الثلاثاء 1 مارس 2011
02:36 م
أيا كان شكل التغيير أو نوعه ومساحته .. فمن المؤكد أننا لسنا الذين كنا قبل ثورة يناير .. تغيرنا وتغيرت أمامنا وحولنا وداخلنا أشياء ومعانى وملامح كثيرة جدا .. بعضنا صار أسوأ وأقبح بعدما سقطت عنه الأقنعة وبان ما كانت تخفيه أو انساق وراء مطامعه الخاصة والبحث عن أى دور أو فرصة لركوب أى موجة وبأى شكل أو ثمن ودون تفسير أو حتى خجل.
لكن معظمنا فى المقابل أصبحوا أفضل .. أكثر صدقا وشفافية وقوة وقدرة على الحلم والبناء والتفتيش عن حياة أكثر شرفا وأمانا وجمالا بدون فساد وظلم وزيف .. ولأننى من أسرة هذا الموقع الجميل .. ياللاكورة .. وأزداد شرفا واعتزازا يوما بعد آخر بهذا الموقع وقرائه ومسئوليه .. فإننى أحلم بدعوة تنطلق من هنا للجميع.
إذ أننا الآن .. وبعد الثورة .. وهذا التغيير الذى بدأ فى بلادنا وحياتنا وفى داخلنا أيضا .. أصبحنا كلنا مطالبين بالتفتيش عن إعلام رياضى جديد ومختلف .. إعلام يتخلص من كل خطايا القديم فلا يبقى طول الوقت يتصيد الأخطاء ويسخر من أصحابها دون أى أفكار أو اقتراحات للمستقبل والبناء .. إعلام لا يدعو للتعصب أو إفساد كل حلم أو فكرة جميلة سواء بداعى الانتماء لناد بعينه أو رفضا لصاحب الفكرة أو لمجرد اثبات القدرة على السخرية من كل شىء وكل أحد.
كما أتمناها أيضا دعوة ليست للاتفاق وإنما للاحترام .. نختلف فى الأراء والرؤى والأحكام والمواقف .. لكن لا نسمح لخلافاتنا بأن تدفعنا للانتقاص من أقدار بعضنا البعض .. نختلف كثيرا وجدا وفى كل شىء ولكن بدون إهانة أو سخرية أو تسفيه لأى رأى معارض أو مختلف .. وأن نبقى فى النهاية كلنا أصحاب أراء واجتهادات قد تخطىء أو تصيب .. ولكننا لسنا قضاة نصدر أحكاما نهائية على أى أحد بالبراءة أو الإدانة .. ولو منح أحدنا نفسه الحق فى تقييم الناس والحكم عليهم وإدانتهم دون حق أو دليل .. فعليه ألا يغضب إذا تعرض هو لنفس الموقف وفوجىء بمن يحكم عليه أيضا دون منطق أو دليل.
كما أتمناها أيضا دعوة ليست للاتفاق وإنما للاحترام .. نختلف فى الأراء والرؤى والأحكام والمواقف .. لكن لا نسمح لخلافاتنا بأن تدفعنا للانتقاص من أقدار بعضنا البعض
وأنا أبدأ بالمشاركة العملية فى هذا الإعلام الجديد وأعلن اختلافى مع أيمن يونس عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم .. ولن أسمح لنفسي بسبب هذا الخلاف أن أطلق أحكاما عامة على أيمن أو أحاسبه على الماضى والمستقبل أو أفتش فى ضميره ونواياه .. ولكننى فقط أبدى اعتراضي على فكرة التلويح بالاستقالة ثم تقديمها بالفعل ثم التراجع عنها.
وقد رأيت فى ذلك نفس منهج زمن ما قبل ثورة يناير وكأنه لم يتغير شىء .. فو كان أيمن مقتنعا بالفعل بضرورة استقالته دون أي تراجع أو استسلام ومهما كانت الظروف .. وأظن أن أيمن يونس خسر كثيرا بالتراجع عن استقالته .. وأنا لا أعرف مدى صحة ما قيل عن تعرض أيمن يونس لإطلاق النار عليه بالقرب من بيته فى 6 أكتوبر .. لكنه قال أن استقالته كان سببها أن بعض البدو كانوا يريدون الاستيلاء على الأرض الخاصة بمشروع الهدف وحين طلب النجدة من زملائه فى اتحاد الكرة لم يستجب له أحد فقرر أن يستقيل.
وهذا يتعارض مع كلام آخر قيل أن تلك الاستقالة سببها الظروف التى تغيرت وأن أيمن يريد أن يخرج من تلك المنظومة مستعدا لأى حساب أو مساءلة .. وقيل أيضا ولكن ليس على لسان أيمن أن الاستقالة سببها الحقيقى أن الفساد فى الجبلاية بات أكثر مما يمكن احتماله.
وأظن أن تعدد الروايات بشأن حدث واحد يعنى أنها كلها روايات ليست صحيحة .. وكم كنت أتمنى لو يثبت أيمن على موقفه ويتمسك باستقالته كمقدمة لاستقالة كل أعضاء الاتحاد الذين لم يعد الزمن المقبل زمانهم ولن يبقى فى أيامنا الجديدة دورا أو مكانا لهم ولنفس تلك الممارسات التى لا يرضى بها أحد.
وأود أيضا عتاب مدحت شلبى الذى شن هجوما غريبا وقاسيا ضد حسام حسن المدير الفنى للزمالك لأن حسام رفض السماح لكاميرا قناة مودرن بالتسجيل مع اللاعبين عقب مباراة ستارز الكينى .. وفوجئت بشلبى يعاير حسام قائلا أن المرتب الكبير الذى يتقاضاه إنما يأتى من الأموال التى يتقاضاها الزمالك من قناة مودرن.
وأظن أن تعدد الروايات بشأن حدث واحد يعنى أنها كلها روايات ليست صحيحة
وأظن أن هذا الأسلوب فى الكلام والنقد والاختلاف فى الرأى لم يعد له مكان أو أنصار فى مصر الجديدة .. أقول ذلك وأنا مختلف تماما مع موقف حسام حسن بشأن الرئيس السابق مبارك والثورة التى بدأت فى التحرير .. لكن لن يمنعنى ذلك من الوقوف معه أمام هذا الأسلوب والهجوم غير اللائق من مدحت شلبى الذى أناشده بأن يتغير ويشاركنى الدعوة لإعلام رياضى جديد ومختلف فى مصر. فالمعايرة سواء كانت للنادى أو مدربه أمر غير لائق على الإطلاق .. ومودرن لا تقدم للزمالك أى تبرعات أو صدقات ليتمكن النادى العريق والكبير من تسديد واجباته والتزاماته.
وتبقى نقطة أخيرة تتعلق بهذا التغيير الذى طرأ على بلادنا وحياتنا وأتمناه يصل إلى كل مؤسساتنا الكروية بكل ما ومن فيها .. فقد فوجئت طيلة الأيام القليلة الماضية بعدد ليس قليلا من نجوم ولاعبين كبار فى مختلف الأندية .. يمارسون نفس السلوك القديم .. المساومة والتهديد والمطالب التى لا أول لها ولا آخر .. والذى فى الأهلى ويشيع أن الزمالك يريده .. والذى فى الاهلى يهدد بالانتقال للزمالك .. والذى يهدد الاثنين معا بعروض أوروبية وهمية .. والكل فى النهاية يريد مزيدا من المال.
مع أننى تخيلت أن كل الناس من الذين يتقاضون المرتبات الاستثنائية والمكافآت الضخمة والهائلة .. سيقنعون بما ينالونه .. وهو حق ومشروع وقانونى .. ولن يفكر أحد منهم فى طلب أى زيادة .. بل ومن الممكن أن يقدم بعض أو كثير من التنازلات لا لشىء إلا لأن ما جرى فى مصر منذ يناير مفترض أنه غير كل النفوس وألغى كل المطامع حتى لو كانت مشروعة.
مع أننى تخيلت أن كل الناس من الذين يتقاضون المرتبات الاستثنائية والمكافآت الضخمة والهائلة .. سيقنعون بما ينالونه
فهناك قوانين وعقود ولوائح .. ولكن أيضا هناك حس إنسانى جميل ونبيل .. وهناك أيضا خجل يمنع أى تفكير فى المطالبة بأى زيادة فى مرتب أو مكافآة أو قيمة تعاقد فى مثل هذه الظروف .. ولكن على أى حال .. أعرف أنه ليس كل الناس سيستجيبون للتغيير لكن ليس هناك ما يمنع من أن نحلم وأن نحاول أيضا.