تقرير.. هل آن أوان انتقام دي خيا من الشياطين؟

بعد خمس سنوات من واحدة من أشهر الوقائع في تاريخ فترات انتقالات اللاعبين بعالم كرة القدم، يلعب الإسباني ديفيد دي خيا بمشاعر مسؤولي ناديه مانشستر يونايتد الإنجليزي، في ظل اقتراب نهاية تعاقده مع ناديه، ورفضه العديد من العروض لتجديده.

وأشارت العديد من التقارير الإنجليزية والإسبانية في صيف 2015 إلى اتفاق بين ناديي مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني يقضي بانتقال دي خيا إلى النادي الملكي، مقابل حصول مانشستر يونايتد على 29 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى خدمات الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس.

وأثيرت أنباء في ذلك الوقت حول محاولة دي خيا إجبار ناديه الإنجليزي على إتمام الانتقال، حيث كشف الهولندي لويس فان خال عن أن الحارس الإسباني طلب من مدرب حراس المرمى استبعاده من المواجهات الافتتاحية في موسم 2015/2016.

لكن الانتقال المنتظر انتهى بطريقة درامية، بعدما أرسل النادي الإنجليزي عقود الانتقال عقب دقيقة واحدة من نهاية فترة الانتقالات، في واقعة اعتبرها النادي الإسباني "متعمدة" إلا أن مانشستر يونايتد شدد على أن الأمر حدث عن طريق الخطأ.

لم تنتهي دراما انتقال دي خيا عند ذلك الحد، حيث أجبره مانشستر يونايتد على توقيع عقد جديد، قبل أقل من عام من أحقية رحيله مجانًا، في ظل انتهاء تعاقده السابق عقب نهاية موسم 2015/2016.

استغل مانشستر يونايتد الشهير بـ "الشياطين الحمر" اقتراب منافسات كأس الأمم الأوروبية 2016، وهدد دي خيا بـ "تجميده" حتى نهاية الموسم، وهو ما كان سيحرمه من المشاركة في المسابقة القارية، في ظل ابتعاده عن الملاعب، مما دفعه لقبول عرض التجديد، بعقد امتد لأربع سنوات، مع أحقية تمديده لموسم إضافي.

على مدار أربعة مواسم برز دي خيا كأحد أهم نجوم مانشستر يونايتد، ورغم اهتزاز مستويات الفريق بشكل واضح، وابتعاده عن المنافسة على البطولات الكبرى، إلا أن دي خيا فرض نفسه كمعشوق للجماهير، ونجم أبرز يعد استمراره حتميًا، في ظل محاولات إعادة بناء الفريق.

ورغم تراجع مستويات دي خيا مؤخرًا، إلا أن الكثيرين من جماهير العملاق الإنجليزي يعتبرون استمراره حيويًا، في ظل صعوبة إيجاد بديل من الطراز الأول، وكذلك لإدارك إدارة النادي الإنجليزي أن التعاقد مع أحد حراس المستوى الأول سيكلف خزينتهم الكثير من الأموال.

وارتفعت القيمة السوقية لحراس المرمى بشكل ملفت في السنوات الأخيرة، حيث تعاقد نادي تشيلسي الإنجليزي مع الحارس الإسباني كيبا أريزابالاجا مقابل 80 مليون يورو، وفاز ليفربول بخدمات الحارس البرازيلي أليسون مقابل 72.5 مليون يورو.

تقارير إنجليزية عديدة أكدت ان مانشستر يونايتد قدم أكثر من عرض مغر لحارسه الإسباني، أحدها يجعله بين أعلى لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز تقاضيًا للرواتب، إلا أن دي خيا لم يجلس حتى الآن على طاولة المفاوضات لحسم مسألة تجديد تعاقده.

يستمر تلاعب دي خيا بأعصاب مسؤولي ناديه وجماهيره، حيث يحق له التفاوض مع أي ناد في شهر يناير المقبل، للانتقال إليه صيفًا عقب انتهاء تعاقده، وهو الانتقال الذي سيكون مجانيًا، ليخسر مانشستر يونايتد القيمة الفنية لحارسه الأساسي، ويخسر أيضًا المقابل المادي المنتظر في حالة انتقاله.

ويعد دي خيا هدفًا للعديد من الأندية الكبرى، وأبرزها يوفنتوس الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي، خاصة في ظل الفرصة الذهبية لاقتناص خدماته مجانًا، وهو ما يجعل تلاعبه بعامل الوقت يمثل ما يشبه "الانتقام" من ناديه، بنفس السلاح الذي ذاقه في صيف 2015.