جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة: كريسيتان جروس المدرب الذي يجيد التحضير ولا يعيش المباراة

جروس

جروس

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتى تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

كريستيان جروس محظوظ.. جروس مدرب عبقري، جروس يفوز دون توقف في الدوري، المدرب السويسري سببا في خروج الزمالك من البطولة العربية.

عدة آراء مختلفة حول المدير الفني للفارس الأبيض الذي يحتل المركز الأول في الدوري حتى الآن دون منازع، والمسابقة قاربت على انتصافها على الاقل بالنسبة لأبناء ميت عقبة وهم متقدمون يحلمون بالتتويج الثاني في هذه العشرية.

لا يمكن لأي متابع بسيط أن ينكر مدى قدرة جروس على تنظيم لاعبي الزمالك بشكل جيد جدا، وتحضير بداية الهجمات، والوقوف جيدا أثناء الهجمات المرتدة (في مهدها)، وغيرها، ولكن في نفس الوقت هناك علامات استفهام حول مدى قدرة جروس على (الحياة) داخل المباراة والتفاعل معها، وهو ما سنتناوله في هذه الرحلة..

جروس بدأ مبارياته في الدوري بتنظيم 4-1-4-1 أمام بتروجيت، وكما كان لمحمود عبدالعزيز دورا في كيفية اقتحام منطقة الجزاء منذ أولى مباريات الفريق، فإن تواجد ساسي أزال كل المشاكل الخاصة بصناعة اللعب من الخلف، خاصة في ظل الإبقاء على اكتشاف خالد جلال (أوباما.. الباحث عن المساحات).

العمل التنظيمي لجروس أثناء الهجوم:

1- ميزة الزمالك الكبرى هذا الموسم بتواجد فرجاني، حيث أن الفريق بات يمتلك القدرة على تحريك اللعبة، خاصة جهة الأطراف التي تمتلك مهارات عالية جدا، وفي نفس الوقت، فإن الفريق لديه قدرة على التخلص من الضغط العالي بمنتهى السهولة.

2- الأمر لا يعود فقط لفرجاني، ولكن في تواجد لعبة متفق عليها بسحب المنافس إلى حدود مرمى جنش، ومع تحرك الارتكاز (طارق أو فرجاني) من أمام الرقيب في المنافس إلى خلفه، ومن ثم يتسلم الكرة القادمة من ظهيري الجنب بسهولة.

 

3- ظهيري الجنب، النقاز أو عبدالله جمعة، يقومان بالتقدم للأمام مع تحرك علاء وعبدالسلام إلى الأطراف، ومن ثم الرجوع أولا لتسلم الكرة، ثم إرسالها لفرجاني.

 

4- الفكرة الثانية لجروس في بدء الهجمة تقوم على لامركزية محدودة أو يتم التدريب عليها، فهو لا يكتفي فقط بتبادل لاعبين للمراكز، بل لأربعة لاعبين في نفس الوقت، وهو الأمر الذي حتما سيفتح ثغرة في دفاع أي منافس.

5- بسهولة شديدة عندما يتراجع كهربا لتسلم الكرة يقوم بسحب رقيبه معه إلى خط الوسط، مع تحرك متزامن لأوباما في اتجاه جبهة كهربا ليسحب معه لاعب الارتكاز الدفاعي، وبالتالي تظهر ثغرة في العمق، في نفس الوقت يتجه كاسونجو لأقصى اليمين، ويتحول مصطفي فتحي للعمق وتحدث خلخة الجبهة اليسرى الدفاعية، ولا يكتف جروس بهذا، بل هناك تعليمات واضحة لحمدي النقاز بالتحول كجناح في منتصف ملعب المنافس.

 

 

6- قد تظن أن الأمر صدفة.. هل تتذكر الهدف الأول للزمالك.. الأمر متكرر، كهربا ذهب للعمق وتراجع أوباما ليخرج ارتكاز المصري من مكانه، مصطفي فتحي للقلب وكاسونجو يتسلم الكرة، وبالطبع النقاز مراقبا في الجزء الأيمن.

7- فائدة تواجد النقاز المستمرة مع رباعي الهجوم ظهرت في الهدف الثاني، فمع ميل الهجمة للشكل التقليدي بتراجع الجناح (مصطفي فتحي لتسلم الكرة) ومن ثم إرسالها لكاسونجو المنطلق في المساحة بين قلب الدفاع وظهير الجنب، ثم ترك الكرة للنقاز المندفع بقوة، وبالطبع أوباما يظهر بديناميكية معتادة في منطقة الجزاء بدلا من كاسونجو.. قبل كل ذلك ظهر شىء متكرر في أغلب الكرات الهوائية.

التنظيم الدفاعي لجروس:

1- يلعب الزمالك تقريبا قبل خط المنتصف بعشرة إلى عشرين ياردة، وهو ما يبعد دوما الخطورة عن مرمى جنش، ويميل أوباما إلى التغطية مع ثنائي الوسط، مع ميل الأجنحة للعمق.

2- الاشتراك في الكرات الهوائية أمر محسوب، فلاعبي الزمالك يقررون البقاء وعدم القفز إذا كانوا متأكدين من أنهم لن ينجحوا في اقتناص الكرات، وهذا يتيح لهم شيئان في غاية الأهمية.

3- الأول هو عدم ترك المساحات الناجمة عن قفز أحد لاعبي الدفاع في الهواء دون الحصول على الكرة، وهو ما يؤدي إلى خطورة، والثاني هو انتظار الكرة المرسلة من رأس المنافس إلى زميله، ومن ثم الضغط عليه والحصول على الكرة والتحول للهجوم ..

4- التنظيم الدفاعي لجروس لا يخلو من تحول هجومي وهو ما يؤكد أن عملية التحضير والتدريب في الزمالك على درجة عالية جدا من الكفاءة، يكفي أن ترى الصورة القادمة، وتراقب الميقات الزمني لحمدي النقاز مع الصورة السابقة.

5- أثناء قطع الكرات من هجوم الزمالك يقوم لاعب واحد بالضغط على من ستذهب إليه الكرة، ويبقى البعض في أماكنهم في الخلف، فيما يتجه أقرب اللاعبين المهاجمين لمساندة طارق حامد أو فرجاني في عملية استخلاص الكرة، وفي أضعف الإيمان، الاتجاه إلى مسار الكرة في اتجاه الأطراف، وبالتالي تتوقف الهجمة إما بالقطع أو بإجبار المنافس على إرسالها تجاه الأطراف أو في مرحلة متقدمة إلى إرسالها طويلة دون زيادة هجومية من الفريق المنافس للزمالك.

6- لا يتراجع لاعبي الاجنحة إلا إذا تقدم ظهيري الجنب للهجوم وبالتالي يبقى 6 لاعبين من الزمالك في مواجهة هجوم المنافس، لا يقومون بمحاولة استخلاص الكرة إلا إذا كانت هناك زيادة عددية، وهو ما يجعل الزمالك معرض للخطورة في بعض الأوقات إذا طال زمن الهجمة.

**

لكن الأمر غير الجيد لجروس أنه يظل على نفس أفكاره حتى بعد التقدم بهدف أو إثنين، رغم خطورة أن تطول زمن الهجمة على الزمالك، وهو ما يعني رجوع المنافس للمباراة، كما أن الفردية تظهر أثناء المرتدات، وبعد التقدم، عكس الالتزام شبه التام قبل التقدم في نتيجة المبارة، وهو ما يجعل جروس مطالب بأن يقوم بتوجيه اللاعبين بشكل دائم أثناء المباراة ولكنه يكتفي بالمراقبة، حتى مع توالي الهجمات على مرمى جنش كما حدث بالأمس.

أخيرا.. كي يصبح الأمر أكثر اكتمالا لدى جروس، فعليه دوما أن يضع للاعبيه نتيجة 3/0، فهي التي تجعل المنافس خارج المباراة فعليا، أما اللعب على هدف أو إثنين كفيل بخلق مصاعب للزمالك، تماما مثلما حدث أمام الاتحاد وكلفه ذلك الخروج من البطولة العربية.

للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك

وعلى تويتر

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن