الأحد 21 نوفمبر 2010
01:28 م
مؤامرة زملكاوية كانت وراء تصريحات أبوتريكة التي أساءت لحسام البدرى بعدما قال اللاعب الكبير أنه يفتقد مانويل جوزيه في الأهلي ولا يشعر بالراحة النفسية إلا مع حسن شحاتة فى منتخب مصر.
هكذا اتهم عشاق الأهلى كريم حسن شحاتة ومعاونيه في برنامجه الذين ينتمون للزمالك بتدبير تلك المؤامرة واستدراج أبوتريكة للحديث بضغط من حسن شحاتة على أبوتريكة ليخرج عن صمته ويتكلم ثم يستدرجه كريم ليقول كلاما ممكن تفسيره باعتباره إهانة للبدرى.
ومؤامرة أهلاوية كانت وراء انفجار طوفان الغضب والسخرية من شعار ناديك يناديك الذي رفعته إدارة الزمالك تناشد الجماهير البيضاء للوقوف خلف ناديها فى أزمته المالية القاسية.
هكذا اتهم عشاق الزمالك الإعلام الأهلاوى ورجاله الذين تظاهروا بالحزن على الزمالك وأزمته الحالية وصوروا الأمر على أنه إهانة بالغة والانتقاص من قدر ومكانة النادى الكبير وذلك حتى لا يتحمس أحد أو يسارع بالمشاركة فى إنقاذ الزمالك وبالتالى يواصل النادى العريق عجزه وانهياره.
وفى كل يوم جديد مؤامرة جديدة سواء كانت حمراء أو بيضاء .. كأن عشاق الأهلى ومسئولوه يستيقظون من نومهم كل صباح وليس هناك ما يشغلهم إلا الإساءة للزمالك واختلاق أى أزمة أو مشكلة جديدة تربك النادى المنافس وتقلقه وتحول بينه وبين أى استقرار أو انجاز.
وهو أيضا ما يقوم به عشاق ومسئولو الزمالك كل صباح بتصدير المشكلات والأزمات للأهلى وإدارته ولاعبيه .. وأصبحنا كلنا للأسف قابلين لتصديق ذلك .. جمهور كل ناد بات مستعدا لأن يقتنع فى لحظه بأن ناديه ضحية لمؤامرة رخيصة قام به أتباع النادى المنافس وأنصاره.
لم نعد نمنح أنفسنا أى فرصة للفكر ولم يعد كثيرون منا على استعداد للاحتكام لأى عقل أو منطق .. فعلى سبيل المثال .. مهما كان دهاء كريم حسن شحاتة ومكر معاونيه وخبثهم وكراهيتهم للأهلى .. فلا أحد يستطيع على الإطلاق أن يجبر أبوتريكة على أن يقول ما ليس يريد أن يقوله وما ليس مقتنعا به فى الاصل.
أما أزمة ناديك يناديك .. فلا أحد يتوقف ويتأمل ليكتشف أن أشد أعداء هذا الشعار وتلك الحملة صحفيا وتليفزيونيا كانوا ولا يزالوا من أنصار الزمالك وكبار مسئوليه السابقين ولا علاقة بهم بالأهلى من قريب أو بعيد .. لكننا لا نريد أن نكتشف ذلك ولا نريد أن نصدقه أيضا .. فالحديث عن المؤامرات والخطط السرية وصفقات الشياطين دائما أحلى وأشهى من أى حديث عن أخطاء أو مشكلات ومواجع حقيقية يعيشها الأهلى أو الزمالك.
لم نعد نمنح أنفسنا أى فرصة للفكر ولم يعد كثيرون منا على استعداد للاحتكام لأى عقل أو منطق
فالمؤامرة شماعة رائعة صالحة دوما لنعلق عليها أى خلل أو تقصير أو خطأ .. المؤامرة تعفينا من أى مواجهة أو مساءلة أو عقاب .. ونحن لم نعد كذلك فى كرة القدم فقط .. إنما أصبح هذا هو حالنا فى كل أمور ونواحى حياتنا.
فنحن سياسيا لم نخطئ فى شىء إنما هى أمريكا التى تحاربنا وتتآمر علينا بالليل والنهار وإسرائيل هى التى تطردنا من أفريقيا وقناة الجزيرة هى التى ترصد عيونا وهمومنا وخطايانا، ونحن اقتصاديا أبرياء تماما ولكن هناك قوى خفية هى التى تتآمر علينا وتفسد حياتنا وكأننا لا نملك حق وسلاح مقاطعة أى سلعة يحاول أصحابها استغلالنا أو كأن شيطان أكبر منا هو الذى يجعلنا ندفع كل سنة أكثر من ثلاثة مليارات جنيه رغم ظروفنا الصعبة للحديث فى التليفون المحمول، ونحن اجتماعيا مجرد ضحايا لتقصير وإهمال أمنى وبالتالى لا أحد منا يستوقفه حادث باب الشعرية والشاب الذى تم ذبحه فى الشارع فى وضح النهار أمام ركاب أوتوبيس مزدحم وعلى رصيف مقهى يفيض بالرجال وبالقرب من عربة فول تمتد أمامها الطوابير دون أن يتدخل أحد لانقاذه أو حادث شارع التسعين بالتجمع الخامس حيث فتاتين يتم اغتصابهما أمام كثيرين جالسين فى سياراتهم يستمتعون بالفرجة أو ينتظرون انفراجة الطريق ليعبروا بسياراتهم للحاق بمواعيدهم.
وإذا كان هذا هو حالنا فى طل أمور حياتنا .. فلماذا تبقى كرة القدم بعيدة عن ذلك .. لابد أن تخضع هى الاخرى لنفس نظرية المؤامرة .. لابد أن يقتنع جمهور الأهلى وكل من ينتمون إليه بأن الأهلى على خير ما يرام .. إدارة ولاعبون وجهاز .. فإن وقعت مشكلة أو أزمة .. فهى حتما قادمة من خارج الاهلى ولم يصنعها إلا أحد هؤلاء الذين يكرهون الأهلى.
وكأننا لا نملك حق وسلاح مقاطعة أى سلعة يحاول أصحابها استغلالنا أو كأن شيطان أكبر منا هو الذى يجعلنا ندفع كل سنة أكثر من ثلاثة مليارات جنيه رغم ظروفنا الصعبة للحديث فى التليفون المحمول
والزمالك يالتأكيد يراه جمهوره وعشاقه فى كل مكان ناديا قام من كبوته وبدأ يستعيد أمجاده وبريقه القديم .. لكنهم الشياطين أنصار الأهلى سواء فى الإعلام أو عبر المواقع الإليكترونية هم الذين يختلقون أزمات وأوجاع الزمالك وينصبون له الكمائن لأنهم لا يريدون للنادى الكبير أن يقوم أو يعود.
وأنا بالطبع أتوقع سيلا من الإهانات والشتائم تأتيني بسبب هذا الكلام من بعض جماهير الناديين معا التى لم تعد تحب أن يواجهها أى أحد بالحقيقة .. قراء لم يعودوا يقرأون الكلام ويخضعونه لحساب العقل والمنطق فيقبلوه أو يرفضوه .. إنما يفضلون بدلا من ذلك أن يفتشوا فى النوايا والضمائر .. فهذا فى رأيهم أجمل وأسهل وأكثر إمتاعا وجاذبية .. تماما مثل قارئ عزيز له تقديره واحترامه .. كتب يعلق على مقالى الماضي يطالبني باحترام الإسلام وأنه لا يليق بى كصحفى محترم أن أصف أصحاب المنابر والخطب بأنها زائفة ومملة .. مع أن كل ما قلته كان أننى أؤمن بمصر والمصريين إيمانا حقيقيا بعيدا عن الصوت الزاعق وخطب الإنشاء الطويلة والمملة.
ولا أفهم حتى الآن ما العلاقة بين ما كتبته وبين الإسلام الذي أدين به وأحترم والتزم بحدوده وقواعده .. لكنها باتت مسألة التفتيش فى النوايا والضمائر واختراع وتصور ما لم تقله الكلمات والسطور بالفعل.
وهذا لا يعنى أن هناك قراء كثيرين أشكرهم جدا سواء اتفقوا معى أو اختلفوا لأنهم ناقشونى فيما كتبته فقط دون أدنى اهتمام بمن أكون أو بما أكتمه داخلى أو النادى الذى أنتمى إليه .. وهناك قراء لم يكتفوا بالنقاش والتعليق وإنما استجابوا لطلبى ورؤيتى بأن نستغل هذا الحب الجارف سواء للأهلى أو الزمالك إما بإعادة تجميع التاريخ الحقيقى والكامل للكرة المصرية بأسرها أو التفكير فى افضل الحلول لمواجهة الازمة المالية فى الزمالك.
وأنا بالطبع أتوقع سيلا من الإهانات والشتائم تأتيني بسبب هذا الكلام من بعض جماهير الناديين معا التى لم تعد تحب أن يواجهها أى أحد بالحقيقة
وجاءتنى أفكار كثيرة جدا من شباب وفتيات رائعين جميعهم قرأت ما كتبوه وما يريدون تحقيقه فتأكدت أننى كنت على صواب وأنه من بين هؤلاء القراء من يفكر ويحلم ويخطط أفضل كثيرا وجدا من الذين يكتبون أو يتكلمون بالفعل طول الوقت سواء هنا أو على أوراق الصحف وشاشات التليفزيون.