الجمعة 19 مايو 2017
09:53 ص
تربينا على الخوف من إرتكاب الخطأ، وعلمنا من ربونا أن الخطأ وارد الحدوث ايضا، لاننا بشر ولسنا آلات مبرمجة، وعلمتنا الأيام أن أسوأ علاج للخطأ، هو مواجهته بخطأ مثله، وهنا ننتقل من مرحلة الخطأ غير المقصود او الجائز الحدوث إلى مرحلة الخطيئة.
جميعنا إعترف بخطأ حسام البدري المدير الفني للاهلي ، بتصريحه في الإذاعة، بأن رحيله وارد عن الأهلي، لأن عقده ينتهي في شهر يوليو، ولم يفاتحه أحد في تجديد تعاقده.
خطأ البدري ليس في إعلان رغبته تحديد مصيره، إنما كان في توقيت الاعلان، فالفريق كان مقبلا على مباراة هامة في بداية دور المجموعات الافريقي أمام زاناكو الزامبي، وفتح المجال أمام الإعلام للإجتهاد، والحصول على تصريحات غاضبة من الكواليس.
السؤال هنا ، كيف تصرفت إدارة الاهلي، مع الطلب الصريح للبدري؟.
الاجابة : طبقت الادارة المعاني الكاملة للأغنية الشعبية الشهيرة، "تلاعبني ألاعبك وأكشف ملاعبك" ، فبدلا من التواصل مع المدير الفني ، والتصرف معه، سواء بوعده أي وعد يضفي الإستقرار ولو المؤقت على الفريق، أوحتى توجيه اللوم إليه على مافعله، إتجهت الإدارة إلى الاعلام، لكن الطريقة كانت مختلفة.
إستخدمت إدارة النادي التصريحات المجهلة، وتسريب أخبار مؤكدة للإعلام، أنها تتواصل مع وكلاء وشركات تسويق لإستقبال سير ذاتية لمديرين فنيين أجانب على مستوى عالي، لتكون رسالة ضغط على حسام البدري، إما التجديد بشروطنا، أو الرحيل، والتعاقد مع مدرب عالمي.
إدارة الأهلي إنزعجت من تلميحات البدري حول التقدير المادي، والمقارنة مع المدرب الاجنبي، وأنه حقق إنجازات، عجز الهولندي مارتن يول عن تحقيقها على المستوى المحلي، ففريقه لم يخسر إلى الان، فكان السبيل إلى كبح جماح البدري، هو تسليط الاعلام عليه، مثلما فعل البدري. فماذا كانت النتيجة؟.
النتيجة ، تشكيل خاطئ للفريق أمام زاناكو، توهان للفريق، خطأ في التغييرات التي تنقذ الموقف، إنتقل التوهان للاعبين ، فحدث التعادل.
التعادل في حد ذاته، لم يكن الكارثة، فالأهلي تعرض لنتائج أصعب منها بكثير، لكن خبراته ، وقياداته كانت قادرة على تعويضها، لكن الكارثة كانت في التعامل مع الأزمة بين المدير الفني والإدارة.
إنتهت المباراة، وإنتبه الجميع إلي المنحدر الذي يتجه نحوه الأهلي، فماذا كان الحل
حوار صادم لحسام البدري مع المصري اليوم أنه يمتلك عروض خيالية، تفوق مايتقاضاه من الأهلي باضعاف مضاعفة، كما أنه غير راض عن معاملة المدرب المصري مقارنة بالاجنبي.
لتشتعل الامور من جديد، ويواجه النادي البدري بنفس السلاح، بتسريبات جديدة، عن الغضب من البدري وتصريحاته وأن أيامه باتت معدودة.
وأمام تدخلات ونصائح ، إتصل طاهر تليفونيا بالبدري وأكد أنه باق، ليعلن لنا البدري ، أنه لم يفكر مطلقا في الرحيل.
إنتهى الامر، بالطبع لا، فخرج الإعلامي مدحت شلبي بتصريح غريب، أنه تلقى تأكيدات من محمود طاهر، بأن التجديد للبدري سيكون أول يونيو، ليجد المدرب نفسه أمام تساؤلات عديدة، ولماذا ليس الأن، ولماذا الإعلان بهذه الطريقة، فماذا كانت النتيجة، سقوط جديد أمام الشرقية.
هذه الحرب بهذه الطريقة، ضحيتها الوحيدة هي الجماهير، راجعوا تعليقاتهم على اي خبر في اي موقع تواصل اجتماعي، ستجدهم جميعا يتمنون قدوم اليوم الذي تخرجون فيه من الاهلي، ليس لمواقف شخصية معكم، لكن بسبب الخطأ في إدارة الازمة.
جددوا للبدري ، إمنحوه مايريد، أرضخ يابدري لطلبات الإدارة، وأحصل على مايريدوك أن تأخده، لكن في النهاية إمنحوا الجماهير "الأهلي الذي يريدوه، الأهلي الذي عرفوه، الأهلي الذي أحبوه، الأهلي الذي عظموه."