جميع المباريات

إعلان

حسن النمر.. حين أعادت"ركلات الرأس" الاعتبار لحريف العزبة

حسن النمر

حسن النمر

تصوير- أحمد لطفي:

الزمان الذي أدار له ظهره طوال السنوات الماضية، وجعله في زمرة المنسيين، فك قيوده عنه عند بلوغه الثالثة والخمسين، "حسن النمر" ظل منسيا في عزبة النخل وسط ركام الذكريات، حتى استوقفته الكرة بين أقدام أطفالا ربما من عمر أحفاده في أحد حواري القاهرة القديمة، ليصبح في يوم وليلة حديث الساعة من عشاق كرة القدم.

مقطع مصور قصير تلقفه رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أعاد الاعتبار للرجل الخمسيني؛ حيث ظل لدقائق يركل الكرة برأسه أمام أعين المارة مستعرضًا مهاراته التي أجمع عليها كل من شاهده وقت شبابه.

"يلا كورة"، تواصل مع حسن النمر صاحب الـ 53 عاما ليحكي قصته مع كرة القدم.

"أنا حسن النمر.. أحرف واحد في العزبة"، قالها بفخر بينما يعرف لنا نفسه، وهو يقودنا لمنزله الذي يقطن به منذ سنوات في منطقة تبعد دقائق عن محطة مترو عزبة النخل.

داخل منزل مهندم رغم بساطته، يعيش حسن النمر الذي يعمل مندوبا للمبيعات، مع أفراد أسرته في الطابق العاشر، ينزل يوميا ويصعد كل هذه الأدوار رغم تخطيه الثلاثة والخمسين عاما.

يحكي حسن النمر، أنه هوي كرة القدم وأفنى عمره كله منذ أن كان صبيا لا يتجاوز العاشرة في شوارع وحواري القاهرة مع غيره من الصبية. دائما ما هرب من البيت دون علم والده لمارسة اللعبة الشعبية الأولى.

"لعب في أرض تراب وأسفلت وفي أي مكان تتخيليه".. لم يجد عائقا في ممارسة الكرة، سافر أيضا بالقطار القديم الذي يقرب من بيته بعض الدقائق لمنطقة منشية الصدر لمواجهة أقرانه في اللعبة، ومع تقدمه في العمر ووصوله لعامه الثاني عشر حاول استغلال تلك المهارة، بعدما سمع البعض يردد عبارات كالساحر والمعجزة.

"كنت بلعب من 8 الصبح إلى المغرب".. ينتقل إلى مرحلة جديدة في عمره، حين أدرك بأهمية أن تتحول تلك الموهبة لمكانها الصحيح، فقرر الذهاب للاختبار في نادي النصر مع وصوله سن الـ 12، وبالفعل خاض الاختبارات لأنه لم يكن يحصل على الفرصة كاملة، بسبب أن والده لم يكن ميسور الحال كما يروي حسن النمر.

الحلم لا يتوقف رغم ضياعه

بعد ضياع فرصة اللعب لنادي كبير، لم يتوقف حسن النمر عن ممارسة اللعبة، حيث يقول: "فضلت العب في كل فترات حياتي وفي أي مكان، حتى وأنا كبير ومندوب مبيعات وبتجول في الشوارع..كل ما ألاقي مركز شباب أدخل استأذن من الموجودين وألعب خمس دقائق".

الزمان يبتسم له بعدما أدار له ظهره سنين

في يوم حار، كان حسن عائدا من عمله ويحكي عن هذا اليوم: " كنت ماشي في يوم كل مشقة وتعب وحر وعندي هموم، لقيت الكورة هي بتشيل همومي، وبدأت انطق، الجلالة خدتنى لمدة 40 دقيقة، اللى يقول دا ساحر ورابط الكرة بخيط".

ويكمل: "فيه طفل صور الفيديو وقالي هرفعه على الفيسبوك، ورجعت البيت لقيت الدنيا مقلوبة".

اتسعت شوارع مصر في حقبة السبعينات والثمانينيات والتسعينيات لحريفة الكرة الشراب، ومن أشهرهم سعيد الحافي، ويحكي حسن النمر عن تلك الفترة من عمره، بأنه كان له صديق يمارس الكرة الشراب وهو يلعب الكرة العادية، فكانا يتبادلا الزيارات التي تخيم عليها الأجواء الحماسية بعد الاتفاق على عدد من المباريات فيما بينهم.

الكرة الشراب أحلى وأمتع، واللي بيلعبها بيكون أكثر مهارة ومتمكن من فنون الكرة.. ويتذكر حسن النمر حكاية عن تجربته مع الكرة الشراب والتي لم تعد متواجدة الآن في شوارع مصر.

" كان في ماتش بجوار المحطة واللعب على الاسفلت، والمفروض الفريق اللي كنت بلعب معاه خسران بجولين وفاضل 5 دقايق على النهاية ، وجيت متاخر.. وما كنش معايا (كوتش)، اتصرفولي في (كوتش باتا) كان بـ 99 قرش، ونزلت وانتهى الماتش لصالحنا بثلاثة أهداف مقابل هدفين".

حكايته مع التوأم

يروي حسن النمر حكايته مع حسام حسن وشقيقه إبراهيم، حين كان يعمل في فندق الماريوت وتصادفت تلك الفترة بتواجد لاعبا الأهلي والزمالك السابقين كنزلاء الذي كان يعمل به النمر، وعرض عليهما إقامة مباراة ودية مع زملائه في عزبة النخل، والفكرة قوبلت بالرفض.

لم ييأس النمر وقر المحاولة حين قابل حسام حسن في مركز شباب الجزيرة وطلب ألا يرفض له الطلب مرة أخرى، وبالفعل وافق حسام حسن على اللعب لدقائق أمام النمر وزملائه.

الخطيب قدوته

بسؤاله عن الشخص الذي جعله يعشق كرة القدم كان جوابه: "من وأنا طفل وحتى الآن، هيفضل الخطيب هو النجم اللي على طول في بالي.. كنت بحبه دايما مع الأهلي، وعينى على طول مع محمود الخطيب".

ويواصل: "الناس بتشبهني بيه في حركاته وطريقه لعبه وتسديدة للكرة".

نهاية حزينة مش زي الأفلام

دائما ما ينتصر البطل في النهاية، لكن رغم موهبته لكنه لم يكن نجما بين أبناء جيله، ويعلق حسن النمر على تلك اللحظات من حياته "بزعل إني ما بقتش نجم، وإني ما حالفنيش حظ إني ألعب في نادي كبير، بسبب الامكانيات وظروف أهلي.. لو في علاقات وقرايب واصلين كان ممكن السكة تيجي كده".

وفي نهاية حديثه، قال: "هفضل ألعب كورة لحد أخر يوم في عمري.. هي حاجة جوايا بحققها، وبلعب في أي مكان، وبقدم في أي دورة مش شرط اكسب أو أخسر، المهم ألعب كورة.. والحمد لله ربنا ردلي اعتباري".

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن