جميع المباريات

إعلان

الهوس بجوارديولا.. فخ 

هادي المدني

هادي المدني

هل أحد منا يستطيع أن ينكر بأن بيب جواردويلا من أبرز صناع متعة كرة القدم في الألفية الجديدة؟ هل يوجد من يمتلك قدرته على نقل فلسفة امتلاك الكرة وتطبيقه على أرض الواقع؟ هل هناك غيره شخص يؤمن بأن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم؟ لكن بالرغم من كل ذلك فتلميذ يوهان كرويف لديه العيب الذي من الممكن أن يدمر الأندية التي يعمل معها.

بدأ جوارديولا مسيرته مع تدريب الأندية بعد عامين من اعتزال اللعب، من خلال فريق الرديف في برشلونة، قبل أن يتولى الفريق الأول في الموسم التالي بعد رحيل المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد، وصنع مسيرة تدريبية استثنائية ربما يعجز أن مدير فني عن تكرارها.

ورفض بيب أن يقوم بتجديد عقده مع برشلونة بعد موسم 2011-2012، قائلا أنه يرغب في الحصول على راحة من التدريب لمدة عام ويقضي هذه الفترة بعيدا عن كرة القدم، ليترك النادي الإسباني يعاني من أجل البحث عن بديل، ثم تم الاعتماد على معاونه تيتو فيلانوفا الذي أصيب بمرض سرطاني بعد أشهر قليلة وترك الفريق لمعاونه من أجل إدارته.

جوارديولا عندما عاد للعمل من جديد كان من خلال نادي بايرن ميونيخ الألماني، وأعلن النادي عن التعاقد مع المدرب الإسباني أثناء تواجد يوب هانكس على رأس الجهاز الفني للفريق البافاري وتحقيقه مسيرة رائعة انتهت بتحقيق ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، ليكون أغرب قرار لإدارة نادي بالاستغناء عن مدرب حقق كل البطولات التي نافس عليها.

لا أحد ينكر – إلا المتعصب بالطبع – أن جوارديولا استمر مع بايرن ميونيخ في تقديم الكرة الهجومية الممتعة التي اعتاد عليها في برشلونة، لكن المدرب الهائم في حب التيكي تاكا، لم يتمكن من تكرار انجاز يوب هانكس على مدار 3 سنوات في ألمانيا، واكتفى الفريق الألماني بالسيطرة محليا وتوديع دوري الأبطال 3 مرات في نصف النهائي.

جوارديولا رفض أن يجدد تعاقده مع بايرن ميونيخ الذي تمسك باستمرار، وقرر أن يخوض تجربة جديدة في دوري جديد، ليتوجه صوب الدوري الإنجليزي الذي طالما تحداه منافسيه بعدم قدراته على النجاح فيه.

واختار جوارديولا العمل في مانشستر سيتي، فريق صاعد على مستوى المنافسات الأوروبية، يبحث عن هوية يفرض بها نفسه على البطولات الكبرى محليا في إنجلترا، وعلى مستوى القارة العجوز بالكامل، لكن الإعلان المبكر عن التعاقد مع جوارديولا لم يضر أحد أكثر من مانشستر سيتي.

أصحاب القمصان السماوية كانوا في وضع يمكن وصفه بالجيد مع المدير الفني للفريق بيليجيريني، ينافسون بقوة في الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، مع الاستمرار في بطولة الكأس بشكل جيد، لكن ما أن تم الإعلان عن التعاقد إلا وبدأ الانهيار فالحديث لم يتوقف يوما عن رحيل اللاعبين، والتعاقد مع عناصر جديدة، وثورة جوارديولا.. إلخ.

مانشستر سيتي الذي كان ينافس على لقب الدوري وقت إعلان التعاقد مع جوارديولا، انتهى به الموسم في المركز الرابع بصعوبة ليحتاج إلى خوض مرحلة تأهيلية من أجل المشاركة في دوري الأبطال، بالرغم من أنه بلغ نصب نهائي البطولة في ذلك العام وخرج على يد البطل ريال مدريد بهدف وحيد.

بدأ جوارديولا مشواره مع مانشستر سيتي وبدلا من أن يلعب بالطريقة التي تناسب العناصر المتاحة، قرر أن يلعب بطريقته وطالب اللاعبين بتطوير أنفسهم من أجل النجاح بها، وبدأ الموسم الأول بشكل جيد، حتى علم المنافس من أين تؤكل الكتف، سلام وحيد كان قادر على تدمير فريق جوارديولا سيتي وهي ترك الكرة لهم، ثم قطعها وإرسالها طولية بعيدة المدى مهاجم ينطلق حلفها ويسكنها الشباك.

بتلك الطريقة ربما يكون جوارديولا خسر الغالبية العظمى من مبارياته في الموسم الماضي، حتى أتى الموسم الحالي بخط دفاع جديد استطاع أن يحول مانشستر سيتي لوحش يلتهم كل المنافسين سواء محليا أو أوروبيا، بعد مرور النصف الأول من الموسم، ولم يخسر الفريق سوى مباراة واحدة لعبها بعناصر من الشباب والبدلاء بعد حسم التأهل بدوري الأبطال.

لكن وها قد تمكن جوارديولا من الوقوف على سلم النجاح مع ناديه الإنجليزي، واثبت أن طريقته مستغلا الدعم المادي الكبير من إدارة النادي يمكن أن تحقق نجاح في أصعب دوريات العالم وأكثرها قوة، هل سيقوم الإسباني مجددا بالرحيل عن مانشستر سيتي بعد نهاية عقده بنهاية الموسم المقبل؟

ألا يعني هذا أن صاحب الـ46 عاما عبارة عن فخ، يستبدل النجاح الحقيقي وتحقيق البطولات إلى مجرد أداء استعراضي جيد؟ دون أن يصل لإنجاز أو صناعة أجيال مميزة من العناصر الشابة والتعامل مع مختلف المواقف والظروف التي يمر بها أي مدير فني على مدار التاريخ؟

كما كسر جوارديولا الكثير من قواعد التدريب خلال سنوات عمله على مقعد المدير الفني، كسر القاعدة التي تقوم بأن المدرب يرحل إما لفشله أو لوجود خلافات داخل النادي الذي يعمل به، إلا أن الإسباني دائما ما كان يرحل والجميع يرغب في استمراره.

بيب جوارديولا إذا مارس هواية التنقل بين الأندية على مدار مسيرته لن يكون هذا إلا نرجسية زئدة منه وبحث عن الحل السهل ومن ينفق أكثر لبناء إمبراطورية بطلها حاوي في سيرك وليس مدرب على مقعد المدير الفني.

لمناقشة الكاتب عبر تويتر من هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن