جميع المباريات

إعلان

هل "فيجو" مغني المهرجانات صاحب شعار مصر في كأس العالم؟

حافلة المنتخب

حافلة المنتخب

كتبت - مها صلاح الدين:

فيديو- عبدالرحمن علاء:

كان عصر يوم الرابع والعشرين من مايو الماضي رمضانياً حاراً، لكن "أشرف فيجو" لم يشعر بشيء خارج عن المألوف، منذ الظهيرة، احتمى من أشعة الشمس الحارقة بجدران محل بقالة صغير بحي بولاق الدكرور الشعبي، يعمل به بائعا، بجانب عمله الذي يعرف به نفسه "مغني وموزع مهرجانات".

لما نقول الفراعنة الدنيا تقوم تسمعنا (Ashraffigo)

When you say Pharaohs, the world must get up and listen

على الناحية الأخرى من العالم، نشر الحساب الرسمي للفيفا، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الكلمات الست السابقة، معلناً أنها الشعار الفائز في مسابقة "BE THERE" (كن هناك)، لتكون هذه العبارة هي الشعار الرسمي للمنتخب المصري في كأس العالم. خبر أحدث ضجة، وقابله النشطاء على "تويتر" بالسخرية، والغضب، وأحياًنا السباب.

ألقى بعض روّاد مواقع التواصل والجمهور اللوم على اتحاد الكرة المصري، بسبب اختيار ذلك الشعار ''الشعبي'' حسبْ وصف البعض، فأخذوا يردّدون: ''ده كلام تكاتك'".

لم تكن الحقيقة كما تصور هؤلاء، كانت النتيجة المعلنة على موقع الفيفا تقول إن شعار "لما نقول الفراعنة الدنيا تقوم تسمعنا"، كان ينافس شعارين آخرين، وفاز عليهما بنسبة تجاوزت الـ 55%، بحسب الموقع الرسمي للفيفا، الذي تصفحناه لتتبع قصة "صاحب الشعار".

"كأس العالم FIFA 2018 باب المشاركات مفتوح الآن.. ابدع وشارك لكي تفوز!"

مسابقة استمرت قرابة الستة أشهر، فُتح باب تقديم المشاركات في 4 ديسمبر عام 2017، وأُغلق في أواخر فبراير من العام الجاري، وبدأت عمليات التصويت في منتصف إبريل.

أما الجوائز فكانت مفاجأة، دفعت النشطاء للهجوم على صاحب الشعار الفائز.

لكن "أشرف فيجو" الذي ذُيل الشعار باسمه على موقع الفيفا، بين الشعارات الفائزة لمنتخبات كأس العالم، لم يعلن عن نفسه، ولم يرد على كل هذا الهجوم، ولم يحتفل بالجائزة.

بعد يوم كامل من البحث عنه على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وجدناه أخيرًا، بين 15 شخصا، يحملون نفس الاسم، جميعهم أجابوا بالنفي، عند سؤالهم عما إذا كانوا أصحاب الشعار، لكن مغني المهرجانات الذي لم يتجاوز الـ 21 عاما، أخيرًا، قال إنه هو، لم يتذكر إذا كان تقدم لهذه المسابقة أم لا؟!! ولم يخبره أحد أنه فاز بها، لكنه أرسل إلينا أغنية من تأليفه وتوزيعه، بالاشتراك مع فريق يدعى الفراعنة، تحمل اسم "مهرجان كون فراعنة".

قبل ثلاث سنوات، أسس ستوديو في غرفة صغيرة داخل منزله البسيط، في حي بولاق الدكرور، بدأ بميكروفون صغير، وأكمل الصبي مكوناته من أجره اليومي، بعد أن ترك تعليمه، بسبب ظروف أسرته المادية.

جلس أشرف برفقة "هشام زيكا" منسق ومؤلف معظم أغنيات فرقة الفراعنة، يلعبان بالنغمات، استفزتهما التيمة، لتركيب كلمات عليها، كما يؤلفان أغنياتهما في المعتاد، فاجأه أشرف بعبارة "لما نقول الفراعنة.. الدنيا تقوم تسمعنا"، متفاخرا باحتضان الفرقة لفكرته، أعجب "زيكا" بالفكرة، وأكمل كلمات المهرجان، عزفها ووزعها "فيجو". وقاما بتسجيل المهرجان بعد ثلاثة أيام، داخل استوديو يقع في حي إمبابة الشعبي، أكثر جاهزية - وفقا لوصف فيجو - على الرغم من هيئته البدائية، وهو الاستديو نفسه الذي التقينا الشاب فيه.

داخل أحد شوارع إمبابة الضيقة، اصطحبنا "فيجو" إلى شقة صغيرة في الطابق الأرضي، يتناثر بين أركانها الأثاث  البالي، تتدلى من سقف صالونها مروحة يغطيها غبار كثيف، حذرنا من الجلوس تحتها، خوفا من أن تسقط علينا، واصطحبنا مباشرة إلى الاستوديو، الذي لم تتجاوز مساحته مترين في مترين، يتوسطهم فاصل زجاجي له باب مبطن بإسفنج عازل، تمامًا مثلما بُطنت الحوائط، يوجد في خارجه مكتب خشبي قديم يعلوه جهاز كمبيوتر لا يعمل، يجاوره سماعات سوداء كبيرة.

استقبل "فيجو" خبر فوز مقطع أغنيته بالمفاجأة والفرح، وانكسر صوته وهو يقول: "لا أستطيع السفر إلى روسيا، لأنني لا أمتلك جواز سفر"، ولكنه كان فخوراً أن كلمات أغنيته، التي لا يتذكر كيف وصلت إلى موقع الفيفا، ستزين حافلة المنتخب الوطني في روسيا.

** خريطة تفاعلية بالشعارات الفائزة في الدول 32**

 

كيف فاز أشرف في المسابقة؟ ومن تقدم باسمه؟.. كانت أسئلة تستحق الطرح، خاصة بعد أن بحثنا عن كلمات الشعار مرة أخرى، ووجدنا أغنية تتشابه معها، تحمل اسم "لما نقول الفراعنة"، أعدها المطرب حلمي عبد الباقي، الذي ينتمي إلى جيل مطربي التسعينيات، في أعقاب فوز المنتخب الوطني ببطولة أمم أفريقيا عام 2010، لكنها لم تشهد رواجا.

** فيديو أغنية حلمي عبد الباقي**

كان علينا مخاطبة الفيفا عبر بريدهم الإلكتروني الرسمي، وجاء الرد هكذا: "إذا كنتم تستفسرون عن شعار المنتخب الوطني المصري في كأس العالم، عليكم إذاً مخاطبة اتحاد الكرة في بلادكم". وفي رد سريع، أرسلنا إلى الاتحاد الدولي رابط المسابقة على موقع "الفيفا"، وأضفنا إلى أسئلتنا استفسارا عما إذا كان اتحاد الكرة المصري له صلة باختيار الشعارات المرشحة، وأصحابها، خاصة أنه وفقا للموقع الرسمي للفيفا، فرصة التصويت كانت متاحة فقط لأعضاء نادي موقع fifa.com، وأن هذه العضوية لا تتطلب سوى التسجيل عبر هذا الموقع، حتى يتسنى لأي شخص التصويت، لكننا لم نتلق ردا منهم حتى الآن.

لم ننتظر كثيرا، وتوجهنا بالسؤال إلى اتحاد الكرة المصري، وكانت إجابة منسقة العلاقات الخارجية، والمتحدثة الإعلامية باسم المنتخب الوطني إيناس مظهر، كالتالي: " للأسف لا أعلم شيئا عن تلك المسابقة، ولا أعلم حتى اسم الفائز المصري".

وأكملت مظهر مؤكدة: "الاتحاد ليس له أي علاقة بالمسابقة، فهي تتبع الفيفا"، واختتمت حديثها معنا بوعد منها بالتواصل مع الفيفا، في محاولة لإيجاد إجابة، لكنها وفقا لقولها، لم تتلق ردا منهم أيضا حتى الآن.

في الوقت نفسه، أعدنا محاولة التواصل مع الفيفا، عبر البريد الإلكتروني، لإبلاغهم برد اتحاد الكرة المصري، وطلب تفاصيل عن الشخص الذي تقدم للمسابقة، لكننا لم نتلق ردا أيضا، خاصة أنهم لم ينشروا أي أخبار بعد عن سفر الفائزين، أو تسليم الجوائز.

وفي تجربة منا للبحث عن بقية الفائزين، وضعنا الـ 32 اسماً المنشور على موقع الفيفا على "تويتر"، وكانت النتيجة كالتالي:

أسرعنا بإرسال هذه النتيجة للفيفا مرة أخرى، وهذه المرة حصلنا على رد، هو أن الأسماء الموضوعة بجوار الفائزين هي أسماؤهم على موقع نادي الفيفا، وليس على موقع تويتر، وفي محاولة منا لفهم ما يحدث، قمنا بإنشاء حساب على موقع نادي الفيفا، ووجدنا أن الخانة الأولى المخصصة الأسم، كتب أعلاها: "شرط أن يكون اسم المستخدم غير حقيقي".

الأمر الذي جعلنا نعاود مراسلة الفيفا مرة أخرى، لنطلب منهم بيانات الفائز الفعلي، وواضع شعار منتخب مصر، والذي قام بالتسجيل باسم مستعار يدعى "أشرف فيجو"، وبعد ثلاثة أيام تلقينا الرد الأخير، بأنهم لا يمكنهم الإفصاح عن البيانات الحقيقية للفائز.

بعد أن تحركت أمنيات "فيجو" أمام عينيه، وأغرته بمرافقة محمد صلاح   وعصام الحضري وغيرهما من نجوم المنتخب الوطني، داخل حافلة مكتوب عليها شعارا منسوبا إليه في روسيا، لم تكن مفاجأة بالنسبة إليه أنه ليس الفائز الحقيقي، لكن السؤال لازال يبحث عن إجابة، من هو الفائز الذي وضع شعار المنتخب المصري في مسابقة Be there؟ وهل حقًا هناك فائز؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن