الأربعاء 6 يونيو 2018
01:50 م
من ضمن الاشياء التي سأظل أفتخر بها طيلة حياتي أنه في الوقت الذي مر فيه بيبو بأكبر أزمة تخص علاقته بالجماهير كنت من اوائل الناس التي لم تنتظر ردا لإستيضاح الصورة فالصورة واضحة لم تهتز طيلة نصف قرن من الزمان.
منذ 25 مايو الماضي والبيانات التي تزرع الشكوك والظنون بين الجماهير وحتي بين بعض الاعلاميين الذين إكتفوا بدور المشاهدة وإنتظروا رد البيان ببيان رغم أن الأمر لم يكن يحتاج سوي لإنعاش الذاكرة ليتذكروا علاقة الخطيب بهم يوما بعد يوم.
الان وبعد أن هدأ الجميع وفي وقت الذي تحمل فيه بيبو آلاما فاقت آلامه الجسدية والتي عاني منها في مرضه في الفترة الأخيرة ورغم ذلك كسر رحلة العلاج ليقوم بدوره لمساندة فريق الكرة الذي كان متعثرا في نهاية الموسم وإستمر الأمر حتي الأن في ظل كثرة الأمور التي تحتاج إلي حسم.
البعض إختار ألفاظ أخري بدلا من دعم الخطيب كإدعم الأهلي وكأن الخطيب ليس إبنا للأهلي ولم يخدم ذلك الصرح ولم يغب عنها إلا نادرا منذ سبعينيات القرن الماضي منذ أن إستسلم لجرعات الكورتيزون كي يساعد الفريق في أحلك اللحظات ولم يبالي بوحوش أفريقيا في الملاعب قديما وهم يكيلون له صنوفا من الضرب والركل.
من كبار النقاد الذين إتهمهوه بأنه إنتهي قبل مباراة دارجونز البنيني قبل أن يرد عليهم بهاتريك وأداء أسطوري جعل شيخ النقاد وقتها الراحل نجيب المستكاوي بأن يصرح بأن الخطيب لا زال أفضل لاعب في مصر .
الخطيب الذي كان أحد أسلحة الماستيرو صالح سليم دائما منذ أن أعتزل ثم دخل الإنتخابات عضوا ثم غاب لفترة كان فيها مديرا للمنتخب المصري وعندما وجد الأمور غير منضبطة وغير صريحه قام برد الأموال التي حصل عليها طيلة ستة أشهر في واقعة هزت الرأي العام وقتها ، فلم يحدث في تاريخ مصر الحديث أن قام مسئول برد قيمة راتبه الذي تقاضاه دون أدني ضغط ولكنه الخطيب الذي تناسي البعض مواقفه .
تستمر دهشتي عندما لا أري أصواتا أو مقالات تتناول الأزمة وكأننا بحاجة إلي فصل النهاية حتي يدلو كل بدلوه رغم أنه في أزمات أكثر إشتعالا تنهال المقالات والتحليلات للأمور بشكل رسمي ، ربما لحساسية الطرف لأخر والعلاقات المصرية السعودية التي يمكن أن تتأثر إستنادا لمواقف تدخل فيها البعض أثناء أزمة مصر والجزائر في الماضي القريب .
وهل يحتاج البعض إلي التطاول كي يصبح الحديث دفاعا ؟! الإجابة لا .
والخطيب نفسه الذي رفض أثناء المعركة الإنتخابية حديث أقرب الداعمين له في قناة الأهلي وأعني هنا المهندس عدلي القيعي وقال لو أنه مسئول لأوقف كل هذه التراشقات ، وفي الوقت الذي نري فيه في أندية كثيرة التراشق علي أشده بين المرشحين ، نجد الخطيب حريصا أشد الحرص علي المهندس محمود طاهر ويقوم بشرح دوره وهو يستعرض تاريخ رؤوساء الأهلي في مشهد هو الأجمل في تاريخ الإنتخابات المصرية في أي موقع كان .
يوما يمر بعد يوم والنيران التي لم تجد لم تأكله تأكل نفسها وتتأكل فيبدأ الطرف الاخر في تصعيد الأمور بشكل قانوني لإتهامات مباشرة إلي شخص الخطيب! بيبو الذي لم يقبل علي نفسه راتبا كان مستحقا له أثناء توليه إدارة المنتخب المصري بسبب بعض الأمور غير المنضبطة في التعامل وهو الأمر الذي لم يعتاد عليه أنه لن يقبل علي ذاته أن يتقاضي أموالا بإسم الأهلي وينفقها في غير محلها . الخطيب إستبق الأحداث وطلب من وزير الرياضة المصري أن يقوم بإنتداب لجنة لفحص كافة الأموال التي جاءت كتبرعات للنادي.
وبعد فشل كافة المحاولات يأتي الصوت من الجار الشقيق التي حملت الحقيقة المؤكدة ( خلافي ليس مع الأهلي ولا جماهيره وإنما مع محمود الخطيب )
الخلاف مع واحد ممن إستوطنوا قلوب الجماهير بالرضا ، نحن نعلم أن الإستيطان مرادفا للإحتلال بالقوة ولكن ما أجمل أن يحتل إنسانا مكانا في قلبك وأنت راض عن ذلك ويظل هذا الإحتلال ينمو ويكبر حتي بات هوي لك لا تستطيع الإبتعاد عنه .
إحتل قلوب الجماهير بأخلاقه وبمواقفه التي جعلته قدوة في وقت تختفي فيه القدوة رويدا ، المواقف التي جعلت أبا المعاطي يذهب إليه بأتوبيس النقل العام محملا بالركاب للإطمئنان عليه ، بالوفد السوداني الذي ظل يطمئن علي الخطيب بعد إصابة نجمهم فوزي المرضي العنيفة لبيبو ، بإصطفاف الجماهير حول مستشفي المعلمين وقت أن كان لاعبا ، بإكتئاب ورهبة الجماهير وقت أن بكي مصطفي يونس قبل عقد من الزمان وقال أن حالة الخطيب خطرة .
في الوقت الذي لم يكن قادرا علي الوقوف مستندا علي كرسي بعدما كان يراوغ من في الملعب ومن يجلسون في المدرجات وممن يشاهدونه عبر التلفاز كي يقول ( الأهلي جاذب للجميع ) وأن الأهلي لا يسمح لأي كائن كان مع كامل الإحترام للجميع بأن يتدخل قبل الأزمة بثلاثة أشهر تقريبا .
هل رأيت إنسانا يتيح له القدر أن يوضح الحقيقة قبل أن يفكر خصمه في توجيه ضربه له ؟ لم يحتاج الخطيب لبيان كي يرد علي بيان وإنما جاء الرد مسبقا من خلال مواقفه السابقه في الماضي البعيد قبل أن يظهر الفيديو الشهير والذي تحدث فيه بذكائه الفطري في طرح موقف لمحب حقيقي للنادي وهو أحد كبار رجال دولة الإمارات الشقيقة الذي قدم أيضا تبرعا للأهلي دون رغبة في الظهور مع التشديد علي ذلك .
إدعم الخطيب ليس مجرد هاشتاج نؤيد به لاعبا مرموقا ظل طيلة تاريخنا الحديث يحتل صفة اللاعب المصري الوحيد كأفضل لاعب أفريقي حتي جاء محمد صلاح ليقدم مواسم إعجازيه مع روما ثم نصف موسم مع ليفربول كي يقنع الكاف بأنه يستحق الجائزة .
نحن ندعم الخطيب لإنه جزء من تاريخنا الكروي الذي نعتز به ، ندعم الخطيب لا لإنه لا يخطىء ما عاذ الله ولكن لإن ما قدمه دوما لنا يستحق أن ندعمه ، ولإننا نثق به .
ليس من السهل أبدا أن تعرف شخصا من مواقفه ومن خلال حديث الجميع عنه طيلة 45 عاما ثم تنتفض فجأة وتغير رأيك عندما ياتي غريب ليشكك به ، كما قلت وقت بداية الأزمة أن ذلك أشبه بشخص يظهر لك فجأة ليحدثك عن أبيك أو أخيك .
في النهاية .. المواقف هي التي تصنع الرجال ، والرجال ليست من تنتظر حتي تتبين المواقف .
•للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك