الإثنين 24 يونيو 2024
12:58 م
"سنين ومرت زي الثواني في حبك أنت .. وأن كنت هقدر أحب تاني هحبك أنت"، هكذا كانت تتغنى السيدة أم كلثوم كوكب الشرق، وبعد سنوات نستطيع القول أن هذه الجملة قد تنطبق على علاقة كرة القدم بالأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده السابع والثلاثين.
يستمتع ميسي بسنواته الأخيرة في عالم كرة القدم، بعدما انتقل لصفوف إنتر ميامي الأمريكي، عقب سنوات من المنافسة في أعلى مستوى بأوروبا، سواء مع برشلونة الذي عاش معه سجلًا حافلًا من الإنجازات، أو باريس سان جيرمان الذي كان مرحلة انتقالية في مسيرته.
فعل ميسي كل شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة القدم، من الصناعة إلى تسجيل الأهداف بكل الطرق، تارة يراوغ وتارة آخرى يمرر لزميله الذي لا يظن أحدًا أنه يراه، العديد من اللحظات الخالدة في تاريخ الساحرة المستديرة دونها الساحر الأرجنتيني.
توج ميسي بكل الألقاب التي كان يحلم بها، وحقق العديد من الجوائز الفردية التي انفرد بها بأرقام قياسية وعلى رأسها الكرة الذهبية "البالون دور"، لكن عرش الأرجنتيني كان ينقصه تاج "المونديال".
جاءت نسخة كأس العالم 2022، لتكمل حكاية الليو بالنهاية السعيدة، بعد بداية صادمة بالخسارة من منتخب السعودية، ليبدأ الحديث عن خيبة أمل جديدة منتظرة في المونديال لرفاق ميسي، لكنه كان له رأي آخر.
هزم ميسي لحظات الشك التي راودت محبيه، بتسجيله هدفًا ثمينًا في شباك المكسيك، ثم سجل هدفًا في الانتصار على أستراليا، وأحرز آخر كما صنع هدفًا بتمريرة سحرية في لقاء هولندا، ثم تلاعب بدفاع كرواتيا وعلى رأسهم جفارديول، ليضع بصمته بهدف وأسيست في نصف النهائي، ثم سجل هدفين في نهائي المونديال، لكن الأخطاء الدفاعية دفعت بالمواجهة نحو ركلات الترجيح.
سجل جونزالو مونتيلو ركلة الترجيح الرابعة، لينهي سنوات عجاف لزميله ميسي مع منتخب الأرجنتين، ويعيد راقصي التانجو لعرض المونديال مجددًا بعد غياب طويل.
ظهر ميسي منذ ذلك الوقت بملامح سعيدة، بعدما زين مسيرته بلقب كأس العالم، بعد سنوات من الإنجازات التاريخية رفقة نادي برشلونة، الذي قدم معه أداءً فرديًا وجماعيًا تاريخيًا في مختلف البطولات.
لن تكون سنوات ميسي المقبلة أكثر من التي مضت في الملاعب، لكنه تخلص من ذلك العبء الثقيل الذي حمله فوق ظهره بعد مارادونا لسنوات وسنوات، ليصبح يفكر في الاستمتاع باللحظات الجيدة التي حظى بها مع الجماهير المختلفة وعلى رأسها مشجعي الأرجنتين.