بيكفورد.. من رهان مثير للجدل إلى حامل آمال مهد كرة القدم في المونديال

"عقب تعاقدي مع نادي إيفرتون، كانت الأولوية منذ اليوم الأول هي استقطاب حارس مرمى مميز، وقتها قلت لابد أن يكون بيكفورد!" هكذا صرح ستيف والش المدير الرياضي السابق في إيفرتون وأحد أهم كشافي كرة القدم الإنجليزية عن إصراره على التعاقد مع حارس مرمى المنتخب الإنجليزي في كأس العالم 2018، في حوار مع موقع "ليفربول إيكو".

عقب نهاية موسم 2016/2017 وهبوط فريق سندرلاند إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، استهدفت العديد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز حارس سندرلاند الشاب جوردان بيكفورد، بعد مستويات مميزة قدمها بقميص الفريق الشهير بالقطط السوداء، إلا أن أيًا منهم لم يرغب في المغامرة بدفع مبلغ كبير مقابل خدمات الحارس الذي سعى ناديه لتحقيق أكبر استفادة مادية ممكنة.

لكن والش الذي ذهب إلى إيفرتون بطموحات كبيرة عقب مساهمته التاريخية في إنجاز ليستر سيتي الأسطوري بالتتويج بلقب بريميرليج في موسم 2015/2016 بالتعاقد مع نجوم مثل نجولو كانتي وجيمي فاردي ورياض محرز كانوا لاعبين مغمورين قبل تلك المرحلة آمن بموهبة بيكفورد، وحفز ناديه للموافقة على دفع 30 مليون جنيه استرليني للتعاقد مع الحارس الإنجليزي، ورغم رحيل الكشاف الشهير سريعًا عن جدران النادي الواقع في مدينة ليفربول، حيث غادر إيفرتون في مايو الماضي، إلا أنه أصبح فخورًا للغاية الآن برهانه الناجح، بعد المستويات الرائعة التي قدمها حارس إيفرتون في المونديال.

منذ عام 2011 عندما تم تصعيد بيكفورد لفريق سندرلاند الأول في عمر 18 عامًا، تحول الحارس الإنجليزي الشاب إلى رحالة لإثبات ذاته، حيث خرج في 6 إعارات متتالية مع أندية في الدرجات الدنيا، قبل اقتناص المركز الأساسي في تشكيل سندرلاند في موسم واحد كان كفيلًا لتقديم موهبة لفتت أنظار الكثيرين بالأراضي الإنجليزية، ليرحل سريعًا إلى إيفرتون.

موسم مميز قدمه بيكفورد بقميص إيفرتون، شهد تصديه لـ 121 فرصة خلال 38 مباراة، إلا أن تميز الحارس ذو الـ 24 عامًا اختبأ وسط تخبط واضح للفريق الإنجليزي الذي عانى من تذبذب النتائج وتغيير المدربين على مدار الموسم، كما انتظر كثيرًا للحصول على فرصة تمثيل المنتخب الإنجليزي، والتي تأخرت حتى العاشر من نوفمبر 2017 عندما حمى عرين المنتخب الشهير بالأسود الثلاث، خلال مواجهة ودية أمام ألمانيا انتهت بظهور مميز لبيكفورد، حيث حافظ على نظافة شباكه لتنتهي 0-0.

ثلاث مباريات فقط، جميعها ودية، لعبها بيكفورد قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2017، حيث حافظ على نظافة شباكه مجددًا خلال فوز الإنجليز على هولندا 1-0 قبل أن يلعب أساسيًا في المواجهة التي فاز فيها منتخب بلاده 2-1 على نيجيريا، ووسط حيرة كبيرة للمدير الفني جاريث ساوثجيت حول الاعتماد على أي من بيكفورد أو جاك بوتلاند حارس ستوك سيتي في المونديال، لم يضمن حارس إيفرتون المكان الأساسي في تشكيل منتخب بلاده حتى الساعات الأخيرة قبل انطلاق مونديال روسيا.

"عندما يثبت لاعب صحة وجهة نظرك، ستكون سعيدًا وفخورًا بدفع مبلغ أثبت أنه يستحقه، بل وزادت قيمته كثيرًا عن ذلك المبلغ الآن" هكذا أكمل والش حديثه عن بيكفورد الذي منتخب بلاده للتأهل للدور نصف النهائي في كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عامًا، بعدما تصدى ببراعة لركلة الترجيح الكولومبية الأخيرة في مواجهة دور الستة عشر، كما قدم مجموعة من التصديات المبهرة خلال مواجهتي كولومبيا والسويد في دوري الستة عشر والثمانية، ليلعب الدور الأبرز في المشوار الناجح للإنجليز.

رغم تألق العديد من نجوم المنتخب الإنجليزي في كأس العالم وأبرزهم المهاجم هاري كين الذي يتربع على صدارة هدافي المونديال حتى الآن برصيد 6 أهداف، إلا أن آمال التقدم الإنجليزي نحو احتضان الكأس الذهبية للمرة الثانية في تاريخ مهد كرة القدم أصبحت معلقة بشكل أكبر بقفاز بيكفورد، حيث سيصبح دوره في المرحلة المقبلة أبرز من أي لاعب آخر، وسيمنح استمرار تألقه دفعة كبيرة للغاية لزملائه لتحقيق الحلم الإنجليزي.