المرشحون لتدريب مصر.. لماذا طُرح اسم كيروش للعودة للمنتخب؟ (تحليل)

عاد اسم البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني السابق لمنتخب مصر، للتداول داخل أروقة الاتحاد المصري لكرة القدم، لإمكانية عودته لقيادة المنتخب الوطني مرة أخرى، بعد رحيل روي فيتوريا عن تدريب "الفراعنة".

وأعلن اتحاد الكرة المصري، رحيل البرتغالي روي فيتوريا عن تدريب منتخب مصر بشكل رسمي، بعد إقصاء المنتخب الوطني من بطولة أمم أفريقيا 2023.

وودع منتخب مصر بطولة أمم أفريقيا 2023، من دور الـ16 بعد الهزيمة من منتخب الكونغو الديمقراطية بركلات الجزاء الترجيحية.

وقاد فيتوريا منتخب مصر في إجمالي 18 مباراة، حقق الفوز في 12 مباراة، وتعادل في 5 مباريات وتعرض للهزيمة في مباراة وحيدة.

ماذا قدم كيروش مع منتخب مصر؟

كيروش تولى تدريب منتخب مصر من قبل في 8 سبتمبر 2021، خلفًا لحسام البدري والذي أقيل من منصبه عقب التعادل مع منتخب الجابون بنتيجة (1-1) في إطار تصفيات كأس العالم، وقاد منتخب مصر في إجمالي 20 مباراة، حقق خلالهم الفوز في 13 مباراة، وتعادل في 6 مباريات وتعرض للهزيمة في مباراة وحيدة.

وجاء كيروش لكي يحقق هدفًا أساسيًا وهو قيادة منتخب مصر للصعود لنهائيات كأس العالم وهذا لم يتحقق بعد الخسارة من المنتخب السنغالي بركلات الترجيح.

الحدث الأبرز لكيروش مع منتخب مصر خوضه ست مباريات في تصفيات كأس العالم حقق الفوز في أربع مناسبات مقابل تعادل مع أنجولا في دور المجموعات وخسارة من المنتخب السنغالي في المباراة الأخيرة لدى البرتغالي.

أما في بطولة كأس أفريقيا، فكان كيروش قاب قوسين أو أدنى من قيادة المنتخب لتحقيق اللقب الأفريقي والذي أقيم في الكاميرون، ولكنه خسر في المباراة النهائية أمام منتخب السنغال.

وفي البطولة العربية والتي أقيمت في قطر، خاض منتخب مصر ست مباريات ليحقق منتخب "الفراعنة" الفوز في ثلاث مباريات مقابل التعادل مع الجزائر في مرحلة المجموعات والخسارة من تونس في دور نصف النهائي بنتيجة (1-0) ثم منتخب قطر في تحديد المركز الثالث والرابع بركلات الترجيح.

رحيل وهجوم

كان قدوم كيروش لتدريب منتخب مصر، عن طريق أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، قبل أن يتم انتخاب مجلس جديد برئاسة جمال علام الرئيس الحالي لاتحاد الكرة.

قدوم المجلس الجديد لاتحاد الكرة، أشعل غضب المدرب البرتغالي عند رحيله عن تدريب منتخب مصر، بعد الفشل في التأهل للمشاركة في بطولة كأس العالم 2022.

وكان اتحاد الكرة خصم 25 ألف دولار من مستحقات كيروش في بطولة كأس أمم أفريقيا (2021) بسبب عدم حضوره المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة المغرب في لقاء دور ربع النهائي.

وهاجم كارلوس كيروش المدير الفني الأسبق للمنتخب المصري، الاتحاد المصري لكرة القدم بشأن عدم حصوله على مستحقاته المتأخرة.

كما أن محمد شوقي المدرب المساعد السابق لمنتخب مصر، قال في وقت سابق عن سبب رحيل كيروش: "طريقة التعامل لم تكن جيدة والكلام لم يُعجبه وأدى ذلك إلى رحيله عن مصر".

هل يعود كيروش لقيادة المنتخب؟

يعتبر كارلوس كيروش أحد الأسماء التي يدرس اتحاد الكرة إعادته لتوليه تدريب منتخب مصر خلال الفترة المقبلة، بعد رحيله عن المنتخب الوطني في 11 أبريل من عام 2022.

كما أن الحديث عن عودة كيروش لتدريب منتخب مصر، أبرزه أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، عندما صرح قائلاً: "هل يعود كيروش لقيادة المنتخب؟ كل الاحتمالات مفتوحة، هذا الرجل غيّر شكل منتخب مصر ووصل به إلى نهائي كأس أمم أفريقيا".

مسيرة امتدت بين 4 قارات قبل منتخب مصر

مسيرة كيروش التدريبية انطلقت منذ عام 1989 من خلال تولي منتخب بلاده تحت 17 عامًا ليستمر في قيادة المنتخب الملقب بـ"برازيل أوروبا" حتى عام 1991.

كيروش استطاع أن يصل لمنصات التتويج مبكرًا من خلال قيادة بلاده للحصول على بطولة أوروبا تحت 17 عامًا عام 1989، ثم الفوز ببطولتي كأس العالم 1989 و1991، ونجاح كيروش مع شباب البرتغال جعل الاتحاد البرتغالي يصعده لقيادة الفريق الأول إلا أنه لم يستمر طويلاً لسوء النتائج من خلال الفوز في 14 مباراة فقط من أصل 31 مباراة.

المهمة الثانية للمدير الفني البرتغالي كانت من خلال قيادة فريق ناجويا جرامبس إيت الياباني في الفترة من 1996 حتى 1998، وقاد كيروش بطل اليابان للوصول لنهائي كأس آسيا للأندية أبطال الكئوس خلال نسخة موسم (1996 - 1997) قبل أن يخسر المباراة النهائية، وكانت الهزيمة على يد الهلال السعودي بنتيجة (3-1).

مهمة قيادة المنتخبات عاد لها كيروش وهنا تولى الإدارة الفنية للمنتخب الإماراتي عام 1999، إلا أنه لم يستمر طويلاً ليرحل لقيادة منتخب جنوب أفريقيا عام 2000، وقاد منتخب "الأولاد" للوصول لنهائيات كأس العالم نسخة 2002 والتي أقيمت في كوريا واليابان، إلا أنه رحل بعد خلافه مع الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم.

فرصة كيروش الذهبية جاءت بعد الرحيل عن منتخب جنوب أفريقيا، فالبداية بالعمل مع الأسطورة التدريبية لفريق مانشستر يونايتد السير أليكس فيرجسون في موسم (2002 - 2003).

المدرب البرتغالي تولى قيادة ريال مدريد وتحديدًا في ولاية الثلاثي الذهبي زين الدين زيدان ولويس فيجو والظاهرة رونالدو، وانطلاقة كيروش كانت رائعة من خلال الحصول على لقب السوبر الإسباني بالفوز على ريال مايوركا موسم (2003 - 2004)، لكن ورغم البداية الرائعة، إلا أن كيروش رحل عن النادي الملكي بعد عشرة شهور فقط، حيث أنهى الريال موسمه في الدوري الإسباني بالمركز الرابع، في بطولة شهدت تتويج فالنسيا باللقب المحلي بـ77 نقطة.

كيروش عاد بعد ذلك إلى مانشستر يونايتد للعمل مع السير كمساعد وتحديدًا في عام 2004 ليستمر داخل قلعة "الشياطين الحمر" حتى عام 2008، والعودة كانت سلاح كيروش بعد الرحيل عن مانشستر يونايتد حيث قاد منتخب بلاده مرة أخرى في كأس العالم والتي أقيمت بجنوب أفريقيا نسخة 2010، المنتخب البرتغالي خرج مبكرًا من البطولة العالمية نتيجة الخسارة من حامل اللقب وقتها المنتخب الإسباني بهدف دون رد، لتكون هذه الخسارة بمثابة كلمة النهاية لكيروش وتتم إقالته.

بعد الرحيل عن منتخب البرتغال، قاد كيروش مهمة تدريب منتخب إيران لينجح في الصعود إلى كأس العالم 2014، إلا أنه ودع البطولة من مرحلة المجموعات والتي ضمت منتخبات (نيجيريا - الأرجنتين - البوسنة والهرسك)، وخروج كيروش مع منتخب إيران لم يمنعه من تجديد التعاقد، ليجدد عقده ويصل بعد ذلك لنصف نهائي بطولة أمم آسيا نسخة 2015 قبل الخروج من دور ربع النهائي على يد المنتخب العراقي بعد اللجوء لركلات الترجيح والتي جاءت لصالح "أسود الرافدين" بنتيجة (7-6)، حيث انتهت المباراة في توقيتها الأصلي والإضافي بنتيجة (3-3).

وأخيرًا مع منتخب كولومبيا، لم يعرف المدير الفني البرتغالي طعم النجاح وتحديدًا بعد خسارتين من أوروجواي وإكوادور في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال قطر، ليتولى بعدها تدريب منتخب مصر.

لماذا طُرح اسم كيروش للعودة للمنتخب؟

خلال فترة تواجد كيروش مع منتخب مصر، أظهر المدرب البرتغالي، شخصية قيادية، فرضها على أداء اللاعبين في منتخب مصر، حيث منحهم الثقة والروح التي أعادت منتخب "الفراعنة" على حافة منصات التتويج بالبطولات التي غابت منذ عام 2010.

كما أن كيروش منح جميع اللاعبين الذين ظهروا بقميص منتخب مصر في فترة تولية القيادة الفنية، الثقة وهي التي قادت المنتخب الوطني لتحقيق الانتصارات داخل وخارج الديار، واللعب كفريق بطل.

وأظهر كيروش طوال مسيرته التدريبية وتحديداً خلال تواجده مع منتخب مصر، حماسا كبيراً وشغفاً بتحقيق الانتصارات والعمل من أجل تحقيق الإنجازات من أجل المنتخب الوطني، كما أنه صاحب شخصية قوية لا يسمح بتدخل أحد في قراراته واختياراته للاعبين، ولا يسمح أيضاً للاتحادات التي تدير المنتخبات التي يتولى تدريبها بالتدخل في عمله.

وكان لدى المدرب البرتغالي رؤية وخطة واضحة وأيضاً برنامج لجميع المنتخبات الوطنية، كما أوضح محمد شوقي المدرب المساعد السابق في جهاز كيروش خلال فترة تواجده مع منتخب مصر.

من ضمن الأشياء التي جعلت منتخب مصر يظهر بشكل مختلف مع المدرب البرتغالي، هو رغبته في ضم بعض اللاعبين الغير معروفين إلى صفوف منتخب "الفراعنة"، وظهر ذلك بشكل واضح خلال مشاركة منتخب مصر في بطولة كأس العرب، حيث ظهرت بعض الوجوه الجديدة التي ارتدت قميص المنتخب في تلك البطولة.

وكان من أبرز الأسماء التي ظهرت مع كارلوس كيروش خلال قيادته لمنتخب مصر، هو محمد عبد المنعم مدافع النادي الأهلي، والذي يعتبر حجراً أساسياً الآن في التشكيل الأساسي لمنتخب مصر والنادي الأهلي.

معظم جماهير النادي الأهلي كانت لا تعرف طريق محمد عبد المنعم رغم نشأته في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، وذلك قبل مشاركة منتخب مصر الأول بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش، في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2021 والتي ظهر فيها المدافع الشاب بشكل مميز.

أمم أفريقيا 2021 كانت بمثابة انطلاقة محمد عبد المنعم بالأخص أن كيروش كان يعتمد عليه في كل مباريات الفراعنة، مما دعا إدارة النادي الأهلي إلى البحث عن المفرط في رحيل عبد المنعم الذي كان يلعب في صفوف فريق فيوتشر على سبيل الإعارة قادمًا من الفريق الأحمر، لتقرر إدارة النادي بعد الرجوع للجنة التخطيط والحديث مع الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني في ذلك التوقيت، عودة محمد عبد المنعم ليحتفظ بمكانه في التشكيل الأساسي للأهلي.

وتوالى المدربون على النادي الأهلي ومنتخب مصر وما زال محمد عبد المنعم المدافع الأساسي في التشكيل، وأصبح لا غنى عنه إطلاقًا.

حمل تطبيق يلاكورة على نظام Android

حمل تطبيق يلاكورة على نظام iPhone

تابع بطولة أمم أفريقيا مع يلا كورة.. من هنا

للتعرف على مباريات نصف نهائي أمم أفريقيا.. اضغط هنا