السبت 8 يناير 2011
07:32 م
لست ممن يحبون أن تلطم الخدود وتزرف الدموع في أي موقف جلل ولكني من هواة أن نتخذ من أي موقف سلبي سبيل للقوة.
ما حدث في الإسكندرية كشف الوجه القبيح لعدد ليس قليل ممن يتغنون بحب هذا الوطن وهم بلا شك أول الراقصين على جثمانه الذي سقط أمام – مسجد وكنيسة في الإسكندرية - أن يصل الحال بشخص أن يفجر نفسه أو يفجر سيارة مفخخة أمام كنيسة تحتفل بعيدها فهذا معناه أن التخلف والكفر وصل بهذا الشخص إلى درجة لا يمكن لأحد أن يتخيلها.
ولكن قمة التخلف والجهل أن تجد في مثل هذا الحدث الجلل والوقت الذي لا يحتمل أي نوع من أنواع التعصب الأعمى البغيض في أي شيء أن ترى – مسئول كروي في نادي كبير – يهاجم الجميع ويتهم الجميع بالتآمر على ناديه ويظهر على أنه – إبراهيم الأبيض – في فيلم أحمد السقا الشهير .
قمة التخلف والجهل .. أن تجد رجل – معروف – بلغ من العمر أرذله كل همه أن يكذب على البسطاء ويلقي لهم بمعلومات واهية وعصبية رهيبة ضد أي كيان أخر لا ينتمي هو إليه وتسمع من فمه مجموعة من الكلمات التي إن سمعها أحد البسطاء لبحث عن أي شخص ينتمي للفريق الأخر لكي يضربه علقة على غفلة!
قمة التخلف والجهل .. أن نستغل حدث جلل مثل ما حدث في الإسكندرية لكي نحقق مكسب شخصي أو مجد شخصي بأن نتصل بفنان نعرفه لكي يقول لنا – أنا حعمل أي حاجة انا حغني في أي حتة – فيقول له الأخر تعالى غني عندنا في بلدي ...... علشان فيها مسيحيين كتير!
قمة التخلف والجهل ...أن نخلع حذائنا في وجه ملايين البشر بحجة أننا نعشق الكيان الذي ننتمي له وأن نجد من يدافع عن هذا التصرف الأحمق بل نجد من يتهم من نشر الحقيقة المرة بأنه يثير التعصب !
قمة التخلف والجهل .. أن نسب شاب بكل أنواع السباب ونحن نتوقع منه أن يكون هادئ وديع لا تكون منه ردة فعل تجاه كل البذاءات التي يسمعها عن نفسه وعن أسرته وأن نقول بعدها أن هذا الشاب أو اللاعب فاقد للأخلاق !
قمة التخلف والجهل ... أن نبقي هذا الشباب يتحمس فقط لكرة القدم يتعصب فقط لكرة القدم يؤمن بأن الكرة هي الملاذ الوحيد له لكي يقول كلمته التي هي أصلا نابعة من عقلية سيطرت عليها كل معاني التعصب في أي شئ وضد أي فكر يختلف مع فكره .
قمة التخلف والجهل .. أن نستغل حدث جلل مثل ما حدث في الإسكندرية لكي نحقق مكسب شخصي أو مجد شخصي
قمة التخلف .. أن نستمع لكل دعات الفتنة بيننا ونحن على مدار تاريخنا نقول على جاري المسيحي – يا خال – ويقول صديقي على والدتي المسلمة – أمي – فنترك كل هذا ونستمع لبعض المتخلفون الذين يرتدون عمامة الديانتين المسلمة والمسيحية وينشرون سمومهم على كل العامة من أبناء هذا الوطن.
قمة الجهل .. أن يكون لديك حكومة تسمع كلام كل من يعبث بعقول شباب هذا الوطن مسلمين ومسيحين على مدار شهور وسنوات ولا تتحرك ولا تغلق فم هؤلاء في وقت واحد حتى يستريح الوطن من أمثال هؤلاء ... ولكنهم يقفون بالمرصاد لكل من يقول كلمة حق في هذا الوطن!
والمصيبة الأكبر أن هذه الحكومة تتعامل مع الوضع على أنه – خلاف كروي – بين رجل أهلاوي وأخر زملكاوي أو اسمعلاوي وبورسعيدي – في حين أن الصراع يمتد لكي يصل الى قطبي الأمة من مسلمين ومسيحين وهم نيام!
قمة التخلف والجهل .. أن تكون حكومة تكذب علينا منذ سنوات وحزب أضاع كل معاني الوطنية والحب والإنتماء ليزرع مكانها كل معاني التخلف والتعصب والتشنج ضد أي شئ وأن يجد هذا الحزب من يصدقه حتى الأن.
أيها السادة ... قمة التخلف والجهل أن نبقى الأن بلا حراك .. وألا نعلن بصوت عالي أننا نرفض أن يتم اللعب بنا كما يلعب الناس بكرة القدم بمثل هذا الشكل بعد الأن ... قمة التخلف والجهل أن نبقى ساكنين ننظر لما يحدث حولنا ونقول .. لا حول ولا قوة إلا بالله ... قمة التخلف والجهل أن نقف مكتوفي الأيدي وأن نخاف من شخص ولا نخاف من الله ولا نخاف على هذا الوطن الذي يبكي دما منذ سنوات ونحن نكتفي بإلقاء اللوم على كل شخص إلا أنفسنا.
قمة التخلف والجهل .. أن تكون حكومة تكذب علينا منذ سنوات وحزب أضاع كل معاني الوطنية والحب والإنتماء ليزرع مكانها كل معاني التخلف والتعصب
الأن والأن فقط يجب أن نتحرك يجب أن تجلس مع أخيك وان تجلس مع زوجتك وأن تجلس مع أبناءك لتحكي لهم قصة وطن .. قصة حياة .. يريدها لنا البعض – جحيما – وان تعلم كل هؤلاء كيف يعيشون أعزاء مثقفون متقبلون لفكرة الأخر.
الأن والأن فقط .. يجب أن تعرف ماذا تسمع .. ماذا تقرأ .. من الذي تسمع له .. إقرأ في دينك .. ولا تأخذه من المشايخ الملاكي .. أو المشايخ المتشنجون دائما .. يجب أن يكون لك أيمانك وعقليتك وعقيدتك وأن تعرف أن الله خلقنا مختلفون ولولا هذا الاختلاف لما وجدت الأرض ... الآن .. يجب أن تكون لك شخصيتك ورأيك وأن تتقبل الرأي الأخر .. ولا تكن مجرد متبع يقرأ كلام من ألاف السنين ويقول أنه حق على طول الخط لأنه لا حق إلا كتاب الله ... يجب أن تعودوا الى كتاب الله .. الكتاب الذي قال فيه الله .. اننا نؤمن بالله وملائكته ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ... أرجعوا إلى إنجيلكم لتسمعوا كلمات المسيح – الله محبة – لا تقتلوا هذه المحبة لا تقتلوا ترنيمة سلام موجودة عندنا منذ ألاف السنين .. أرجوكم لا تقتلوا مصر!