تقرير.. رقم 10 يستعيد بريقه في مونديال روسيا

لسنوات طويلة، ظل للقميص الذي يحمل رقم 10 بريقًا مختلفًا في ملاعب كرة القدم، حتى أصبح ذلك الرقم حلمًا لمعظم لاعبي المستديرة، بعدما حمله أساطير أبرزهم البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا.

لكن في السنوات الأخيرة تراجع بريق الرقم 10، وتجلى ذلك بوضوح في آخر البطولات الكبرى "يورو 2016"، والتي لم يظهر فيها الكثير من النجوم الملفتين من أصحاب الرقم 10، حيث ارتداه جواو ماريو في صفوف البطل "البرتغال"، بينما كان من نصيب آندريه بيير جينياك في صفوف الوصيف "فرنسا".

عاد مونديال روسيا 2018 ليشهد تألقًا ملفتًا لأصحاب القميص "10"، حيث كانوا من أبرز نجوم البطولة، وساهموا بشكل واضح في ظهور تاريخي لمنتخباتهم بالنسخة الحادية والعشرين من منافسات كأس العالم.

في صفوف المنتخب الفرنسي بطل المونديال برز اسم المراهق المذهل كيليان مبابي، الذي فاز دون منافسة تُذكر بلقب أفضل لاعب صاعد، بل وكان من أبرز المرشحين للمنافسة على جائزة أفضل لاعب، وأثبت جدارته بارتداء القميص التاريخي الذي حمله من قبل ميشيل بلاتيني وزين الدين زيدان رغم أنه لم يتجاوز 19 عامًا.

سجل مبابي 4 أهداف خلال مشوار منتخب بلاده في البطولة، افتتحها بهدف حسم تأهل الفرنسيين مبكرًا بعد الفوز على بيرو في الجولة الثانية، ثم فرض نفسه بطلًا لمواجهة دور الستة عشر أمام الأرجنتين، والتي انتهت بفوز فرنسا 4-3، وسجل مبابي هدفين من رباعية الديوك، كما تسبب في ركلة جزاء سجل منها زميله جريزمان هدفًا، قبل أن يدخل التاريخ بهدف جديد في المباراة النهائية.

مشوار تاريخي قدمه المنتخب الكرواتي في روسيا، نجح من خلاله في الظهور بالمباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ، بل وفي تاريخ الكرة اليوجوسلافية التي انشق عنها مطلع التسعينيات، وكان الوجه الأبرز بين الكروات هو لوكا مودريتش، الذي توج مجهوداته بالفوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعبي البطولة.

سجل مودريتش هدفين في مرمى نيجيريا والأرجنتين وصنع هدفًا، كما بذل مجهودًا استثنائيًا على مدار مواجهات منتخب بلاده في البطولة، وأدى باقتدار أدوارًا هجومية ودفاعية، كما كان قائدًا مثاليًا لزملائه خلال مشوار لم يخل من الصعوبة خاصة في الأدوار الإقصائية.

بدوره قدم البلجيكي إيدين هازار مستويات مبهرة ساهمت في احتلال منتخب بلاده للمركز الثالث، كأفضل مركز عالمي في تاريخ الكرة البلجيكية، كما نال الكرة الفضية كثاني أفضل لاعبي كأس العالم 2018، بفضل ما قدمه على مدار البطولة.

سجل هازار ثلاثة أهداف وصنع هدفين، إلا أن دوره الأبرز تمثل في شخصية قيادية مميزة لمنتخب بلاده، حيث تميز مستواه بثبات واضح، ولعب دورًا هامًا في تحفيز زملائه عقب التأخر بثنائية نظيفة أمام اليابان، كما قدم مواجهة تاريخية أمام المنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي.

وبجانب نجوم المنتخبات الثلاثة التي تُوجت بالميداليات في البطولة، ظهر عدد من اللاعبين أصحاب الرقم 10 بمستويات مميزة رغم خروج منتخباتهم من أدوار متقدمة، وأبرزهم الدنماركي كريستيان إيركسن، الأيسلندي جيلفي سيجورسون، السويسري جرانيت تشاكا، السويدي إميل فورسبرج والتونسي وهبي الخزري، كما سجل المصري محمد صلاح هدفي منتخب بلاده في الدور الأول رغم خوضه المنافسات مصابًا وغيابه عن المباراة الأولى.