الجمعة 23 نوفمبر 2012
11:33 ص
اسماء كبار القوم أهم من اللاعبين.. والمعرفة خارج الاطار
تشابه الفاظ
اللوائح والالوحة
فوز الاهلى على الترجى 2-1 فى تونس يعنى ان هدف السيد حمدى فى لقاء الذهاب فى برج العرب لم يكن مؤثرا.
مسألة حسابية ترتبط باللوائح وليس بالالواح.
واللوائح جمع لائحة.. والالواح جمع لوح.
كان الصدق دعامة رئيسية لا تقبل المناقشة فى اساسيات الاعلام الرياضي بين عامى 1922 و1952.. ولعله كان اتجاها عاما فى مصر فى كل المجالات وبينها الاعلام قبل اتساع دوائر ونوافذ الرأى والخبر.. كما ان غياب السعى الى السبق الخبري بين الصحف المتنافسة كان السبب الرئيسي فى الالتزام بالصدق الكامل على حساب موعد الخبر او تفاصيله فى الجوانب المختلفة.
ولكن الاعلام الرياضى فى سنواته الثلاثين الاولى لم يحقق جوانبا مهمة فى توعية القراء بشئون الرياضة التى كانت جديدة على الساحة المصرية واهمل ايضا نشر المعرفة محليا وخارجيا.. وكان الحرص على مجاملة علية القوم فى اغلب الموضوعات الرياضية الكبرى سمة رئيسية فى الصحف.. حتى وصل الامر الى الاهتمام بنشر اسماء كبار الحاضرين ولو وصل عددهم الى عشرة او عشرين شخصا على حساب اسماء الهدافين واللاعبين والحكام.. وستجدون الكلمات المنقولة من الصحف القديمة مميزة باللون الاسود الداكن والحروف المائلة.
وكان غلاف صحيفة البلاغ فى اليوم التالى للمباراة النهائية بين المختلط والاهلى فى نهائى كأس مصر فى 6 مايو 1932 خير دليل على تلك الشطحات.. ونشرت الصحيفة الصورة الرئيسية فى صدر صفحتها الاولى للصبي الصغير ولى العهد الامير فاروق الاول (كان عمره 11 عاما فقط) وحوله الطفلتان الاميرتان فائزة وفوزية فى المقصورة الملكية فى ملعب الاهلى.. ووضعت صورة جماعية لكل لاعبي المختلط (الزمالك حاليا) والاهلى معا فى اسفل الصفحة دون ذكر اسم اى لاعب من الفريقين.. ولم تشر الصحيفة فى تعليقها الى قائدى الفريقين احمد سالم من المختلط ومختار التتش من الاهلى وهما يتبادلان المصافحة امام المصور.
المهم عند الصحيفة ذكر اسماء علية القوم ولا مانع من تجاهل النجوم واللاعبين والمدربين والحكام.
وتكرر نفس الامر وفى نفس اليوم فى صحيفة المقطم التى نشرت اسماء ووظائف كل كبار الحضور فى تلك المباراة دون اى اشارة الى اسم اى لاعب.
وغاب عن الاعلام الرياضي فى تلك الفترة القيام بدوره الاول فى توعية القراء بالالعاب الرياضية المتنوعة والاندية والمسابقات واللوائح والقوانين وفنون الالعاب.. وكلها وبلا استثناء كانت امورا خافية على مجموع الشعب المصرى.. وظل القراء عاجزين عن فهم التفاصيل الدقيقة لقانون كرة القدم ما بين مقاييس الملعب وخطوطه ومناطقه وعدد اللاعبين ونوعية المخالفات وحالات التسلل وغيرها من الامور حتى ظهر التليفزيون عام 1960 ومعه محمد لطيف اشهر مذيعى الستينات ليقوم بدور عملاق فى ترسيخها فى عقول الملايين.
وللتأكيد على الامر انقل لكم بالحرف الواحد وصفا لمباراة ودية بين الاهلى والمختلط من مجلة المصور فى 25 اكتوبر 1929.. وللاسف غرق الصحفى فى وصف بعض الاحداث من المباراة دون اى تفسير للجوانب القانونية المتعلقة بما يكتبه.
ما كادت الرابعة تنتصف حتى نزل حكم المباراة اسماعيل طاهر افندى وتقابل الفريقان فى منتصف الملعب وصفر الحكم بالبدء ثم بايقاف المباراة خمس دقائق حدادا على روح الزعيم سعد زغلول باشا اذ وافق ذلك موعد حفلة الذكرى الثانية لانتقاله الى جوار ربه الكريم.
وما ان انتهت فترة الحداد حتى تقدم حسين حجازى بك رئيس فريق المختلط وفى يده علم مزخرف جميل وبعد ان صافح على الحسنى افندى رئيس فريق الاهلى قدم اليه العلم هدية للنادى الذى يمثله دلالة على ان روح الوفاق والوئام سادت بين الجميع وحلت محل الفرقة والخصام ثم هتف حجازى وفريقه بحياة النادى الاهلى كما قابل الاهليون ذلك بالمثل وهتفوا للمختلط.
(لم يحرص الكاتب على ذكر اسماء لاعبي الفريقين واكتفى بتفاصيل اخرى كما ركز على حجازى والحسنى رغم انهما لم يلعبا المباراة اساسا!!).
استمر اللعب سجالا بين الفريقين حتى اذا تمكن هجوم المختلط من الاستيلاء على الكرة فى احدى الطلعات وراوغ بها الدفاع ثم تخلص منه كما تخلص من الظهير رفعت واستوى رمزى جرجس متوسط الهجوم فى طريقه وليس امامه غير الهدف وحارسه.. واذا بالظهير الاخر رسمي قد اسرع فقذف بجسمه فوق الكرة وقبض عليها بيده قرب الخط خارج منطقة الجزاء وبذلك خلص فريقه من اصابة كانت محققة مفضلا ان يحسب خطؤه هذا هاند بدل ان يكون هدفا.
(لا وجود لاى اشارة عن قانون اللعبة الذى يعاقب لمسة اليد سواء داخل المنطقة او خارجها رغم ان الحادثة تم وصفها بدقة كاملة).
رأينا رمية بديعة وسريعة يسيرها احد افراد المختلط كلمح البصر ناحية هدف الاهلى ولولا يقظة حمدى لاخترقت الشبكة ولا شك.. ذلك لان حمدى قفز كالعصفور وضرب الكرة باعلى يده ضربة قوية اخرجتها فوق عارضة المرمى هاى فاستحق تقدير الجمهور.
(تجاهل الكاتب الاشارة الى الركلة الركنية لاخراج حارس الاهلى عبد الحميد حمدى الكرة اعلى عارضة مرماه).
هجم المختلطيون هجمة كادت توفق لولا ان حمدى التقط الكرة وهنا اضطره احد الهاجمين ان يلف بالكرة حول نفسه فقال اناس ان ذلك كان داخل خط المرمى وبذلك تحتسب اصابة ورد اخرون بانه كان خارج الخط فلا اصابة.. وقد كنا بعيدين عن الهدف فلم نلاحظ اى الرأيين اصح.. على ان الحكم لم يحتسبها.
(كانت الفرصة سانحة للكاتب لاستعراض قانون الكرة وطريقة احتساب الهدف عند عبور الكرة بأكملها لخط المرمى.. ولكنه استغرق فى الوصف والانطباع بدلا من التوعية).
تفاصيل اخرى عن تلك الفترة الثرية صدقا والفقيرة ثقافيا واشهر الصحفيين وقتئذ فى الحلقة الرابعة الخميس المقبل.