول بين الصديقن اللذين تحولا لأعداء في البداية ثم بعد عدة ضربات زمنية بدت عليهما الحكمة والهدوء فصرت تحتار في أمرهما هل مازالا أعداءً أم أنهما عادا أصدقاء، أم ربما هناك وصفاً أخر لعلاقة المترجم واللاعب اللذان تخرجا من إقليم كتالونيا.

"أنا ومورينيو جاران، عندما نتقابل نوجه لبعضنا التحية" تفتح هذه الكلمات الأفق لتفهم العلاقة الجديدة بين جوارديولا وجاره، لكن المؤكد أنهما جاران مزعجان لبعضهما ولو اجتهدا لإخفاء ذلك.



في اللقاء الأول بينهما في بريطانيا كانا متوتران، كل منهما يحتقن بداخله لدفع لاعبيه نحو الفوز، أن يفوز أي منهما على الأخر يمثل أشياءً عظيمة في النفس حتى لو لم يظهر ذلك ويتحول لفعل أو حتى كلام.

جوارديولا نجح في مواصلة التفوق على مترجم بوبي روبسون وحقق الفوز على فريقه في ديربي مانشستر وفي ملعب أولد ترافورد بهدفين مقابل هدف في أول مواجهة إنجليزية بينهما ليكمل انطلاقته الرائعة في البريميرليج، وتلمع عينيه وصلعته وملامحه الحادة أمام وميض الكاميرات وأعين المحبين والمنبهرين، سوبر مان هبط على إنجلترا ليحكمها، هذا ما ظنه البعض مع سقوط مورينيو وبداية كونتي وكلوب المترنحة وفقدان الثقة في فينجر على الدخول في هذه الصراعات، حتى رانييري كانت نهايته ظاهرة ومتوقعة منذ البداية.

لكن الخسارة من توتنهام في وايت هارت لين كانت أول سهم يشق به الإنجليز ظهر الفيلسوف الكتالوني، توالت بعدها التعادلات والهزائم المحلية والأوروبية تراجع الفريق من الصدارة التي احتلها لـ6 أسابيع متتالية، أصبح ينافس من بعيد، ثم انتهى به الحال في نهاية أبريل في المركز الرابع في البريميرليج يحاول الحفاظ على موقعه للتأهل لدوري الأبطال.

http://media.linkonlineworld.com/img/yallakora/Wide/2017/3/15/3E4F485400000578-4317614-image-a-74_14896132586682017_3_15_23_58.jpg

سبقته الأفراس إلى المقدمة في دوري الأبطال بعد أن ركله موناكو خارج السباق، وفي كأس الاتحاد تعرض لهزيمة ملحمية أمام أرسنال، هزيمة غير منطقية أبداً، أما كأس الرابطة التي خسرها باختياره أمام مورينيو كان يهمه الخروج منها لتخفيف ضغط المباريات، لكن المؤكد أنه كان يحلم بالفوز بكأس الاتحاد على الأقل.

مورينيو الخبير بأمور إنجلترا كان يعرف الكثير عن الفرسان الأخرين، اليقين ساوره بأنه لا مناص للفوز بالبريميرليج بعد أن سبقه كونتي وبوتشينيو وحتى بيب وفينجر وكلوب، فأراد أن يقول في نهاية الموسم أنه على الأقل فاز ببطولة، ومن أجل هذا لعب بكل أسلحته في كأس الرابطة وحقق لقبها بعد منتصف الموسم بقليل فضمن ألا يكون موسمه صفرياً، باتمان كان سيفكر بهذه الطريقة أيضاً ليوجه ضربة خفية إلى الخارق سوبر مان!



بيب لم تكن لديه هذه الخبرات، لقد وجد نفسه يهبط من أعلى الشّلال إلى أسفل يحاول الإمساك ببطولة الكأس فتفلت منه، ينظر إلى البريميرليج فيجده بعيداً، يحاول التشبث بدوري الأبطال فيجد سفن إمارة موناكو توجه لها السهام الستة ليسقط في منتصف النهر.

يعود جوارديولا إلى الأرض، يصطدم بالواقع فيجد تأهله إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل مهمة صعبة وثقيلة، هذه أول مرة يتعرض لهذا الموقف، مثلما هذا هو أول موسم ينتهى بلا تحقيق أي بطولة له.

يحاول الكتالوني النهوض والصعود إلى فرسه السماوي لاستكمال السباق، الوصول متأخراً قليلاً سيمنحه على الأقل بطاقة العبور لدوري الأبطال، لكنه ينظر خلفه فيجد فرساً أحمر وعلى ظهره مورينيو يكاد يلتصق به فيصطدمان ويرتطم وجههما برمال المضمار.

مورينيو يلعب على كل الأحبال ضمن في البداية كأس الدرع الخيرية ثم كأس الرابطة، والآن يقترب من كأس الدوري الأوروبي، أما جوارديولا فقد خرج بلا حانة ولا آنة، كل هدفه هو إكمال السبق والارتكان في المركز الرابع أو الثالث، الثاني بالنسبة له سيكون إنجازاً عظيماً، هذا كل ما يريده الفيلسوف الذي حكم أوروبا قبل سنوات من الإقليم الأسباني، تخيل!

الزمن يتوقف وينظر مورينيو وجوارديولا إلى بعضهما وكل منهما في رأسه ألف فكرة وألفي سؤال، فبعد أن كانا يتنافسان على لقب دوري الأبطال وصدارة الليجا والفوز بكلاسيكو الأرض، الآن يحلمان بالوصول متأخران في سباق شبه منتهي من أجل لحاق الفتات، بطاقة عبور لدوري الأبطال فقط.



إن عبر جوارديولا وترك مورينيو متعثراً بفرسه الأحمر فسيكون قريباً جداً من خطف تذكرة دوري الأبطال، وإن تعادلا فعلى الأقل سيستمر متقدماً على عدوه الصديق، أما مورينيو فحتى لو خسر وتكسرت أرجل فرسه، فهو يعرف طريقاً أوروبياً أخر سيمشي إليه للوصول إلى بطاقة دوري الأبطال، وليكن لقائهما الأكبر في الموسم القادم في أعظم مسابقات أوروبا مع الأفراس الثرية القوية الجميلة من مدريد وبرشلونة وميونيخ وكل أنحاء أوروبا.

لمناقشة الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا

لمناقشة الكاتب عبر تويتر اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن