"هجوم شرس ودفاع هش".. ماذا تغير في مورينيو بعد قيادة توتنهام؟

بعدما حاصرته اتهامات الكرة الدفاعية لسنوات، رغم إنجازاته التاريخية في محطات عديدة، قدم البرتغالي جوزيه مورينيو نفسه بوجه جديد، في تجربته على مقعد القيادة الفنية لفريق توتنهام هوتسبر، الذي قدم بداية مميزة في منافسات الموسم الحالي، خاصة على الصعيد الهجومي.

وتعادل توتنهام مع ضيفه ويست هام يونايتد بثلاثة أهداف لكل منهما في الجولة الخامسة من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز، ليرفع رصيده إلى ثماني نقاط في المركز السادس بجدول الترتيب، كما رفع رصيده من الأهداف إلى 15 هدفًا، كأقوى خطوط هجوم "بريميرليج" حتى الآن.

كما رفع توتنهام رصيده الهجومي إلى 28 هدفًا في تسع مباريات فقط خلال مختلف المسابقات بالموسم الحالي، الذي شهد تأهله لدور المجموعات في الدوري الأوروبي، كما تأهل إلى الدور ربع النهائي في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية.

لكن في المقابل تواصلت الهشاشة الدفاعية لفريق توتنهام، الذي فرط في تقدمه بثلاثية نظيفة خلال 16 دقيقة فقط، حيث أدرك ويست هام تعادله في وقت قاتل بالدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، بعدما سجل أول أهدافه في الدقيقة الثانية والثمانين.

مشكلات توتنهام الدفاعية لم تتوقف على الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي استقبلت شباك فريق العاصمة الإنجليزية ثمانية أهداف خلال جولاته الخمس في الموسم الحالي، حيث لم يخرج الفريق بشباك نظيفة خلال أربع مباريات بمسابقتي يوروبا ليج وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية.

تغير نهج مورينيو ليس مفاجئًا خلال الموسم الحالي، حيث بدأ المدرب البرتغالي مشواره مع فريق العاصمة الإنجليزية منتصف الموسم الماضي بتسجيل 16 هدفًا في مبارياته الخمس الأولى بالدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.

أبرز الأمور التي تغيرت بوضوح في نهج المدير الفني المخضرم، تمثلت في تنوع خططه خلال المباريات، بعدما تمسك بخطة لعب "4-2-3-1" الشهيرة لسنوات، ولم يقم بغييرها خلال تجاربه المختلفة سوى في فترات محدودة.

ولعب مورينيو بطرق متنوعة خلال 44 مباراة فقط مع توتنهام، أبرزها 4-3-3، كما لعب بخط دفاع مكون من ثلاثة مدافعين بطريقتي 3-5-2 و3-4-3، واستخدم أيضًا طريقتي 4-1-4-1 و4-4-2 في مواجهات مختلفة.

الدور الجديد الذي يلعبه هاري كين تحت قيادة مورينيو ترجم تغير أفكار مورينيو، الذي استخدم الهداف الإنجليزي بشكل مختلف عن موقعه كمهاجم صريح، وأصبح محرك الفريق وصانع لعبه الأبرز خلال الموسم الحالي.

صنع كين سبعة أهداف في خمسة أهداف فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي، وهو الرقم الذي يساوي أفضل عدد من الأهداف صنعه في موسم واحد طوال مشواره في بريميرليج، كما يزيد عن ما صنعه خلال 57 مباراة في الموسمين الماضي والحالي بالمسابقة ذاتها، حيث صنع هدفين فقط خلال الموسم الماضي، وصنع أربعة أهداف خلال موسم 2018/2019.

كين يتسيد بأريحية قائمة أفضل صناع اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي، متفوقًا بأربعة أهداف عن جاك جريليش وجون ماكجين لاعبي أستون فيلا، وخاميس رودريجيز لاعب إيفرتون.

الدور المحوري للمهاجم الإنجليزي المخضرم في صناعة اللعب تحت قيادة مورينيو جعله أكثر لاعبي بريميرليج صناعة للفرص الخطيرة خلال الموسم الحالي، كما وضعه كثالث أكثر لاعبي المسابقة ذاتها صناعة للفرص خلف المصري محمد صلاح نجم ليفربول والبلجيكي كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي.

الكوري هيونج سون مين بدوره تحول بشكل إيجابي للغاية تحت قيادة مورينيو، فسجل سبعة أهداف خلال خمس مباريات فقط، ليتساوى في صدارة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز مع دومينيك كالفرت لوين.

وتمثل الرقم الأفضل للنجم الكوري الجنوبي بمنافسات بريميرليج في تسجيله 14 هدفًا في موسمه الأول بقميص توتنهام "2016/2017" بينما سجل 11 هدفًا خلال 30 مباراة لعبها بالمسابقة ذاتها في الموسم الماضي.

نوايا مورينيو الهجومية خلال الموسم الحالي اتضحت بشدة في تعاقداته، فإلى جانب الفوز بخدمات الجناح الويلزي المخضرم جاريث بيل على سبيل الإعارة من صفوف ريال مدريد، تعاقد مع الظهير الأيرلندي الأيمن مات دوهرتي من صفوف وولفرهامبتون والظهير الأيسر الإسباني سيرخيو ريجيلون من صفوف ريال مدريد، وكلاهما يتميز بنزعة هجومية واضحة.

لكن على عكس ما اشتهر به المدرب الداهية، الذي اشتهر بقدرته على إنهاء المباريات على النحو المحبط للخصوم، خاصة على الصعيد الدفاعي، خسر فريقه أربع نقاط هامة في انطلاقته بالدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت القاتل.

وتعادل نيوكاسل بهدف لمثله أمام توتنهام، عن طريق ركلة جزاء في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع، قبل إدارك الأرجنتيني مانويل لانزيني تعادلًا بطريقة شبيهة لمصلحة ويست هام، ليصبح مورينيو مجبرًا على حل مشكلاته الدفاعية، قبل أن يدفع ثمنًا غاليًا يهدر مجهوداته على الصعيد الهجومي.