رمضان اليوم (6).. عندما كان الإسماعيلي مطالبا بإنقاذ إفريقيا

في السادس من رمضان لعام 1389 هجريا، الموافق 16 نوفمبر 1969، طالبت جريدة الأهرام، النادي الإسماعيلي، بحل أزمة سياسية خطيرة، بعدما أكدت أن فوزه على كوتوكو في بطولة أفريقيا للأندية البطلة، سينجي إفريقيا من الأزمة.

وأشارت الأهرام إلى أن نتائج دور الثمانية للبطولة، ألقت بأعباء جديدة على النادي الإسماعيلي الذي بات يمثل الكرة المصرية وتحمل في سبيل رسالته القومية نفقات باهظة لم تقل عن 6 آلاف جنيه في كل مباراة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإسماعيلي سيتحمل عبئا سياسيا خطيرا بدءا من الدور قبل النهائي أمام كوتوكو الغاني، فواجبه أن ينقذ إفريقيا من أزمة سياسية عنيفة.

الاسماعيلي كان تأهل لقبل النهائي بالفوز على جورماهيا الكيني، في الوقت الذي فاز كونكاري الغيني على سانت ألوا بطل الكونغو كينشاسا بنتيجتي 7-2 و2-0 ليتأهل لملاقاة تي بي انجلبير الكونغولي بطل أندية إفريقيا 1967 و1968، ليصبح وجوده في الدور النهائي مجرد مسألة وقت.

وشددت الصحيفة أن الموقف يحتم على الإسماعيلي المكافحة للفوز على كوتوكو ومنعه من الوصول للدور النهائي لملاقاة كونكاري، تفاديا لحدوث انفجار سياسي، الذي سيكون نتيجة حتمية للقاء كونكاري وكوتوكو في حال فوزهما، الأمر الذي يؤدي لإلغاء نهائي البطولة تفاديا للأزمة، لأنه في حال التصريح بإقامة مباراتي الذهاب والإياب بين بطلي غانا وغينيا فستكون مباراة ذهاب بلا عودة، لأن الفريق الزائر سوف يقتل لا محالة بسبب سوء العلاقات بين البلدين.

الاسماعيلي طلب خوض مباراة أكرا 23 نوفبمر، والإياب بالقاهرة 5 ديسمبر، وهو ما أيده اتحاد الكرة المصري، لكن اللجنة المنظمة كانت تصر على إنهاء الدور في الموعد المقرر له 30 نوفمبر، لكن الاتحاد الإفريقي كان سيحاول الموافقة على طلب الاسماعيلي لأن من شأنه إتاحة الفرصة له للاستعداد بشكل أكبر ما قد يؤدي لفوزه على كوتوكو والقيام بدوره الدبلوماسي في انعقاد البطولة وتفادي نشوب الأزمة الخطيرة.

الاسماعيلي بدأ معسكره بنادي الزمالك قبل المباراة الأولى بنحو 10 أيام، وقرر خوض مباراة ودية أمام المقاولون بكامل نجومه (طه بصري والفناجيلي والبوري).

وافق الكاف على طلب الإسماعيلي، بل أقر بإقامة مباراة الإياب في 7 ديسمبر، وتعادل الإسماعيلي ذهابا 2-2، قبل أن يفوز 3-2 بالقاهرة.

المفاجأة كانت في المباراة الأخرى، حيث فاز الانجلبر ذهابا 4-0، قبل أن يخسر إيابا 3-5، ليتأهل بمجموع المباراتين، ويتم إقصاء الفريقين طرفا الأزمة.

لعب الاسماعيلي ذهاب الدور النهائي خارج ملعبه وتعادل 2-2، قبل أن يفوز إيابا 3-1، ليصبح أول فريق مصري وعربي يتوج بالبطولة.