الخميس 10 مارس 2011
01:26 م
معظم الاعلام المصري – ولا أقول كله – بصفة عامة والاعلام الرياضي والوسط الرياضي بصفة خاصة أقل ما يمكن أن يقال عنهم هو أنهم كانوا سلبيين في التعامل مع ثورة 25 يناير .. اما بالرفض المطلق فى أول الاحداث، أو بالتخوين والاتهام بالعمالة لدى دول أجنبية وأجندات وأموال ووجبات و ... و...، أو على الاقل مسك العصا من المنتصف حتى يعطوا لأنفسهم الفرصة للتمايل مع العصا حسبما تميل موازين القوى.
فلو نجحت الثورة فانهم معها، وان نجا النظام فهم فى ذيله ولا لائم لهم والاخرين آثروا الصمت والاختفاء والانزواء اما لعدم المخاطرة بأنفسهم وبأسمائهم وبوظائفهم، أو ترقبا للأحداث وترتيبا للأوراق بما يتماشى مع تطورات هذه الأحداث.
بينما القلة القليلة هي التي آثرت أن تعرب عن آراءها بوضوح وتقف موقف واضح في قلب التحرير وعلى رأسهم نادر السيد بما في ذلك الموقف من مخاطرة حقيقية على مستقبله المهني على الأقل.
لا أتكلم هنا عمن كان مع أو ضد الثورة فكل منهما لهما آرائه ويجب احترامها عملا بمبدأ حرية الرأي التي نطالب بها، أو نعلق على معسكرين أحدهما فى مصطفى محمود والاخر فى التحرير فكل منهما له معتقداته وأهدافه، ولكنى أتكلم عن فضيلة أساسية اسمها "الثبات على المبدأ" تم انتهاكها بفجر شديد من قبل هذه الأغلبية بعد أن تحولت من محاربة الثورة، أو داعمة للنظام، أو ماسكة للعصا من المنتصف، أو ساكتة عن الحق الى مظاهرة ثورية على شاشات التليفزيون، ومحطات الإذاعة، و صفحات الجرائد والمجلات، و مواقع الأنترنت والمنتديات.
لا أتكلم هنا عمن كان مع أو ضد الثورة فكل منهما لهما آرائه ويجب احترامها عملا بمبدأ حرية الرأي التي نطالب بها
أدعوا أكاذيب تتردد يوم بعد الآخر حتى تصبح واقع رغم زيفها ، ناسين أو متناسين أن الشعب المصري أذكى منهم و أكثر وعيا من الكثير ممن يفترض بهم حمل مشاعل الوعى، جاهلين أو متجاهلين حقيقة أن أدوات العصر التي استخدمت في تحريك الملايين مازالت حاضرة سواء صور أو فيديوهات أو أحاديث مسجلة على اليوتيوب وتتناقلها المواقع الالكترونية وصفحات ومجموعات الانترنت والفيس بوك، وكأنهم مازالوا يعيشون في عصر ما قبل 25 يناير.
تعاملوا مع الثورة كعادتهم على طريقة الموالد، فمن أتهم الثوار في شرفهم أصبح ينعتهم بالشباب الطاهر، ومن كان من مطبلى وزمارى النظام أعلن أن الجميع يعلم أنه ضد النظام.
وضابط شرطة يعمل بالإعلام وكان يرتعد من ذكر اسم "العادلي" أمامه أصبح يطلق عليه القفشات ويسخر منه رغبة في الضحك على الناس الذين باتوا يضحكون عليه هو الآن، والذى يحاول أن يلبس لباس الشرف وهو عاري يدعى بأنه تم تضليله وكأن اعلامنا ونجومنا الرياضيون أطفال صغيرة السن بعيدين كل البعد عن النظام يعيشون في المدينة الفاضلة شاربين حاجة أصفرة جعلتهم يتنازلون عن شرفهم دون أن يكونوا في وعيهم الذى عاد فجأة مع نجاح الثورة بعد أن كان قد أختفى مع بدايتها.
أما المضحك المبكى هو تصريح أحد نجوم الكرة - والذي يعمل في مجال الإعلام الرياضي - بأنه لم يكرم في مصر في ظل النظام ولو بحديدة، ولا يعرف أبناء الرئيس، وهو من حصل على أعلى الاوسمة وأغلى الهدايا وكان يلعب معهم أو عليهم كرة في أوقات الفراغ، أما أعضاء مجالس أدارات الاتحادات الرياضية والأندية التي ارتعدت فرائسهم من ملفات الفساد المقدمة للنائب العام فقد هرولوا في استقالات مسببة من وظائفهم المفترض أنها تطوعية بحجة محاربة الفساد و كأنهم لم يكونوا ترس دائر في ماكينة الفساد أو على أقل تقدير لم يروا هذا الفساد قبل 25 يناير.
وضابط شرطة يعمل بالإعلام وكان يرتعد من ذكر اسم "العادلي" أمامه أصبح يطلق عليه القفشات ويسخر منه رغبة في الضحك على الناس
الحالات كثيرة ومريرة ولا أعلم كيف يواجه هؤلاء البشر أنفسهم و ضمائرهم أو أبناءهم وهم يعلمون أن آباءهم منافقين وأن هالة النجومية التي تحيط بهم لم تستطيع أن تمنع الجميع من رؤيتهم على حقيقتهم وهم في منتهى الرخص وهم يبدلون آرائهم ومبادئهم كما يغيرون قنوات التليفزيون بالريموت كونترول من أجل لقمة أو عظمة تلقى اليهم فينحنوا لها أو ترفع لهم فيشبوا لكى يلتقطوها من أيدى أسيادهم.
النظام سقط بالأمس القريب، والأقنعة تتساقط الآن، والرؤوس ترتفع بفخر الانتماء لمصر الحرة بينما تسموا دماء أبطال الثورة الحقيقيين من الشهداء والجرحى بأصحابها الى الفردوس الاعلى رغم أنهم ليسوا نجوم في عالم الرياضة أو الأعلام، وانما نجوم أضاءت ليل مصر حتى تشرق شمس حريتها رغم أنف الظلم والظالمين ... والنفاق والمنافقين.