الإثنين 10 أكتوبر 2011
01:26 م
الجميل في كرة القدم دائما أنها تعطي لك القدرة على الاختيار في أي مباراة فإما أن يفوز هذا الفريق أو ذاك أو يتعادلان.
لا توجد نتيجة أخرى يمكن بها أن تنتهي مباراة لكرة القدم ولذلك فنحن أمام فوز محتوم للزمالك أو إنبي بكأس مصر .. والإثنين يستحقان اللقب فلا مشكلة في هذه المباراة وأرجو أن يتابعها الجمهور بهذا الشكل البسيط جدا والغير مثير.
فما يجب أن نتابعه جميعا خلال الأيام القادمة هي مباراة أخرى أسمها مباراة تحديد الفائز بمصر .. وهي مباراة للأسف لن يخرج فيها منتصر ولن يفوز فيها أحد وكل ما نستطيع عمله في هذه المباراة أن نحاول الخروج بأفضل نتيجة ممكنة – تمثيل مشرف – يعني بتاعة اتحاد الكرة والاتحادات المصرية كلها!
ما يحدث في مصر الأن هو عبارة عن مباراة خاسرة لا محالة لا أحد فائز فيها سواء كان المجلس العسكري الذي يتهمه الجميع بأنه يريد أن يسيطر على البلاد .. ولا الأحزاب الكرتونية والمائة إئتلاف لشباب الثورة ... ولا الإخوان المسلمين .. ولا السلفيين .. ولا المسيحيين.
فالكل سيخرج خسران من هذه المباراة إذا أستمر اللعب – القذر – الذي نراه كل يوم بين كل هذه الفرق المتصارعة على كعكة مصر المحروسة.
إئتلافات شباب الثورة والأحزاب الكرتونية يهاجمون المجلس العسكري دائما ويقولون عليه أن يعود لثكناته .. رائع .. وماذا بعد من سيحكم مصر؟؟ أسماء محفوظ أم وائل غنيم ؟؟ أعتقد أنكم لن تتفقوا أصلا على أحد فيهم!
والأحزاب الكرتونية من سيحكم مصر؟ رئيس حزب الوفد أو رئيس حزب العدالة والحرية .. أم رئيس حزب – المزاريطة - !! والله ما حتعرفوا تختاروا!
فالكل سيخرج خسران من هذه المباراة إذا أستمر اللعب – القذر – الذي نراه كل يوم بين كل هذه الفرق المتصارعة على كعكة مصر المحروسة
وبالنسبة للأخوان .. أنتم تقولون أنكم لا تريدون حكم مصر .. رائع .. من سيحكم مصر بعد ان يعود المجلس العسكري الى ثكناته؟
ان ما نشاهده الأن هو بالفعل مباراة – قذرة – بين الجميع للفوز بوطن عاش سنوات وسنوات تحت خط الفقر والجهل والتخلف والأن يريدون أن يمزقوه أكثر وأكثر بين فرق كل فريق يلعب لمصلحته ولا أحد ينظر لمصلحة هذا الوطن المسكين.
إذا كان فيكم من يتقي الله ويريد مصلحة هذه البلد فهذا ما عليكم فعله:
المجلس العسكري:
أن يعلن المجلس العسكري أنه سلطة مؤقتة في البلاد هو ومجلس الوزراء الموجود حاليا وبالتالي فهو ليس منوط به رسم أي خطط مستقبلية لهذا الوطن أو حل أي مشكلة من مشكلات الأجور وما إلى ذلك لأنه ببساطة سلطة مؤقتة .. ثم يعلن علينا متى سيترك البلاد بعد تسليمها لسلطة مدنية بالشكل الذي يراه مناسبا للحفاظ على كيان هذا الوطن دون أن تتعدى هذه المدة الزمنية العام الواحد من الأن .. وبالتالي فهو سيكون منوط به أن يحافظ على الأمن والأمان وشكل العمل في البلاد لهذه الفترة الزمنية دون الدخول في مهاترات أخرى.
الأحزاب الكرتونية وإئتلافات الثورة:
أن تقولوا لنا جميعا ما هي مشكلتكم بالظبط .. أنتم تطلبون من مجلس عسكري – غير منتخب – أن يقوم بحل كل المشكلات الموجودة حاليا وأن يقوم هو بالتعامل مع كل الأمور المعلقة في هذا الوطن وأنتم أنفسكم ترفضون أن تصبروا عليهم لكي يحققوا ذلك !! والأدهى من ذلك أنكم تقولون أنه سلطة مؤقتة ولا يصح له أن يفعل أي شئ متعلق بمستقبل الوطن !!! – عروستي!
الأخوان المسلمين:
عليكم الأن أن تقولوا لنا أنكم تريدون الحكم ولا تلعبوا على وتيرة – 25% من أعضاء مجلس الشعب – علشان اللعبة رخمة وشكلها بايخ ولا يعيبكم أصلا أن تسعوا الى الحكم طالما أن صندوق الأنتخاب سيكون هو الفيصل.
في النهاية .. انا لست متفق مع المجلس العسكري ولا أنتمي لأي حزب أو إئتلاف ثوري ولكني كنت مشاركا في الثورة من أول يوم حتى 11 فبراير .. وبعدها أدركت أن مصر تتحرك نحو الهاوية لأن الجميع يقسم التورتة .. قبل أن يشتريها!
وبالتالي فأنا أقولها لكم صريحة .. كل رجالات الثورة الحقيقين رفضوا الظهور في القنوات التلفزيونية أو الحديث مع أي وسيلة إعلامية لأن الهدف كان أكبر كثيرا من شو إعلامي أو كرسي في مجلس الشعب .. وأغلب من يخرج على الشاشات ليعبر عن شباب الثورة فهو كاذب ومنافق حتى وإن تكلم بمنطقية.
فالوضع الأن يحتاج أن نعمل معا من أجل إصلاح عقلية مجتمع أولا قبل أن نهاجم مجلس عسكري أو نهاجم أخوان أو مسيحين الأن هو وقت أن نفهم ما يحدث وان كلنا معرضين للضياع بسبب هذه المباراة الخاسرة لا محالة.
كل رجالات الثورة الحقيقين رفضوا الظهور في القنوات التلفزيونية أو الحديث مع أي وسيلة إعلامية لأن الهدف كان أكبر كثيرا من شو إعلامي أو كرسي في مجلس الشعب
أرجوكم .. أفيقوا من هذه الغيبوبة الرهيبة فعندما تشتعل مصر لن تجدوا بلد أخر تعيشوا فيها!